كيف تركت ِ السماء فارغة ً وجئت ِ ؟
خاص ألف
2010-09-21
حين رأيتُها تتنزلُ كآية ٍ من سماء ٍ
وراحت تسيرُ على أطرافِ أصابعها
قلقة ً كقصيدة ٍ تبحث ُ عن معنى .
من الشُباكِ المفتوحِ
تَنَزَّل َ الليلُ بنجومهِ !
وواحاتهِ وملائكته معها .
أدركتُ وقتَها لماذا تبدو
السماءُ نائية ً وغارقة ً
وكيف صارت الأرضُ تحت قدميها
تغرقُ في الينبوع ِ؟.
تلك الّصبية ُ المخلوقة ُ من دموعِ العشاقِ
جسد ٌ مجبول ٌ من حسرات ٍ
كيف تركت السماء َ فارغة ً
تلك العراقيةُ الآتيةُ من ليلِ الشعراءِ ؟
شجيرة ُ ورد ٍ تسيرُ على قدمين !
قامة ٌ من فرطِ هشاشتها
تكون كعطر ٍ سابح ٍ في الذكرى .
قمرٌ يتخذُ شكلَ وردة ٍ
لها ملمسُ الضوءِ
ونكهةُ فاكهة ٍ سماوية ٍ .
كيف آخيت ِ مابين رقةِ النهرِ
ومزاجِ بحر ٍ طائش ٍ ؟
أتت الّصبية ُ في غير موعدها
لم أكن أنتظرُ فرحا ً
في قسوةِ العمرِ
ولست ُ مهيئا ً لموت ٍ
تحت إيقاعِ رقصتها الجنونيةِ
فأنا لا أملكُ سوى قدمين للمشي
وجسد ٍ خفيف ٍ كرعشة ٍ .
لا جناحَ لي كي أطير
ولا سلماً أرتقيه نحو السماء .
أحبُ كائنات الليل ِ
والغرقَ في حُلم ٍ طويل ٍ ..؟!
حيث كآبتي في أبهى حالاتها .
يرقصُ الحنانُ كالنارِ وهي تلتهمُ الريحَ
لماذا يبدو القمرُ الأليفُ غريبا ً
كإله منبوذ ٍ في الصحراء ؟
كانت السماءُ التي تتشكلُ بعيني طفل ٍ
خضراءَ تنبضُ بالمطرِ ! ؛
هل كانت السماءُ غابة ً خضراءَ
أم سحابة ً من رماد ؟
سماء ٌ غادرها الطيرُ
بعد أن غدرَ بها ساكنوها
وضاعت الأقمارُ في المدنِ الغريبةِ
بعد أن ذبح َ الأوغاد ُ شهرزاد
وكسروا العودَ والمرآةَ
صارت بغدادُ منفىً موحشا ً .
بغداد نافذة ٌ سوداء
ونهرٌ يحلم ُ بالمطر .
بغداد هادئة ٌ كموت ٍ
يسيرُ مع النهرِ .
بغداد تحلم ُ بالمطرِ
وليس لها سوى السياب
يهطل ُ من قصيدة .
في شوارعها تتجولُ الأشباح ُ
تحدقُ في الفراغِ .
تبحث ُ عن كسرةِ خبز ٍ
أو نظرة ٍ من حنان !
والشجرُ يَسْعلُ وهو يموت ُ في هدوء .
الفراتُ العذبُ لم يجد مكانا ً
أو حبقا ً ولا ماء
كي يبللَ لحيته ُ البيضاء ؟! .
أصغي إلى ( موفق محمد ) * وهو يرثي الفرات
بحنجرة ٍ ينزف ُ منها الغناء ُ
أصغي إليه وهو يرى البساتين َ
موحشة ً كالمقابرِ وقتَ الليلِ .
لا عذوبةَ في الفرات
ولا عشاق تلوح ُ ظلالُهم على صفحةِ الماءِ .
جثث ٌ وقمرٌ ميت ٌ
حيث لا عصافيرَ في السماءِ
أطلقَ الصيادون النار َ على الحياةِ .
بعدَ أن قطفَ السيف ُ
نجمة َ البلادِ الوحيدة
صارت الأرضُ التي تنبتُ الوردَ والنخلَ والبرتقال
تورقُ جثثا ً !!.
شكرا ً لهم .../ الأنبياء /
أهدونا بدلا ً من العطرِ رائحة َ المستشفيات .
بدلا ً من الصباحاتِ المعطرةِ بالآس
منحوا كلَّ واحد ٍ منا جنونا ً .
لنزين القبورَ بالشموع ِ .
يمرُ الشتاء ُ ونحن نحرسُ البرد َ والليل َ
والريح َ المثقلة َ بالأسرار .
جاءت الصبية ُ في وقت ٍ ضاع َ
مابين اليقظة ِ والنوم ِ .
*موفق محمد شاعر عراقي شهير
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |