هالة نورانية أم طاقة حيوية؟ لمحة عن علم جديد
خاص ألف
2010-07-26
في أيام الصبا كان من حولنا أشخاص لهم قدرة عجيبة على حلّ الخلافات التي تحدث بين الناس. وكان لحضورهم لمسة سحرية تذيب البغضاء وتنشر التسامح والضحكة الصادرة من القلب. كان الناس يطلقون عليهم ألقاباً تشير إلى الخير والصلاح والبركة. كل ذلك تشعر به ما أن يضمك وإياهم مجلس أو أن تلتقيهم في الدروب عن طريق الصدفة, فتستبشر بلقاءهم خيراً وكأنك ترى في وجوههم ومن حولهم هالة نورانية لاتدري ما مصدرها. ومع تقلب الأيام الذي جرى بوتيرة جعلت الحليم فيها حيران, غابت تلك الشخصيات أو ندر وجودها. وبقي السؤال معلقاً, لماذا وأين اختفت تلك الشخصيات وأين حلّت تلك الأنوار؟ ما قادني للحديث الآنف الذكر هو ما وجدته عند قرائتي لعلوم الطاقة الحيوية الذي أعاد تلك الشخصيات إلى ذاكرتي وبدأت أنظر إلى الموضوع نظرة جديدة علمية. فلا شيء يأتي من فراغ والهالة التي كانت تحيط بإولئك الناس أصبحت معروفة علميا ومدروسة في العلم الجديد الذي أخذ ينتشر في العالم شيئاُ فشيئاً وهو علم الطاقة الحيوية.
لاأحد يشك في ان الطاقة تعتبر المصدر الاساسي لتسيير الحياة اليومية وكلنا نعلم إن الانسان يسعى الى البحث عن مصادر الطاقة ومحاولة تطويرها واستكشاف آفاقها والتعرف على مكوناتها, وحتى الأمس القريب كان يشار إلى الطاقة بالطاقة الفيزيائية, أي الملموسة فقط والتي تستخدم في معظم حقول الانتاج وكانت تعتبر الطاقة الأبرز في حياتنا حتى بات اكتسابها والحفاظ عليها والسعي للحصول عليها بشتى الوسائل المحرك الاساسي للنزاعات في العالم. خصوصا وإننا بتنا نسمع في كل يوم عن الاختلافات بشأن مختلف أنواع الطاقة المعروفة وخصوصا منها النفط والغاز والذرة والكهرباء والمياه والثروات الطبيعية وغيرها. ولكن في مقابل الطاقة الحسية التي تشغل العالم منذ بدايات القرن الماضي سعى آخرون إلى استكشاف طاقة من نوع مختلف اذا تعمقنا في خفاياها وجدنا إنها النوع الأهم من الطاقة والاكثر إفادة للانسان بحد ذاته, ومنها يمكن الاتجاه نحو حياة أفضل للجميع انطلاقا من سعي كل فرد الى معرفة نفسه وتحسينها والاستفادة من قدراتها. من هنا برز ما يعرف اليوم بمسمى "علم الطاقة الحيوية" المعروف بلغته الأم وهي اللغة اليابانية باسم (ريكي) وهي عبارة عن كلمتين هما (ري) أي الطاقة الكونية و(كي) أو الطاقة الحيوية الموجودة في كل كائن حي وأبرز هذه الكائنات الإنسان بذاته وبالتالي فهما تعنيان سويا "الطاقة الكونية".
لكن ما هو علم الطاقة؟ وكيف نتعرف الى هذه الطاقة ونستفيد منها؟ وبالتالي كيف يمكن ان تؤثر على حياة مجتمعنا وتتجه به نحو الافضل؟ الى حد قد يشبه مدينة الفارابي الفاضلة لاول مرة في شرقنا العربي سيمكننا التعرف على أسرار (ريكي) في كتاب قدمته إحدى ابرز المختصات في العالم بهذا النوع من العلم, وهي الدكتورة اللبنانية مهى نمور الحاصلة على الدرجة الاعلى (ماستر) في علم الطاقة والتي تتخذ من دولة الكويت مركز انطلاق لنقل معرفتها وخبرتها عن طريق العلاج والتدريب إلى من يرغب وفي كافة انحاء العالم العربي ومناطق أخرى من العالم حتى باتت تعرف ب"سندباد الطاقة الكونية".
لقد قدمت لنا مهى نمور في كتابها الجديد الطاقة الكونية كما يجب ان نعرفها ووضعتها بين أيدينا وهو ما يشير اليه بوضوح عنوان الكتاب "طاقة الكون بين يديك" الذي صدر في شهر ديسمبر من العام الماضي وبدأت حفلات التوقيع عليه في معرض الكتاب العربي في بيروت وستشهد الكويت المحطة الثانية فيما ستستكمل الحفلات في مناطق عدة من العالم أبرزها في دبي قريبا. تبين لنا من خلال قراءة هذا الكتاب الذي يقع في نحو 200 صفحة إن الدكتورة نمور وضعت طاقة الكون في أيدينا او على الاقل علمتنا كيف نمد هذه الايدي للحصول على الطاقة وبالتالي فهي عرفتنا على أسرار قدرات الانسان التي تفوق ما يمكن تصوره. تتحدث نمور عن (ريكي) بشكل عام وعن كتابها بشكل خاص بشغف وهدوء مميزين فتقول إن الطاقة موجودة لدى كل انسان وان علم الطاقة أو (ريكي) يساعده في التعرف عليها وبالتالي معرفة ذاته بمكوناتها الثلاث وهي الجسد والروح والعقل. فالعلاج على طريقة (ريكي) يساعد الانسان على التعرف على مكامن الطاقة الصحيحة التي تمنحه التوازن وذلك من خلال دمج طاقته الحيوية مع الطاقة الكونية. وبالتالي التحكم بكافة وظائفه كالتنفس والحس والابتسام والغذاء والتعامل مع الآخرين وكذلك الحالات المختلفة التي يمر بها. ومن (ريكي) يشتق (ريكي جين كي دو) الذي يتضمن المبادىء الثلاث الحكمة والرحمة والمسار بما يعني انه من خلال التعرف على وممارسة (جين كي دو) يتمكن الانسان في الوقت نفسه من امتلاك الحكمة والتعامل برحمة وتعاطف وحنان بالاضافة الى التعرف على المسار أو الطريقة لا تباعهما في حياته اليومية. وتضيف الأخصائية اللبنانية أن (ريكي) يساعد الانسان على ايجاد حل للكثير من المشاكل والصعوبات التي قد تواجهه والتغلب عليها من خلال التأمل والهدوء والتصرف بحكمة وروية وقد يصل به الحال الى شفاء الجسد من آلام أو أمراض مزمنة أو غيرها عن طرق شفاء النفس أولاً, واعتبرت أنّ ضعف الطاقة لدى شخص معين تجعله عرضة للمشاكل الصحية والأمراض وحتى للحوادث وإن تعرّفه على طاقته وتحكمه بها وبالتالي بذاته أي بمقوماته الثلاث تمنحه مناعة وحصانة كبيرتين. وأشارت إلى أنّ الدول العربية شهدت حالات شفاء من أمراض مزمنة او مشاكل صحية بعدما لجأ المصابون بها لعلاج (ريكي) ومن هذه الحالات خمسة اشخاص كانوا مصابين بمرض السرطان وآخرون كانوا يعانون من الصداع النصفي أو من القرحة او من مشاكل في القلب أو حالات انهيارات عصبية. ولعلم الطاقة فوائد عدة أبرزها تخفيف التوتر والآلام وإراحة العضلات وإزالة حالة القلق واراحة الاعصاب وتقوية نظام المناعة في الجسم ومنح التوازن لطاقة الجسد وإغناء الحياة الروحية للشخص والمساعدة على التئام الجروح وحماية الاشخاص الذين يمارسونه. باختصار إنّ علم الطاقة أو (ريكي) يمنحنا السلام الداخلي الذي قد يوصلنا في تعاطينا المشترك الى السلام الشامل بين الجميع كما يمنحنا السكينة والطمأنينة وحسن التصرف والتعامل مع الآخرين والنجاح في مواجهة الصعوبات. وهو ما يعتبر غاية في الأهمية في عصرنا الحالي الذي نرزح فيه تحت الضغوط اليومية. ومما لا شك فيه أنّ أفضل طريقة للتعرف على (ريكي) هي قراءة كتاب الدكتورة مهى نمور "طاقة الكون بين يديك" الذي استغرق إعداده اربع سنوات وهو مقسّم إلى عدة أبواب تأخذ بنا شيئا فشيئا إلى داخل طاقتنا وهو يحتوي على رسوم وصور مفسرة ومعبرة ومفصلة, كما يتضمن شهادات لأشخاص مارسوا هذا العلم وكتبوا ليخبروا عن تجربتهم الناجحة. يشار إلى أن الاخصائية اللبنانية مهى نمور أمضت نحو 30 عاما في التعمق بهذا العلم وممارسته إنطلاقا من العاصمة الفرنسية حيث مكان اقامتها الأساسي وصولا الى الكويت مكان العمل الحالي ومرورا بدول عدة زارتها, من أجل اقامة دورات تدريبية وإلقاء محاضرات واجراء مقابلات وبالطبع نشر ثقافة علم الطاقة الى أكبر عدد ممكن من الناس لان هذا العلم بحسب رأيها يكشف للانسان إنّ "كل النعم موجودة في جسمه". وعما اذا كان (ريكي) يعتبر من العلاجات الشافية للامراض قالت نمور إنه لا يعتبر السبب الرئيسي في معالجة الامراض بل إنه يعالج أسباب هذه الامراض والأوجاع إذ أن مجرد توصل الشخص الى ممارسة علم الطاقة بشكل صحيح يساعده على اجتياز المراحل اللازمة للتغلب على المشكلات الصحية والنفسية كالاحباطات العاطفية التي تصيب القلب او التراكمات التي تفقد وتشل الوعي. وقد نشرت في العام 1978م دراسة بعنوان " طرق عملية لقياس حقل الطاقة الإنساني" للباحثين الثلاث : ريشارد دوبرين ، جون بيراكوس ، باربارا برينان . قاموا خلال أبحاثهم بقياس مستوى الضوء ( بطول موجة يقارب 350 نانومتر ) في غرفة مظلمة قبل، خلال، و بعد تواجد أشخاص فيها. و دلّت النتائج على أن هناك إرتفاع بسيط في مستوى الضوء عندما يتواجد الأشخاص في الغرفة، لكن عندما يكون الشخص الموجود في الغرفة مصاباً بالكآبة أو الإرهاق، تنخفض قيمة الضوء في الغرفة. و قد أستطاعوا، عن طريق آلات خاصة، تصوير الهالة المحيطة بالجسم، بشكل واضح. كما استطاعوا تمييز ألوانها و طبقاتها المختلفة، حيث وجدوا أنها تتغيّر حسب الحالة النفسيّة أو الصحيّة .
××××××××××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2013 | |
16-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
26-تشرين الأول-2013 | |
15-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |