خاص ألف
قد تتكرر كلمة تجديد ومرادفاتها في هذا المقال،ولكن لا تستغربوا ذلك عندما يكون الحديث عن الرحابنة .
فعندما تناولوا أعمال سواهم مثل سيد درويش أو عبد الوهاب، غيّروا في الآلات المستخدمة والتوزيع وفي جو الأغنية كلها أصلاً ولم يترددوا في حذف بعض المقاطع، بل وفي إضافة مقاطع جديدة،كما حدث في"زوروني كل سنة"و"الحلوة دي"و"خايف أقول"و"جارة الوادي"..فكانت أغنيات درويشية أو وهابية بحلّة رحبانية.
بل وأضافوا عندما تعاملوا مع موسيقيين كلاسيكيين توزيعا ومقاطع كان لها ان تجعل من السمفونية الـ (40) لموزار مثلا، أغنية رحبانية وهي"يا أنا يا أنا" فعندما أضافوا مقطع"لياليك بعينيّ" صبغوا الأغنية بنكهة جديدة وطوّعوا الموسيقا الكلاسيكية في القالب الرحباني.
بل وأيضا تعاملوا مع أنفسهم بالطريقة نفسها،فعندما جددوا أغنيات قديمة لهم غيّروا في التوزيع وأحيانا في الترتيب ورأوها بمنظار جديد مثل"نحنا والقمر جيران"و"خدني على تلات هالحلوين"حتى صوت فيروز وأداؤها جدّد معهم في أجواء الأغنية.
واليوم (أو بالأحرى منذ سنوات قليلة في بيت الدين) نسمع أغنية أبدعها الرحبانيان في الستينيات وكان لها صدى كبير حينها،يصوغها الرحباني الابن "زياد"بقالب معاصر تتأكد معه أن الفن الرحباني خالد خلود الموسيقا وسيبقى يتماشى مع كل العصور.
أغنية"بكتب اسمك يا حبيبي":
تبدأ الأغنية بمقدمة يتمازج فيها اللحن القديم بالابتكارات الجديدة، تهدأ الموسيقا ليدخل صوت السيدة بأدائها المعتّق من وسط الأغنية القديمة التي نعرفها: "وهديتني وردة.." بصورة أبطأ فتبدو كأنها مقدمة،ثم يتهادى اللحن بعد: "ليش دخلك ليش" لتغني الفرقة "بكتب اسمك يا حبيبي عالحور.." بإيقاع أسرع من المألوف، بينما يكون أبطأ في "الكوبليه " الذي تغنيه فيروز "بحكي عنك يا حبيبي.."وينتهي بجملة "بيحكو عنك يا حبيبي وأنا بنتسى" لتليه مباشرة الخاتمة "بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى "بتناوب أخّاذ بين السيدة والفرقة، تقفله بكلمة "بيبقى اسمك يا حبيبي" وترد عليها في النهاية الموسيقا فقط لا الفرقة بلحن "واسمي بينمحى".
تغيير بسيط لكنه جريء أعاد صياغة الأغنية من جديد فبدا الفن الرّحباني مرناً،طيّعاً، وسيبقى قابلاً لمجاراة روح الزمن مهما امتد.
لعله خير تكريم قد يفوق كل أشكال التعبير والشروح وهكذا هو زياد يفضل الفعل على القول.
نرجو ألا يطول انتظارنا لنسمع هذه الأغنية الرائعة في الأسواق ليبقى"ذكرهم مؤبدا"
××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف