في صميم الواوا
خاص ألف
2011-01-02
عين الحاسد تبلى بالعمى
منذ الصغر اعتدت المشي السريع لأنني كنت عداءة، أشارك دائماً في مسابقات الجري التي تقيمها المدرسة مع المدارس الأخرى ،وصار ذلك عادة لاتفارقني إلى هذا اليوم .لم أخلع الأحذية الرياضية مذ ذلك الحين ، أنتعلها دائماً ،إلا حين السهرات الرسمية ، و أحياناً ( أطنش ) لا أكترث وأذهب إلى السهرة بحذاءٍ رياضي ،و لا يهمني أبداً رأي الآخرين بما تنتعله قدماي .
لاأمشي ببطء ،و لا بخطى متوازنة ، أهرول مسرعة و أنا أتفرس بالمارة ، و أقطف نباتات و وروداً مختلفة من نوافذ و شرفات البيوت التي أمرّ بها ، و أسرق بعض الأغصان ، أقصها بمقص صغير أحمله معي دائماً لأزرعها في أصص لي و لأصدقائي المقربين ،لأنهم يقولون بالشامي : ( الزريعة المسروقة بتعيش ! )
منذ اسبوعين وبينما كنت امشي كعادتي مثل كل المرّات سمعت صوت جارة لي لا أحبها و تدّعي بأتها تحبني، كانت في سيارتها تتجه نزولاً نحوي: (انتظري .. أبطئي قليلاً ، أريد أن أسلّم عليك ، تركضين و كأنك ابنة خمسة عشر عاماً، نيّالك ) =هنيئاً لكِ بالشامي .طبعاً وقفت و ردد ت التحية بأحسن منها ، ولما استدرت لأتابع انبرم كاحلي و جمدت في مكاني ولم أستطع الحراك ، وبقدرة قادر وصلت البيت ،وظلت ساقي تؤلمني لعدة أيام .قالت صديقتي ( ل ) :هذه الجارة حسودة ،و قد أصابتك بالعين ، ألا تؤمنين بالعين و بالحسد ، لقد ورد بالقرآن ؟؟!! وهي لم تقل ما شاء الله و لا خزيت العين أليس كذلك ؟؟
قلت :علامَ تحسدني ؟ على الشوارع المرصوفة خصوصاً من أجلي ؟ أم على حذائي الرياضي ؟ أم على كوني أمتلك قدمين ؟
وسيلة ترفيه
يُقال إن انتشار النت في الآونة الأخيرة حوّل حياة عدد كبير من الناس إلى جحيم ، وصاروا يعتبرونه العدو اللدود ،إذ جرّ الشباب و الأزواج بشكل لطيف ومحبب إلى الخيانة الإلكترونية ومن ثَمّ إلى الخيانة الجسدية . ولكن لنا زميلة مثقفة لديها رأي آخر في هذا المجال، فزوجها يبدا صباحه دائماً بكمٍ كبير من الإميلات و الرسائل القصيرة التي ترافق فنجان قهوته ، وكونه غنياً و مشهوراً لديه كثير من المعجبات اللواتي يتهافتن عليه، وهي تعرف أنه يدخل إلى كثير من مواقع الدردشة و يُحادث الكثيرات . تقول و بثقة تامة : (لا يهمني ذلك أبداً ،فلترتمي كل نساء العالم على شاشته ، إنه يتسلى و كأنه يفتح الشدة ، أو يلعب الشطرنج ) .
ولما سألتها: الا تغارين عليه ؟ ألا تعتبرين ذلك خيانة؟
أجابت : لا..لا أبداً ، أنا أعتبرها وسيلة ترفيه عن الرجال . أما بالنسبة للخيانة صدقيني إذا لم يكن الشخص ( امرأة أو رجل ) خوّان بطبعه لن تغيره أي مغريات .
قلت : ولكن ألا يتوجب عليك قليل من الحرص والحذر ؟
قالت : لا يتوجب عليّ أي شيء ، فأنا لاأريد أن اكون حارساً مراقباً و لا ملاكاً حارساً
في صميم الواوا
منذعامين او أكثر استضاف الناشر رياض الريّس الفنانة هيفاء وهبي لقص شريط الإفتتاح في معرض الكتاب في بيروت . قلت في نفسي وقتها : إن هذه اللفتة ذكية ،فامرأة جميلة ومشهورة ودلوعة قد تدرُّ ربحاً مادياً و بشرياً على المعرض ، وهذا لا بأس به .
وهذا العام فرح كثير من ممن يستحسنون جمالها لأنها صنّفت َضمن النساء االعشر الأكثر جمالا في العالم .
لكن أن تظهر مجموعة شعرية لشاعر لبناني تحت عنوان ( الواوا ) تيمناً بأغنيتها و إهدائه تلك المجموعة لها ، و كتابة قصيدة خاصة .لا أذكر حرفياًما قاله ولكن شيئاً قريباً ،وهو أنها حين تغني تجعل العالم أو كل الكرة الأرضية تغني ،و أنها هي أصل الأشياء .
مثل هكذا كلام يجعلنا جميعاً نعاني من ( الواوا ) !
مديحة المرهش
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |