هي تأكل الندى
خاص ألف
2010-12-11
القمر ُ نائم ٌ في الأصطبل
والسماء ُ تذبل ُ عارية بلا نصوص
فحقوق الإنسان في مغارة تـُزهر ُ
والإنسان في الصورة عار ٍ كالشفق
على المزبلة الأنيقة
يجلس ُ السفوسطائيون يعلمون البقرة َ
الولع بالسكين والغناء والذبح الحلال
والشاعر ُ يسكر ُ من الكلمات
ورحيق الغابة النائمة في رأسه
يحلم ُ بوطن يليق ُ بالعذاب
بامرأة ٍ يفلي شعرها من الأفكار
يسقيها القُبل الحائمة على الشفاه
يراودُها على النار والينبوع والبنفسج
يسلب ُ منها صباحاتها الطرية
بعذوبة يحدثُها عن الخراب وجمال الوردة
والشمس المطمورة تحت الثلج
وبرفق يخلع ُ عنها أحلامها
ثوبا ً ثوبا ً ريثما يوقد ُ الذاكرة
أو يطمسها كليا ً ويغرقان في الوحدة
يقعان على الأسرار
والطفولة ُ تجرفهما نحو الوادي
على البرق يجلسان
والمطر يتحمم ُ ويلوث ُ ثيابه بالسهر
يهيم ُ النسيم ُ في براري العشق
في الدوار اللذيذ
والقرية تزورهم خلسة ً
الشجرة تجلس ُ معهم هادئة ً كجارية
يتذكر ُ بأنه أرمل
وزوجته عذراء كمريم
العروس في ثياب الحداد
وأحزانه تمادت وجلست على المائدة
ليتراجع هو نحو الفصاحة
يتأبط ُ رمحا ً والتجاعيد ُ تضحك ُ منه ُ
في الخابية دموع
في المقهى النهر ُ يتسكع ُ
النهار ُ يحوم ُ حول الكراسي كالفراغ
السكران ُ يرشف ُ التعب َ والشرود .
يبزغ ُ السيف ُ كالوجع
وكالأنياب تذبل ُ على الباب
الشاعر ُ يذبح ُ الماء
يشنق ُ الشفافية َ التي تتهادى كراقصة
يعصر ُ الحصى والخرافة
يرتدي عُري َ غيمة
في الصحراء يكون السراب ُ
في المدينة يتجول ُ كنهر ٍ هرم ٍ
كبابا بلا ثياب
وعصفور بلا أغنية .
حين صافحتني مينا في الليل
على راحة يدي نبتت زهور الصباح
أوقففتُها في المنفى على الرصيف
وعلى ثيابها لا تزال ُ رائحة الكرمة
فمُها الثمرة وقد نضجت
والقُبل ُ عناقيد ُ تـُغري بالقطاف
الخمرة ُ تسيل ُ من غصونها
من الجمال الذي يحوم ُ كالهالة حول وجهها
من السواقي التي تجري في عروقها
والذهب ُ المطمور ُ تحت البياض
سألت ُ أختها ( نور ) عن الطعام المفضل لمينا
أجابتني بأنها لا تكاد ُ تأكل ُ شيئا ً
وحين َ ألححت ُ بالسؤال
قالت هي تأكل ُ الندى
قلت ُ كنت ُ أظنُها تتغذى بطبق ٍ من نجوم
وماذا تفعل ُ بدموع عشاقها المنتحرين ؟
تستحم ُ ببركة ٍ من دموع
وتنام ُ في الهزيع الأخير من نومهم
لكن لماذا تتركُني صاحيا ً كقلب الأم
وتذهب لتنام َ كعاصفة ٍ
ولا تنام ُ كحبيبة تندس ُ في أحلامي ؟
أُصاب ُ برعدة برد ٍ أو حب ٍ
وصورتُها تسبح ُ في ظلام غرفتي
ذرات ضوء ..
صوتُها يتلألأ يعوم ُ كبحر ٍ أليف ٍ
من الأرجوان ..
صوتُها دفء ٌ ترف ٌ وحرير
كل ُ جدران غرفتي فركت عينها
وفي لحظة ٍ صارت مرايا
لا تعكس ُ سوى وجهها
بيتي المهجور اكتظ بأنوثة
انبجست من بين الجدران
قرى تكبر ُ في كل ثانية ٍ
وكواكب تتنفس ُ في غمرة الأحاسيس
صحراء ترتعش ُ كقلب
وذئب ٌ يعوي في منتصف الليل
ومرآة ..
من رأى مرآة تنزف ُ دمعها الأسود ؟
دمعة ٌ تحتضر ُ على جدار
والصباح ُ على حافة وحدتي يتيم
قصائدي ترتسم ُ على وجهها في وضوح
وطن يتشكل على يديها
يجوب ُ الشوارع الغريبة كنواح حلمة ٍ ساهرة
يرقص ُ مع الفتيات الجميلات كنهد ٍ محتال
يتسكع ُ كقمر ٍ عراقي لا ينام ُ
كالأشباح لا تفارق بيت رسمية محيبس
كالعذوبة تندلع ُ من شعَرها وأشعارها
وجنونها الجليل .
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |