تورقُ كالوردة ِ البرية ِ بلا سقيا
كالحنينِ حين يهيج ُ في دمي
وكالخمرةِ إذ تعصفُ في الرأس ِ
مثل عبارة ٍ عارية ٍ ،
أُحارُ في فهمها تهبط ُ
كما امرأة ضائعة تبحثُ عن مأوى
فلم تجدِ سوى قلبي البيت الأليف ..!
قرية ٌهبطت من شفافيةِ الليل ِ
على راحةِ يدي ..
مغوية ٌ كوردة ٍ تتأملُ نفسَهَا في المرآةِ
كآبتي موسيقى منطوية ٌ على نفسِها
محظوظ ٌ أنا ..
الكآبة ُ تسهرُ معي طوالَ الليل ِ
حانية ً حنونة ً كالأمِ
أحيانا ً كالحية ِ تنامُ تحت وسادتي
وكالعشيقة ِ تـُشاركُني سريري
أحيانا ً تصيرُ كآبتي غزالة ً
وأتحولُ أنا إلى ذئب ٍ أُطاردُها في حلمي
مرة ً أكونُ الغزالُ
والكآبة ُ هي الذئبة ُ تطاردني في منامي .
أنا لا أنامُ في الليل ِ غالبا ً
أظلُ يقظا ً حتى أُودِّعُ نجمة َ الصباح ِ
كم وددتُ أن أراها نائمة ً
ولو لمرة ٍ واحدة ٍ .
أحملُ الغابة َ في قلبي
امرأة ً فائقة َ الكآبةِ
هي شفافيةُ الوردة ِ حين يجرحُها النسيمُ
صلاة ٌ بلا أمل ٍ
وأنتظارٌ مَن لا يجيء أبدا ً
الكآبة ُ حريقٌ في ماء ٍ
حية ٌ تلتهمُ قمرا ً نائما ً في بحيرة ِ الجمالِ
الدمعُ وقد شبَّتِ النارُ فيه ِ
للكآبة ِ هسيسُ نهر ٍ خفي ،
وعاطفة ٍ غائمةٍ
حين تسطو عليكَ الكتابة ُ
بلا مناسبةٍ تـُهشمُ مرآياكَ
وأنت جالسٌ على الأريكةِ وحدكَ
فتسرقُ منكَ عطرَ الوردة ِ
تسرقُ الوقتَ من الوقتِ ..!
وتسرق ُ ما يُسرق ُ من القلب ِ صفائه ُ
كما يُسرقُ من النبع ِ ماؤه وسريرته ُ
الكآبة ُ كالفأسِ توغلُ عميقا ً في الرأس ِ
دونَ أن تخلفَ قطرة َ دم ٍ واحدة ٍ
هي الطفولة ُ تمارسُ الأغراءَ معي
لتسحرَني وتسحَقَني وتـُعيدُني كالطفل ِ
نحو طفولةٍ منكسرةٍ
تـُلاحقُني رائحة ُ الحليب ِ والنهرُ والبرتقالُ
يُلاحقُني قمرٌ لم تكتمل إستدارتهُ ..!
ولا بزغَ الضوءُ حين شفَ
في الليل ِ ثوبُ الصباح ِ
في صباح ٍ كان القمرُ يطلُ من شباك ِ الجارة ِ
لكن َ جماله فوقَ طاقتي على التحمل ِ
كانَ جمالا ً حزينا ً
وقد داهمتني كآبتي في الصباح الطري
كالحنين ِ حين يهيج ُ في الخمرة ِ
وكالخمرة ِ حين تدبُ في عروقي
الكآبة ُ هي الفأسُ
حين تتوغلُ عميقا ً عميقا ً
في الرأس ِ .
شاعر من العراق يعيش في كربلاء
[email protected]
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف