لميعة تخيط لشاعرها ثوبا ً من ضباب
خاص ألف
2010-10-20
في آخرة الليل
السياب ُ يكتب ُ قصيدته ُ
بما يتساقط ُ من ضوء القمر
كان كالقمر لا ينام ُ
إلا في خيال بنات الجلبي
وكان المطر ُ رفيق َ السياب ِ
وأبن خيال القصيدة .
* * *
القمر ُ أنثى الليل ِ
ضربة َ فرشاة ٍ قلقة ٍ
لرسام ٍ سحقه ُ الجمال ُ كان َ .
و السياب ُ يجوب ُ ليل القرى
باحثا ً عن قمر ٍ
يُذكّرهُ بنهد امرأة ٍ
رآه ُ يسبح ُ في ماء ( بويب ) مرة ً
وهاج َ كرغبة ٍ طائشة .
* * *
بويب لم يكن سوى نهرٍ
من أحلام طفولة ٍ
ترعرت في حضن الماء .
بويب نهر ٌ ينبع ُ
من ذاكرة السياب
ويصب ُ في قرية ٍ
من قرى الخيال .
الأسماك ُ الملونة ُ تسبح ُ فيه ِ
وفيقة * الطالعة ُ من النبع
بيضاء ُ تطل ُ من شبّاكها الأزرق ِ
كانت كالقمر يسبح ُ في ساقية ٍ .
وفيقة ٌ تتأمل ُ صورتها
على صفحة الماء
لا تسع خطواتها سوى القصيدة .
وكان الشاعر ُ منهمكا ً
بغنائية ٍ من جرس ِ
شناشيل أبنة الجلبي .
* * *
كان السياب ُ قصيدة ً من مطر
وكانت لميعة * تغزل ُ دموعها
دمعة ً دمعة ً لتكتب َ
لشاعرها قصيدة َ حب ٍ .
هل غرق َ البدر ُ في السراب
بينما كانت لميعة
تـُخيط ُ له ُ ثوبا ً من ضباب ؟
* * *
جسده ُ النحيل كان أصغر َ
من ثوب ٍ يُؤرجحه ُ الهواء ُ .
كان يصرخ ُ في نومه ِ
ربي لماذا خلقت َ المرأة َ
ساحرة ً وكاسرة ً
ولماذا لم تخلق
لي عيني َّ ميدوزا ..
لماذا تركتني هائما ً
في غابة ٍ من عيون النساء ؟
* * *
كان السياب ُ كما تقول ُ صاحبته ُ
يرسم ُ نهرا ً على الأرض ِ
ثم يذهب ُ ليسبح َ فيه ِ
هل كانت هي النهر ُ
الذي أغرق َ ذلك َ الطفل َ ؟
ذهب َ الحالم ُ ولم يترك
لنا سوى دهشته ِ
ولوعته ِ وحزنه ِ الأنيق .
* * *
عاشقا ً كان َ ولا يملك ُ
سوى عذوبة ِ الأطفال ِ
ووجهه ُ الحرير والحزن
والأشعار ُ التي ينتثر ُ
فيها دمه ُ كالعبير .
كان السياب ُ جميلا ً
كالشعر في خيال الشعراء
وكصورة ٍ لنهر ٍ يركض ُ في الهواء .
أكاد ُ أراه ُ في كل قرية ٍ قمرا ً
ونخلة ً تمشي على قدمين .
* * *
كنا أنا والسياب ُ
نعشق ُ السير َ تحت المطر
تقول ُ لميعة وهي تشير ُ
بيدها نحو غيمة ٍ
عالقة ٍ في سماء ٍ
من سموات الضياع .
أحيانا ً كنا نغرق ُ
في قطرة ماء .
أحيانا ً كنت ُ وأنا أمد ُ أصابعي
تتلمس ُ تحت قميص السياب
تصير ُ يدي جمرة ً
وذاك القميص ُ يذوب ُ
بين الأصابع كمشة ً من ندى .
* * *
لم يرسم فائق حسن لوحة ً للسياب
ربما أن الشاعر لم يكن
يجيد ُ ركوب َ الخيل ِ .
ربما .. لو كان رَسَمه ُ
لتخيلّه ُ وهو يركب ُ موجة ً
أو وهو على ظهر غزال ٍ .
ربما كان فارسا ً
يحارب ُ طواحين َ الهواء .
* * *
كان السياب ُ نجمة ً
سقطت سهوا ً في هاوية ٍ ..
دمعة ً كان قد هطلت
من عيون النخيل .
* لميعة المشار إليها في القصيدة هي
الشاعرة لميعة عباس عمارة
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |