خاص بألف
أعزائي أولاد الفن الأصيل، الفن الراقي، الفن النبيل
أرجوكم لا تدعونا للحظة نشك أن المُثل التي نادى بها الفن الرحباني الفيروزي أوهام !!
لا تدعونا نشك في مصداقيتهم، أو في حقيقتهم!!
لا تدعونا نشوّه صورتهم في أذهاننا ، فلم يبقَ لنا غيرها من ذاكرة الخير!
دعونا نرى مبادئهم حية في تربيتهم لأولادهم.
الأخوين وفيروز الذين بقوا في أوج خلافاتهم (في الفترة التي انفصل فيها الثالوث) بقوا في أعلى مراتب الرقي واللباقة، ولم يؤثر شيء في صورتهم المثالية، لماذا تريدون أن تشوّهوا هذه الصورة؟ ومتى؟ بعدما ذهب الذين ذهبوا ولم يبقَ إلا السيدة الجليلة تذكّر بعزهم ومجدهم!!؟؟
أكيد الهدف ليس ماديا وإلا:
هل قاضيتم يوما وديع الصافي مثلا، أو ملحم بركات.. أو كل من يغني أغانيهم التي لحنها الرحابنة لهم في حفلات على مر السنين لتأخذوا حصتكم من ربحهم المادي؟
ثم هل قاضى ورثة فيلمون وهبي مثلا، فيروز لغنائها أعماله في حفلاتها أم فرحوا بذلك واعتبروها تخليدا لذكراه ؟؟!!
هل يعقل أن يكون ورثة فيلمون أقرب وأرأف وأوفى لفيروز مِن ورثة مَن بـَنتْ معهم صرح مدرستهم وكانت "الناطق الرسمي"لها ومَن قاسمتهم الحياة بحلوها ومرّها ؟؟!!
هذه هي الأخلاق الرحبانية يا أولاد منصور الرحباني الكبير ؟؟!!
الهدف إذاً منعها من الغناء ؟؟!!
أقول لكم باسم كل جمهور فيروز والأخوين رحباني:
إن لم تريدوا أن تعودوا إلى وفائكم فعودوا إلى رشدكم واعلموا،
أن لا أحد يستطيع فصل فيروز عن الأخوين رحباني ولا حتى فيروز أو الأخوين ( لو عادوا إلى الحياة ) أنفسهم فالذي كان قد كان ..!!
لا أحد يستطيع منع فيروز من الغناء، ولو وصلتم إلى حد حبسها (لا سمح الله) فأنتم الخاسرون، لأن الناس كلهم سيهبون لزجّكم أنتم في السجن بدلا عنها وستخسرون كل الناس الذين من الممكن أن يجد بعضهم في فنكم (الذي نأمل أن نسمع منه شيئا) إبداعا يُعجب به. بدل أن يديروا عنكم وجوههم وينبذونكم إلى الأبد.
إذا كنتم تحبون فعلا عاصي ومنصور فدعوا فيروز، وهي عرّابة فنهم ومخلّدته بين الناس، تردده هنا وهناك ليبقى ذكرهم دائما بينهم يستنهضون في العالم المحبة والبطولة والسمو. ولا تحاولوا طي هذا الفن وعدم غنائه فإن لم يسمع الناس فيروز لن يسمعوا الأخوين رحباني، وهذا بديهي .
بدلا من أن تضيعوا مواهبكم وعلمكم في القضاء سخّروها في الفن،
انظروا كيف فكّر زياد بتجديد أعمال الأخوين، ليثبت عظمتها في كل آن وكل عصر وكل طريقة، هكذا أحب زياد الأخوين وهكذا رأى تكريمهما، فحاوِلوا تكريمهما بطريقتكم الخاصة، وإذا استطعتم أن تتعاونوا مع أولاد عمكم وتتشاركوا في الإبداع كما فعل عاصي ومنصور ستكون النتيجة أروع، فما أجملكم وأنتم تتقاسمون الأعمال الصعبة والموسيقى الملهمة مع العبقري زياد، والأجمل أن تغدقوا فناً يستطيع أن يجاري عبقرية الصوت الفيروزي وسحره فتكونوا بذلك على مستوى الرسالة!!
يا أبناء الرّحابنة.
نداء أمل أخير، نداء أخلاق أخير.
د. نهى بشّور
سوريا - صافيتا

×××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف