تعقيب على افتتاحية سحبان السواح / إبليس كما يراه المتصوفة /
خاص ألف
2010-12-31
الجنة والنار
أولا : خلق الجنة وجهنم .
ـ جهنم :
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها .
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..حرّها شديد ، و قعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم و الصديد ، و ثيابها مقطعات النيران ، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
إذا ً الأمر هنا ضد بين الجنة وجهنم حيث أن قصة خلق جهنم موجودة في التاريخ الإسلامي وكيف أوقد الله عليها ثلاثة آلاف سنة حتى تصبح سوداء وهو القادر أن يأمرها بـ ( كن ) كوني سوداء فتكون.. فهل هنا عبرة ٌ في موضوع الـ 3 ) آلاف سنة للترهيب بالخلق ليؤمن من يؤمن خوفا ً منها أو طمعا ً بالجنة !! أم أن ّ الله عزل وجل يريد وصف حال جهنم ومراحل خلقها كقصة ِ خلق الخلق ومراحل الشعوب والأديان ؟!
الجنة لم يُذكر كيف خُلقت إلا في مسألة ما وجدَ فيها وما تحتوي من عجائب لم تخطر على قلب بشر وفيها من الحور والغلمان والأنهار .... إلخ .
ذكر الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم ( 5210 ) أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما خلق الهق الجنة،قال لجبريل : اذهب فانظر إليها ، فذهب ونظر إليها ،ثم جاء فقال : أي رب ،وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها،ثم حفها بالمكاره ،ثم قال سبحانه ياجبريل، اذهب فانظر إليها ، فذهب ،ثم نظر إليها،ثم جاء،فقال :
أي رب وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد ،فلما خلق الله النار،قال سبحانه :ياجبريل! اذهب فانظر إليها،فذهب فنظر إليها ،ثم جاء فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ،ثم قال سبحانه : ياجبريل ! اذهب فانظر إليها..،فذهب،فنظر إليها، فقال جبريل : أي رب وعزتك ومقامك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ! .
فقصة الجنة لم ترد إلا بالوصف ولم يأت ِ ذكر صناعتها ( خلقها ) كما ذكرت مراحل استعار النار المدة الزمنية.
هنا وجوب ذكر خلق آدم وحواء وكيف غرر إبليس بهما (( هي مسألة مرتبة مسبقا ً وسبب لوجود البشرية كما ذكر العلماء وأضافه الزميل سحبان في افتتاحيته .. إذن قلما يتفكر المعظم في سبب عصيان إبليس لأوامر الله عز وجل وطرده إلى الأرض وهو الذي كان طاووس الملائكة ولا يوجد موضع قدم في السماء والأرض إلا وإبليس سجد لله فيه ! فهو كان أكثر الملائكة تعبدا ً للمولى عز وجل .
فمسألة العصيان إما مسألة " قسرية " ( سببية ) لوجود الخير والشر ( إبليس ) وهناك (( أنفسٌ أمارة ٌ بالسوء )) من الخلق تغني الشيطان عن دفعها إلى ارتكاب المعاصي ؛ نستنتج من هذا الأمر وجود بشر
( أبالسة ) غريزيا ً دون اللحاق بما يُسمى الـ " وسوسة الشيطانية " فإبليس هنا بريءٌ منهم . علاوة على ما يقال عنه هو سبب كل شر في الدنيا !!.
التمعن في هذي المسألة والإبحار فيها يوصلك إلى طريق ٍ مسدود (( غيبي )) لا يعلمه إلا الله سبحانه .
فمسألة السجود لآدم مع فعل الأمر من الخالق للمخلوق مسألة تكريمية لآدم من الخالق لمن خلق وعصيان إبليس مسألة تكريمية لله في عدم سجوده لمخلوق غير الله .
نأخذ هنا وجوب سجود إبليس لله من حيث الأمر .. فالله القادر على كل شيء ويستطيع تغيير سلوك إبليس وسجيته بأمر منه كي يسجد دون معارضة مطيعا ً ذليلا ً لأمر مولاه .
والله قادرٌ على كل شيء ٍ ؛ فهو يستطيع خلق الخير والشر دون وكلاء (( الأنبياء )) أصحاب الرسائل السماوية الموجهون إلى طريق العبادة والخير (( إبليس )) أيضاً الذي يفتن بين الخلق ويوصلهم إلى جهنم .
فكما خلق الله الجنة والنار والدنيا والخلق وكل شيء في الكون سُخرّ للبشر من قِبل المولى سبحانه .. الله قادرٌ على وضع أسباب ونتائج للناس بين الهدى والضلال . لا أن تترك البشرية تكتشف سبب وجودها في الدنيا وعدم معرفة مصائرهم في الآخرة ! لكن وجودنا لا شيء والله غنيٌ عن عبادتنا وأعمالنا . إذا ً وجود جنة فيها كل البشرية ... أو نار فيها كل البشرية .
فالمسألة مسألة اختبارية لكل آدمي على المعمورة واختبارية بحتة لطاووس الملائكة وللملائكة .
وإن تفسير تباهي الله عز وجل بالمؤمنين من خلقه في الدنيا ويوم القيامة أمام ملائكته هو ليس تفسيرَ نقصٍ والعياذ بالله من ذلك . بل هو تأكيد ٌ لوحدانية الله وإيمان عباده به وعبادته على عكس المشركين والكفرة من خلقه الذين يلعنهم الله وزبانيته بسبب عصيانهم وإشراكهم به بسبب ( إبليس ) إذن هنا عدنا إلى ما ذكرناه آنفاً في مسألة إبليس ووجهة نظر البشرية تجاهه .
إبليس مخلوق خالف أمر عز وجل وأعطاه الله أسبابا ً وحياة ً مديدة ليوم الدين وميزه بميزات عن غيره من الملائكة إذ خلقه من نار والملائكة من نور .
ولماذا هو من الملائكة الوحيد الذي خُـلق من نار ؟
ولماذا هو الوحيد الذي خالف أمر الله من الملائكة ؟
ولماذا إبليس من نار ؟ وجهنم نار ؟
أحمد بغدادي
2010-12-30
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |