تمثال سعدي يوسف في بغداد
خاص ألف
2010-10-29
نظرا ً لأهمية شاعر كبير بقامة سعدي يوسف وتقديرا ً لمنجزه الشعري العظيم ومواقفه المبدئية الراسخة وحبه الكبير لشعبه ووطنه العراق . ولأننا وبعد سقوط الدكتاتور ننظر لمبدعينا الكبار نظرة إجلال ٍ وتكريم ٍ فمن حقهم على الوطن أن يُكرموا وهم أحياء لا أن نتذكرهم بعد غيابهم . من هنا إرتأت الحكومة العراقية الجديدة تسمية أحدى الساحات أو الحدائق العامة المعروفة بأسم الشاعر سعدي يوسف وأقامة تمثال له بعد دعوته لزيارة بلده العراق وتقليده أعلى وسام يستحقه وهو حب شعبه ووطنه له . ولسوف يعتبر هذا الأمر حدثا ً ثقافيا ً هاما ً وهو الخطوة الإولى نحو ترديم الهوة مابين الحاكم والمبدع وتكريس ثقافة الإحتفاء برموز العراق من علماء وشعراء وفنانين على إختلاف مشاربهم وإتجاهاتم الفكرية والسياسية . عبر هكذا خطوة رائعة ستدشن الحكومة التي نصبو لأن تكون حكومة الحالمين عهدا ً يطوي صفحة آلام طويلة , ليبدأ بعدها عهد الآمال .
لنتذكر الشاعر الكبير ( سعدي يوسف ) وقد تجاوز الثمانين من عمره , هذا الشاعر العظيم الذي يُعد ُ الآن أحد أهم شعراء العرب بل والعالم من حيث حجم إنجازه الشعري وريادته ومن حيث إبتكاراته الفنية ودوره في تطوير القصيدة الحديثة التي إنتقلت على يديه إلى ذرى لم تبلغها من قبل . لست في وارد الكتابة عن تجربة الشاعر التي كرسته كشاعر كبير في حالة من تجاوز مستمر لا تتوقف عند أرض ٍ واحدة , فسعدي يوسف يحتاج منجزه الضخم لدراسات نقدية من شأنها الإحاطة بتلك الضفاف الواسعة لشعره الذي يصح عليه قول من لا ضفاف له . حين أذكر سعدي يوسف , كشاعر عراقي مهم وكشخصية ورجل نافح وكافح طيلة أكثر من نصف قرن الأنظمة البائدة . هو الشاعر المنفي المُطارد ُ الذي ظل وفيا ً لسمائه الإولى . سعدي يوسف , لكم عانى من مرارة المنفى وشبح القاتل الذي كان يطارد المبدعين الشرفاء حتى في أحلامهم بعدما تحول إلى كابوس يربض على صدر الوطن . هو الشاعر الذي لم يتبرأ من ماضيه ولم ينفض يديه من قضيته الأصل العراق بفقراءه وبكادحيه وبشعرائه الذين لم تتلوث أيديهم وضمائرهم وكلماتهم بالنفط أوبالدم . شعر سعدي يوسف الذي بلغ مجلدات ست يعد بحق تاريخ حقيقي لكل التفاصيل السياسية واليومية ومنها العاطفية بالطبع للشاعر ووطنه العراق بكل تحولاته ومخاضاته و لأكثر من نصف قرن تقريبا ً . هذا الرجل المحارب بكلماته المضيئة والذي لم يهادن ولم يستسلم ولم يبع فكان المثال لنا جميعا ً لأنه بشعره ومواقفه قد آخى مابين الشاعر والإنسان الملتزم النبيل الذي إمتزجت لديه الذات الفردية في الضمير العام . هو المتألق بالشعر وحب الإنسان لم يتخل ولو للحظة ٍ عن العراق الذي يتنفس هوائه شعرا ً مائيا ً مكتوبا ً بالدمع , من هنا تبدو غنائيته وعذوبته وصفائه وصدقه الجارح . ظل سعدي متشبثا ً بالجذور , ينشد للبصرة والنخيل وشط العرب , يغني العراق في أوج محنته , من يتذكره الآن ومن فكر بتكريمه حيا ً , إلا يستحق أن يسمى شارعا ً أو حديقة يقام له فيه تمثالا ً للشاعر ؟ هو الأكثر إستحقاقا ً لنيل جائزة نوبل على حد قول الناقد صبحي حديد . يقينا ً سوف نتذكره ونبجله ونبكيه ونكتب له المراثي حين يموت , فلننتظر موت كل عظيم ٍ لدينا كي نسفح حبر أقلامنا عليه .. نحن نغتال عظماؤنا , نعم نغتالهم وهم أحياء بيننا فلنتتذكر !
شاعر من العراق
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |