حول تجربة لقمان ديركي في ( بيت القصيد ) أولا
2010-11-08
ثانياً الشعر بمفهوم وزير الثقافة السورية خطبة جمعة
كلمات أولى
ديدن سجية الينابيع الثرّة أن تنسرب من خلال الصخور الكتيمة ، وأن تفجر الأرض ، وتتدفق مشكّلة لها مجرى ، ومهما واجهت من سدود فإنها تتعرج وتنبسط وتتعمق لتشكل سواقيها أو النهر الذي يتوافق مع دفق مائها ، وهكذا المواهب أيضا فإنها تثْبت نفسها تحت كل الظروف فتجتاز كل موانع سواء كان ذلك قمعاً أو إقصاء وهذا ما تعاني منه أكثر المواهب ، إلا أن أصحاب المواهب لا يعدمون الوسائل التي توصل أصواتهم إلى أولي الاهتمام ، فالموهبة الحقيقية كما قلت لا شيء يستطيع أن يقف في وجهها .
لقد كنت أتابع ما استطعت ما ينشر من مجموعات شعرية سورية كلما عدت إلى سورية زائرا ، لذا فقد عرفت أكثر الشعراء دون أن يعرفوني ، فكثير منهم قرأت له مجموعة شعرية واحدة أو قصائد متفرقة هنا وهناك ، ولكن لم أجمع أكثر من مجموعة واحدة لشاعر إلا إذا وجدت في المجموعة الشعرية ما يلفت الانتباه بأن أتابع جديد هذا الشاعر أو ذاك .
***
لقمان ديركي شعر الحياة
من بين هؤلاء المتميزين كان الشاعر السوري لقمان ديركي الذي قرأت له ما حصلت عليه من مجموعاته التي طبعت ما قبل الألفين وبعدها ما كان ينشر في الأنترنت أو الصحف من مقالاته أو شعره .
من الشعراء من يجسدون شعرهم في حياتهم لأنه كما نعلم للشعر مفاهيم لا حصر لها عند الشعراء فيشتغل شعراء آخرون على اللغة مجرجرين الحياة إلى اللغة والبلاغة وغيرها ، وشعراء يكون الشعر عندهم يمثل الحياة ، الحياة ليست باجترار السكون وبالنفخ في موات الماضي ، بل الحياة بحيويتها وتطورها فيكون الشعر لدى هؤلاء بقدر عمقه وحرارته بقدر ما هو مرآة للشاعر ومنارة للحياة ، فالشاعر لقمان ديركي هو شاعر مذ دواوينه السابقة التي تسنّى لي قراءتها ولّد لدي انطباع أنه في صف شعراء الحياة ، فأول ما يعرفه المرء يواجه إنسانا _ قصيدة _ تتفجّر بالطاقة الشبابية فكأن القصيدة _ الحياة _ تجسّدت به _ هو هي وهي هو _ دون تكلّف ، دون تمثيل لا باللغة بل بجوهرها الشعري ، وهذا لا ينفي أن لقمان يجيد اللغة إجادة الحر من وطأة عبوديتها و تبعيتها .
لا أكتب نقدا لشعر لقمان ديركي ، إن ذلك بحاجة إلى ناقد يعرف أدوات النقد ليلمّ بالتجربة من كل جوانبها الفنية ، أين التزمت بمسار قصيدة النثر وأين خرجت عليها من خلال ثقافة الشاعر المنطلقة التي تدل على سعة الاطلاع وأصالة في الموهبة ووعي لما يذهب به ، هذا غير ما لدى لقمان من ملكات ومواهب مسرحية وغيرها ، فأنا لا أقيّم التجربة بمقالة انطباعية هدفها سوى ذلك بل حفّزني على ذلك فضلا عن إعجابي السابق ما عرفته أخيرا في شخصية الشاعر الفنان .
***
بيت القصيد
( بيت القصيد ) . . سهرة كل يوم اثنين ( قد تكون معلوماتي قاصرة ) دعا إليها الشاعر لقمان ديركي في فضاء فندق برج الفردوس في وسط دمشق ، مكان بسيط اختار له أن يكون سهرة للشعر والشعراء بكل اتجاهاتهم الشعرية وبمساواة يحلم فيها الشعراء المهمشون ، خاصة ، قلّ نظيرها كونها حرة لا وصاية ولا هيمنة عليها مما نعرف من مؤسسات رسمية ، قانونها الشعر ونظامها الإبداع ، والالتزام الأدبي ذاتي تجسيدا لمبدأ الحرية التزام . .
لقد سمعت عن سهرة ( بيت القصيد ) بعد عودتي إلى الوطن وبعد غياب دام ثلاثة وثلاثين عاما عنه ولم تسمح لي الظروف إلا منذ أسبوعين ، دخلت إلى سهرة ( بيت القصيد ) دون أن أفكر بماذا سألبس ولا بالعطر الذي سأضعه على طريقة سهرات الصالونات الأدبية التقليدية ، فقد تخيّلت أنني سأكون محققا لحلمي الشعري في سورية ولأول مرة إذ سأكون بين شعراء وغيرهم من أوساط الثقافة والإبداع ، لا محسوبيات ولا شللية كما هو سائد في كل أنشطة الأدب والصحافة والإعلام وغيرها .
دخلت الصالة التي لم أجد فيها كرسيا فارغا لكثرة الرواد رواد الشعر والبساطة في الحياة ، لذا لبست الجينز لأكون مستعدا للجلوس على البلاط كوني وصلت متأخرا مثل كل من يفترشون أرض الصالة من شباب سوريين وعرب وأجانب
مشاركين بعفوية الحياة التي يتمثلها الشعراء في حياتهم .
لم يكن لقمان ديركي على طاولة في صدر الصالة ، بل كان واقفا على قدميه طيلة السهرة موزّعا اهتماماته بين الحضور ، متنقلا من مكان إلى آخر وهو يدير الأمسية بروحه المرحة ولسانه اللاذع السخرية الذي يصل القلوب بخفة ومحبة .
تبدأ الأمسية بمختارات شعرية لشعراء أسسوا للحداثة الشعرية العربية : أدونيس . . أنسي الحاج . . نزار قباني . . محمد الماغوط . . ولغيرهم أيضا إلى آخره . . ثم بعد ذلك تبدأ قراءة الشعر من كل أنواع الشعر وعديد المدارس والتيارات هذا فضلا عن تقديم الشعر المترجم من لغات عدة كالألمانية والأسبانية والإنجليزية والفرنسية وغيرها وذلك بأن يقرأ النص بلغته ومن ثم يقرأ مترجما إلى العربية ضمن نظام أدبي فيفتح المجال لكل الأصوات من داخل سورية ومن مشاركين عربا وأجانب ، وما لفت انتباهي هو تقديم قصائد شعبية لشعراء موجودين في السهرة مع اختلاف مستوياتها بين التقليدية الجيدة والنمطية السطحية .
إذن لقمان ديركي لم يخيّب أملي فقد ظننت مخطئا أنه ابن البيئة الثقافية السورية التي بأكثريتها تنأى بنفسها عن الشعر الشعبي عموما وعن الشعر الخطير خطر لغم ( برأيهم ) المكتوب باللغة الدارجة .
إن التوجه الرسمي والعام في سورية مضى عليه عقود كثيرة من الزمن يعتبر أن الشعر ليس شعرا ( أدبا ) إلا إذا كتب باللغة العربية الفصحى وهذا طاغ عند الأكثرية من الكتّاب السوريين لذلك لم ينشأ في سورية تيارا شعريا _ حركة شعرية _ تمثّل الحداثة الشعرية باللغة الدارجة كما في لبنان " ولا أقصد الزجل اللبناني التقليدي فهو سواء في كل بلاد الشام " (( أقصد الشعر الحديث باللغة المحكية والذي قدمه شعراء كبار بالفصحى كأمثال الشاعر سعيد عقل وجوزيف حرب وشعراء عُرفوا فقط في الشعر العامي كأمثال الشاعر ميشال طراد وعبد الله غانم وغيرهم الذين طوروا الشعر العامي وأبدعوا فيه إلى حد الدهشة وحد اعتبار ذلك من بعض قصيري النظر خطرا على العربية الفصيحة ))
قلت لم تنشأ في سورية حركة حداثية شعرية أيضا كما نشأت في مصر على يد شعراء كبار كـ بيرم التونسي ومن بعده على سبيل المثال لا الحصر الشاعر فؤاد حداد والشاعر عبد الرحمن الأبنودي والشاعر جمال بخيت والشاعر سيد حجاب وغيرهم من شعراء مبدعين _ وكذلك أنوّه ليس الشعر الشعبي التقليدي المصري _ بل الشعر العامي الحديث والذي يساير الشعر الفصيح بل أقول إن الشعر في مصر أولا هو الشعر العامي الحديث لأنه يمثل الروح المصرية خير تمثيل دون التقليل من شأن الشعر الفصيح الذي يندرج في سياق اللغة ويتماشى مع شعر اللغة العربية الفصيحة عموما .
وكذلك الحركة الشعرية الحديثة باللغة الدارجة في المملكة المغربية والتي وصلت ببعض مجموعاتها الشعرية إلى مصاف الشعري الفلسفي الكوني العظيم كالشاعر أحمد لمسيح والشاعر إدريس المسناوي وشاعرات أمثال الشاعرة نهاد بنعكيدا وغيرها من شاعرات وشعراء وذلك على سبيل المثال لا الحصر ، وكوني ملما إلماما لا بأس به بتجربة الشعر العامي في كثير من الأقطار العربية كالتجربة الحديثة الرائعة في ليبيا وسواها . .
لقد ظل توجه أولي الشأن في سورية يفضلون أية قصيدة باللغة العربية الفصحى تقليدية . . هابطة . . لا تنتمي للشعر أصلا . . فقط لأنها كتبت بالفصحى لها المكانة عندهم على أي شعر حقيقي مبدع كتب باللغة الدارجة وهذا ما حد من انتشار الشعر باللغة الدارجة ، وقد جبن شعراء عن نشر شعرهم الذي كتبوه زجلا تقليديا أو باللغة الدارجة الحديثة كما صرّح الشاعر المخضرم سليمان العيسى بأنه كتب من الشعر العامي ما يساوي ما كتب بالفصحى ولكنه لم ينشر منه شيئا لم يجرؤ وقال لا يريد أن ينشره _ هو حر _ ولكن أنا أضرب مثلا على العقلية السائدة في سورية بنظرتها العوراء للشعر كشعر والشعر العامي بشكل خاص خشية أن يقال ربما إنهم يشجعون الشعر العامي أو اللغة العامية وهم أهل العروبة وقلبها النابض قوميا كما يقال في الشعارات .
***
قرار وزير الثقافة
نعم ليس لدينا في سورية تيار شعري حديث بكل معنى الكلمة يعتمد اللغة
الدارجة لغة للإبداع ، وقرار السيد وزير الثقافة الأخير الذي يمنع فيه أن يُقرأ الشعر في كل المراكز الثقافية إلا إذا كان مكتوبا باللغة العربية الفصحى لا يزيد الطين بلّة فهو قرار محق نظرا لهبوط مستوى الشعر العامي الذي يقرأ أحيانا في الأمسيات لأنه كما قلت لا يوجد هذا الشعر الحقيقي في سورية وإن كان موجودا فهو قليل ومقموع ولا وسيلة لنشره ، والسيد وزير الثقافة أحد أساطين اللغة العربية القومية القاموسية أدبا ، وقراره المعلل بحماية للغتنا القومية يجعل عشرين مليون سوري يتساءلون :
هل هو وزير ثقافة الشعب السوري أم وزير من يكتبون باللغة العربية الفصحى من الشعب السوري ؟
وهل المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة أم لوزارة اللغة العربية الفصحى والتي يعتقد أساطينها أنها هي لغة الإبداع فحسب ؟
وهل خلفية السيد الوزير هي خلفية دينية عربية تعتبر المراكز الثقافية بمثابة منابر الجوامع تحرّم أن تكون خطب أيام الجمع عليها إلا بالعربية الفصيحة ؟
هل يحتمل الشعر هذا التمييز وهذه العنصرية وهذه العقلية التي تقلل من شأن لغة الشعب أولا وترفع شأن كمشة صغيرة ممن يجيدون الفصحى أو لا يجيدونها
ونحن أمام كم من الكتابات التافهة والهابطة والسطحية في الصحف وفي الشعر المنشور إن بشكل شخصي أو بمطابع رسمية ومن مؤسسات تعتمد اللغة الفصيحة مقياسا للإبداع فقط .
لا جواب لدي كيف قبل سيادة الوزير قبل عقدين أو أكثر من الزمن حين حوّلت رواية له من الفصحى إلى العامية المصرية وقام بتمثيلها كبار الفنانين المصريين ، هل اللغة العامية المصرية تستطيع ولها من الطاقة لاحتواء الإبداع وتعجز عنها لغة الشعب السوري ؟ أم أن المسألة مسألة سلّم استخدمت في ذلك الزمن والآن استبدلت السلّم بسلّم آخر ؟
أم هكذا تظل العقليات تنظر إلى الإبداع نظرة سياسية محاباة لتوجه ما إن لم أقل يحكمها النفاق فهي يحكمها بكل تأكيد التزمّت والجمود المشبعين بالسلفية المعصرنة قوميا . . لليّ عنق تطور الحياة الإنسانية فكرا ولغة .
ومن المحيرات التي راودتني في قرار السيد وزير الثقافة السورية هو ما يعني أننا لن نسمح لشاعر مصري كالشاعر عبد الرحمن الأبنودي مثلا لو دعي إلى سورية أن يقرأ شعره بالعامية المصرية على أي منبر من منابر تابعة لوزارة الثقافة السورية ، وكذلك الشاعر اللبناني جوزيف حرب ( رئيس اتحاد الكتاب اللبناني السابق أو الحالي ) لن نسمح له أن يقرأ قصيدة من شعره العامي حتى ولو تشفعت له الفنانة الكبيرة فيروز والتي غنّت من روائعه عديد القصائد مما كتب بالشعر الحديث باللغة العامية ؟؟!!
أم سيكون هناك قرار ملحق سيسمح للشعر العامي بغير اللغة العامية السورية نظرا لأن العامية المصرية واللبنانية وربما غيرهما وصلت إلى مستوى الشعر الحقيقي ولغتنا العامية السورية أقل وأضعف ؟
وسأجد عذرا للسيد الوزير كما لكل العقلية السورية السائدة في هذا الشأن الإبداعي البحت وأقول إن كانوا لا يسمحون لذلك الشعر بالوجود ولا يعرفون عنه إن وجد فهم معذورون في قرار كهذا وفي توجه كذاك .
لماذا أخذني الحديث كلية لمسألة الشعر باللغة الدارجة ؟
ألأنني أكتب الشعر باللغة الدارجة ( وترجمت قصائدي باللغة الدارجة جبنا إلى جنب مع شعري الفصيح إلى عدة لغات أجنبية وبالطبع لم يقم بها سوريون الأقرب للغتي الدارجة بل قام بها شعراء عرب من تونس ومن عربستان ومن المغرب )
نعم أنا أكتب الشعر باللغة السورية الدارجة ( والقضية ليست قضية فردية أو شخصية ) إنها قضية شعرية إبداعية بكل ما تعني الكلمة ومن موقعي كشاعر أكتب القصيدة باللغة الدارجة كما بالفصحى ( ولكن الفصحى لا مشكلة لديها ولا شجون لدينا في هذا الجانب القمعي المتخلف عنها ) الشاعر والقصيدة باللغة الدارجة هما من يعانيان من هذه الطواغيت .
ولزيادة في هذه المعاناة والقضية تستحق الأكثر أدعو إلى كسر هذه القيود وتحدي العقليات السلفية المتحجرة . .
أدعو إلى حركة شعرية حديثة من شعراء ذوي مواهب شعرية حقيقية للكتابة باللغة الدارجة ( ولكن ليس على طريقة جمعية الزجل السورية مع تقديري واحترامي الشديد لشعرائها ) ولا على طريقة الشاعر الشعبي ( عمر الفرّا ) الذي طور الشعر الشعبي ولكن ظلت الظاهرة الصوتية والتقليدية هي المسيطرة في طريقته .
أدعو إلى شعر تتخلص فيه القصيدة من لهجياتها المغرقة في محليتها ، إلى قصيدة يحمل شاعرها كل الإيمان بأن هذه اللغة الدارجة تحمل من الطاقات للشعر العظيم مثل ما تحمل أعظم اللغات في العالم .
(( مذكرا على هامش القول إن الكوميديا الإلهية الرائعة الإنسانية الشعرية كتبها الشاعر الإيطالي دانتي باللغة الدارجة أو اللغة المحلية ( الشعبية ) لمدينته ولم يكن خلودها بسبب ثورته على اللاتينية التقليدية وكتابته باللغة العامية بل بسبب الطاقات الشعرية والعمق والكيفية التي كتبت بها الكوميديا في هذه اللغة التي لم تكن لغة للكتابة الرسمية ))
لقد قرأت شعري بالدارجة السورية التي أتحدث بها في كل الأقطار العربية ولم يطلب مني يوما تفسير كلمة .
نعم أدعو إلى لغة وسيطة تصل إلى كل قارئ وكل سامع لا سوري فحسب .
وهذه الدعوة لا تعني ما قد يفهمه الموتورون ويتذرعون به ، على أنه تبني دعوة شعوبية أو إقليمية كالدعوات التي صدرت في بعض الأقطار العربية ، في القرن الفارط ولا تعني إحلال العامية مكان الفصحى ، ولا تفضيل العامية على الفصحى ، أبدا ، أعني بكل وضوح أن يكون لدينا تيارا شعريا حقيقيا باللغة السورية الدارجة كما في مصر وكما في لبنان وغيرهما ويكون رديفا للشعر بالفصحى ، وأن يكون لدى أهل الشعر الفصيح الشجاعة أن يتقبلوا هذا الشعر وأن يستفيدوا منه تحت عين الشمس لا أن يسرقوه ويطمسوا معالمه كما فعل ويفعل بعض كبار الشعراء العرب مع الشعر العامي .
هذا في المرحلة الأولى بأن يكون للشعر باللغة الدارجة ما للشعر الفصيح من حقوق في النشر وغيرها من حقوق تحترمها المجتمعات التي تحترم نفسها وترعى مواهبها .
كلمة حق أخيرة :
أقول هذا لإعجابي الشديد بما قام به هذا الشاعر الفرد لقمان ديركي أي كعمل فردي ( مع مجموعة من الشعراء كما أُفهِمت) دل على سمو نفسه وهو برأيي يمثل تطلع الشعب كله والفئة التي همّ الإبداع أكبر همّها الإبداع المنفتح على الكون وبأصالة أهمها أصالة الإنسان الذي يجعل بإبداعه من اللغة لغة مبدعة فاللغة خلقها الإنسان ولم تَخلقِ اللغةُ الإنسانَ واللغة خُلقت للإنسان ولم يُخلق الإنسان لـ للغة .
لهذا أجد في تجربة ( بيت القصيد ) تجربة سورية رائدة قام بها فرد بروح
اجتماعية ثقافية شعرية شمولية ، سعى إليها شاعر حقيقي يمثل تمثيلا حقيقيـا
جوهر وروح الثقافة السورية التي هي جزء من الثقافة العربية والإنسانية بشكل
عام ، وعلينا أن نعترف لهذا الشاعر بريادته وأن نستفيد إبداعيا من هذه التجربة . وإذا كان حسب اعتقادي جازما أن الشاعر لقمان ديركي ليس له مطمح سياسي بأن يكون وزيرا للثقافة السورية فهو كشاعر وبـ (بيت القصيد) صار في قلب كل مثقف سوري بعيدا عن التعصّب ومنفتحا على روح الوطن والشعب .
نشرت في مجلة الحداثة بيروت لبنان
شاهر خضرة
دمشق
7-11-2009
هذا الموضوع لا نشتقبل التعليقات عليه
08-أيار-2021
08-تشرين الثاني-2010 | |
02-تشرين الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |