هذه هي حكايتي...
خاص ألف
2010-12-25
كلما أصابَني الصيّادُ، ألتجِئُ إلى أوراقي كطائرٍ يحتمي في جذعِ شجرةٍ مهجورةٍ. أرمي كلُّ ما أملكُ من مخزونٍ في الكلماتِ فوقَ هذهِ الأسطرِ الجافةِ فأروي عطشَ أراضيها وأركضُ نحو واحةٍ في صحراءِ فكري فأرى بعضَ المياهِ تُحاكي ظمأي.
أهربُ من وحدتي ومن عُزلتي صوبَ هذا البياضِ الناصعِ كثلجٍ ثابتٍ طوالَ أشهرِ السنةِ فوقَ أحدِ الجبالِ، فأجدُ هناكَ غايتي.
لا منفى لي هنا سوى هذا المكانِ الفسيحِ حولي، ولكن لي وطنٌ عظيمٌ يسكنُ في بضعِ وريقاتٍ هربنَ من دفترٍ أو من كتابٍ يتمشى فوقَ منضدتي.
أرقصُ فرحاً في كلِّ مرةٍ أرى كلمةً جديدةً تنيرُ دربي وأغنيتي. ينظمُ كلُّ حرفٍ لي قصيدةً من وحي آلهةٍ تعانقُ سُحباً سجدتْ لزمانٍ ما عادَ ينفعُني.
أرى حولي كذباً يقفزُ هنا وهناكَ كلصٍ يتربصُ بالشرفاتِ الخاليةِ ليحطَّ عليّها. أبحثُ عن أمورٍ تُفرحُني لأكتبَ عنّها فلا أجدُ سوى حُزني. صعبةٌ هي وحدتي.
أفتشُ في كلِّ يومٍ عن عوالمَ جديدةٍ في كتبٍ ضمتّها مكتبتي، فأرى العالمَ متشابهاً شرقُه كغربهِ فشمألتُ لكني وجدتُ الجنوبَ ينتظرُني هناكَ. لا مكانَ لجرذٍ إضافي لدينا.
أحاولُ أنْ أجدَ غايتي في لوحاتٍ عُلِقَتْ على جدارِ غرفتي فلا أتخيلُها إلا مسيحاً مصلُوباً على جدارِ معبدي. قاتلةٌ هي عزلتي.
أهربُ/ أركضُ/ أهرولُ/ أصيحُ/ أعجزُ عن الفهمِ/ أندمُ/ أبكي/ أنادي أمي/ أنامُ/ أقرأُ/ أكتبُ/ أنا/ لا أنا/ الآخرُ/ لوحةٌ/ كتابٌ/ بياضٌ/ وطنٌ/ ملهىً/ حكايةٌ/ الأرضُ/ السماءُ/ الأزرقُ/ البحرُ/ الرملُ/ جسدُها/ الحذاءُ/ قدمي.
لا مكانَ لقدمي على هذهِ الأرض.
أتعبُ من نفسي وأملُّ، فأجربُ الموسيقى عسّاها تلتقطُ ما تبقى من حُطامِي، فترفضُ أن تُطاوعَني وتستمرُ بالنحيب.
أعودُ إلى ذكرياتي فأبحثُ في رسائلِ عشيقاتي السابقات، فأجدُ منها ما يُضحكُني ومِنها ما يُدمعُني لكنها لا تُنعي إليّ وفاةَ عُزلتي. فلا تُفيدُني ذاكرتي إلا ببعضِ دقائقِ الماضي التي أوصلتْني إلى هُنا. فكلُّ تفصيلٍ من تفاصيلِ حياتِنا السابقةِ أوصلَنا إلى ماهيتنا الآن وحاضرُنا لا يخططُ لمستقبلٍ يحملُ أفراحاً تُكلِلُّنا.
أظنُّ بأنّي سأعودُ إلى ورقتي الأولى لأكتبَ قصيدةً جديدةً بعنوان: "هذهِ هي حكايتي، تروي لنفسِها قصةَ تعبي".
08-أيار-2021
26-شباط-2014 | |
27-آب-2013 | |
31-تموز-2013 | |
20-أيار-2013 | |
06-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |