قصتان
خاص ألف
2010-11-17
على مقربة من عشقها
قصة
إلى يسرا وأيمن ,,,عشيقان فلسطنيان ..بمناسبة عيد الاضحى
...ولم يرفث.
بل ارتفع منسوب عشقه كماء السدود الى ناصية ودّك، كما أبو ذر الغفاري وقد رفض " صرة "عثمان بن عفان التي أوفدها مع عبده لقاء عتقه,
حين قال أبو ذر : في عتقك رقي
آوى إلى عشقه على مقربة من عشقك ، يتوسدعشقك لتتوسدي طوعا أو كراها أو قسرا عشقه.
يتوسد ملمس زر المذياع وأنت تنصتين لآهات "رفح "وهي تخرج من جلدك.
أنت كذلك صرفت نظرك عن " صرة " منظمة غوت اللاجئين.
أجزم أنه لم يرفث.
وأنت أيضا لم ترفثي...
كانت أم شيماء على مقربة " البيارة " ، قبالة ذهب السموات السبع، فيما كانت جدائل " يسرا " تعبث " بالعبث " على مشارف القهر بمخيم " جباليا ".تصفف شعرها " البعثي بوجودية " سارتر .
أجزم أن " يسرا " لم ترفث ، وسارتر أيضا عندما قال ذات مرة : (هناك قوة أقوى وأعلى )لم يرفث.
يسرا الصغيرة على مقربة من الكانون تراجع دروسها وقد احتوت محفظتها "تلصصها" على قمر الزمان عند اكتمال البدر ،لم تخن قضيتها ، ولم ترفث.
فقط آوت إلى جحرها كما تؤم الغربان بياضها وقد يخرج غالبا من " سوادها "
شعر "يسرا " السنبلي يراوح مكانه، أم شيماء تغزل الصوف على مشارف المخيم ، و" أطونيو غرامشي ،يتصنت على مذياعك الذي وليت ظهرك عنه,
قرامشي لم يرفث أيضا ، هو صديق يسرا ، يجلس دوما إلى يسارها ،،،في زنزانته وزنزانتها يتضرع إلى أم شيماء لتغدقه بالبركات ...
من قال " غرامشي سليط اللسان ، قد رفث ، ومن أوى إلى جحره قد نجا ، أو لغى ...أو تنصل من االهوى. ومن لغى فلا مساءات له.
غرامشي يصهل ، يسعل ولا يرفث,وأم شيماء تترقب البخور من أول نور ، من ثقاب " الرفث " وتواصل غزل الصوف,من ثقاب " الرفث"
أم شيماء تلج ضوءها الاسود وتغيب إلى الابد دون أن ترفث هي الاخرى ,
يظل الدوار والغبار على مشارف العنة يدور كما البخور، كما الغبار كما الرفث ...
أيمن أخوك من الرضاعة ، يا يسرا ، هو الاخر رضع رصاصة من يد مجهول فأرتده " رفثا ، لم تمرغه الرصاصة بالتراب ، ولم ينقل على التابوت ، امتصته جدائلك يا يسرا ، تذكري ذات عيد أضحى ،لا تبكي ولا تستبكي ولا تقيمي المأتم على أم شيماء ، فإنها لن تعود لتصفف جدائلك مثلما تصفف وتغزل الصوف,
أم شيماء ابتلعها الحوت كما يونس عليه السلام ، وهي تجول بين ضفائرك وضياء الاماسي ...تتهيأ للغسيل ,,للظفر بريشة حمامة تطير على مقربة من عشقك ، من ألقك من"أرض البرتقال الجزين "(2) لغسان كنفاني.
يسرا ، أنا هنا بجوارك ،قال قرامشي ، لا تخافي ،قنديل الاماسي القادمة بين يدي ،
صمتك أسري ، صمتك آسر ، لاتقترقبي من أيمن ، إنه ينزف عشقا ، لا تقتربي منه إنه ينزف غيظا عليك
أيمن يحبك ، ويحبني ،أيمن سيهديك عشقه ، وسأهديك أنا ما أملك من حليب " عنزة" وستائر بيتك الصغير ، وضفيرة دميتك البلورية, القزحية،الشقراء ، سأهديك مساء عائما في الماء ، في التسابيح إلى غاية الفجر.
