كتبت إليّ،
قبل عشرين سنة
لكنّ ساعي البريد
احتفظ بالرسالة
بعدما قرأها
..واليوم فقط
جاءني بها
لم يضعها في صندوق بريدي
بل
تكلّف عناء الصعود إلى الطابق العاشر
من ذاكرتي
..ودس الرسالة تحت الباب
..دون أن يطرقه
..وهي خارجة إلى عملها
..تعثرت بها
فالتقطتها المرأة التي
..أصبحت فيما بعد زوجتي
أو
..أصبحتُ
..كما عليّ أن أقول
زوجها
.وقرأتها.
..فالساعي لم يجد الوقت ليغلقها
وقد لاحقه ضميره
بسببها
وربّما بسبب غيرها
أيضاً
..عشرين سنة
وأدخلتها
وضعتها قرب هاتفي الجوّال
على الطاولة الصغيرة
المحاذية للسرير
من جهتي
وعندما استيقظت على رنين الهاتف
سألتني المرأة التي هي الآن زوجتي
:حتى إشعار لا أعرفه
هل قرأتها؟
قرأت ماذا؟
سألتها
..فقالت: سألت عنها
فقيل لي بأنّها ماتت
في حادث
..في جنوب أستراليا
هل تعرف أين تقع هذه الأووووستراليا
يا زوجي العزيز؟
..فقلت: أعرف
إذن.. قالت
..لن يكون جميلاً منك
أن لا تذهب
لتسير في جنازتها
ولا تنس أن تعزّي..
أبناءها الثلاثة
عنك.. وعنّي
وأغلقَت الهاتف
أخذت الرسالة
..قرأتها
مرتين
..مرتينِ
وحدّقت في التوقيع الذي
في ذيل الرسالة
فأدركت بأنّ ساعي البريد
قد أخطأ العنوان
فطويتها
.وعدتُ إلى النوم
ففي النوم
أقتل حزني
وأرثي حبيباتي
وأنسى
تهكّم زوجتي
وغيرتها
وأنام