سأهديك كل هذا بمناسبة العيد ، عيد الاضحى ، لتنحري وتحرقي أشواقي وصهيل " تأوهاتي" ولتوزعي ضياءك على مشارف المعمورة .
طوقته يسرا بمنديلها البنفسجي ،
لم ترفث حين قبلته وقبلت أيمن بحرارة ،وقبلت أم شيماء بفم" الحوت "
، كان"أيمن" على مقربة من عشقها، وهو مسجى، يداعب ما تبقى من ضفائر يسرا، يتوسدها وهي شظايا ,بين دموية النشيد والعشق ،وحليب العنزة الذي تدفق شلالا ليروي المساءات القادمة .
البليدة في 14/11/2010
======
هامش
أنطونيو قرامشي مفكر إيطالي ماركسي 1)
2/ أرض البرتقال الحزين / مجموعة قصصية لغسان كنفاني
بموجب كراهيتي أحبك
ظللْ المفعول به لأحبك,,,لآتيك طوعا , نطقها بعسر فيما كان مروان يمرر خوذة المنجمين على رأس أحد السجناء ، المحاصرين ، وهو يحتسي حساء باردا خرج لتوه من الثلاجة.
من فوهة السماء.
لم تكن السماء ماطرة ... كانت كحساء أصابه البلل من كثرة الغش...
ومرّ رهط ً, عفوا رتلً من الغشاشين بختوم السوق حيث كان ينتصب اللواء الاول من المشاة وبعض من الدجالين الذين أخلصوا غير ما مرة للوطن.حتى في أحلك ظروفه؟؟
كانوا في دورة روتينية لتفقد أحوال الرعية ,
في ذروة التفقد .
اقترب أحدهم من مروان ، جذبه من قميصه ، أدرك مروان أن الجذب لم يكن محكما , أشار للذي جذبه أن يعيد الكرة، ففعل , تقيأ مروان مواسم قحط خلت وبلحا أمطرته السماء ذات ليلة صقيعية باردة , أشار للذي جذبه أن يعيد الكرة مرة ثانية وثالثة , لم يمتثل هذا الاخير,ألح مروان على الجذب مرة أخرى .
لم يتمالك هذا " الاخير " أعصابه .
عصف بمروان إلى داخل المخفر ، تبخر " مروان " وسط كومة تبن
تحول إلى رماد وبخار ..
كان " الظل " الذي ظلل المفعول به يدثره,
احتار هذا " الاخير " من اختفائه ...
نطقت الاصداء قالت : سئمنا لغة الخشب ، و" أشار هذا " الاخير ,,
من تكونين؟ ،
قالت الاصداء : زهير بن أبي : سئمت تكاليف الحياة
وأكمل هذا" الاخير " الشطر الثاني (ومن يعش ثمانين حولاً، لا أبالك، يسأم)!
تقيأ مروان وقد خرج من ( عضد) الشطر الثاني كيس حليب مبلل في " الرماد" عفوا في وعاء الحساء البارد, أضاف قائلا :هاأنذا أزور الحساء البارد في بطن أخي من الجوع والعوز والفاقة.
قال هذا " الاخير ":( وهو كذلك)
قال مروان : هذه لغة الخشب التي سئمناها
أمطرت السماء حينها بلحا وأكياس حليب ، سقط اللواء المرابط بالسوق من قفة أحد المساكين ,
كانت رائحة " الحساء " تزفر حين جاءه حفيده "وائل " وفي يده المرتجبة وريقة بها إشععععار بصب منحة المتقاعععععععدين الهزيلة ، انصاعت " الوريقة المسيكنة.تسللت رفقة الوهن إلى جيب وطن بحجم الشهداء
بالرغم من ذلك نطقت : بموجب كراهيتي طوعا لك أحبك حتى النخاع، حد العوزوالدهشة والانتشاء والفاقة .
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2020 | |
21-تشرين الثاني-2020 | |
17-تشرين الثاني-2010 | |
27-تشرين الأول-2010 | |
29-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |