كافكا على الشاطئ : رواية جديدة للياباني هاروكي موراكامي
خاص ألف
2011-01-03
رسم الياباني هاروكي موراكامي في روايته ( كافكا على الشاطئ ) صورة مفصلة لخطين فنيين :
الأول عام و يعبر عن النوازع الطبيعية للجوهر البشري و لعواطفه و لانعكاسات قدراته ، و هي في مرحلة صراع ضد الوجود غير المتكافئ.
و الثاني خاص و يعبر عن الألم الشخصي لحالات محدودة و هي تدخل في المعركة الخاسرة ضد قوانينها. و قد حمل أعباء هذا الهم الشاب اليافع كافكا تامورا ( و له من العمر 15 عاما ) و كان يعاني من اغتراب وجودي إلى درجة الاستلاب من عائلته الصغيرة ، و في نفس الوقت يبحث عن نافذة إلى جنة أحلامه .. و كانت هنا الطبيعة و المجتمع ، أو بلغة عرب الجاهلية الحجر و الماء.
ثم الرجل الكهل ناكاتا و الذي أشرف على خريف العمر ، و كان يعاني أيضا من فقدان للذاكرة و من عسر حضاري في التواصل مع الذات الكلية ، أو بلغة ما يقول عنه فرويد ( تثبيت طفولي ).
و لكن من خلال هذه الصورة الكئيبة للمجتمع ، و المفرطة بالشذوذ و الانحراف و التشاؤم أحيانا ، عمل موراكامي تحت تأثير المبالغة في المشاهد و الأحداث ( بنفس طريقة الواقعية السحرية المعروفة ).
لقد كانت لبعض االشخصيات القدرة على التحول أو أقله وهم التحول و الدخول في دورة من التبادل مع كائنات واقعية أخرى ( غراب ، إنسان – امرأة ، ذكر – شجرة ، خيال لذكريات ، وهلم جرا ). و كان الرابط بينها هو المدخرات النفسية أو رموز الموضوعات ، السيميولاكر بلغة النقد الفني التحليلي.
و قل الشيء نفسه عن الأشياء.
لقد كانت تتبادل عناصر الطبيعة الأدوار و الوظائف بحيث تؤدي الصخور ( مثلا ) وظيفة الأعشاب و ربما الهواء.
طبعا ، لم تكن مفردات موراكامي و لا أساليبه مبتكرة و نظيفة من المراجع ( و هذا طوال 49 فصلا هي أجزاء الرواية ). فالطوف الحجري للبرتغالي ساراماغو لها نفس البنية ، أو بنية متوازية ، أضف لذلك أنها كانت تتطور في سياق مفسّر ، سياق له دلالة و مرجعية ذهنية ، سياق مرتبط بسياسة الأمر الواقع و بأوهام الحداثة المضادة ، و تفكيك المجتمع لحساب عالم صغير و زمن عاثر الحظ ، أو لحساب مرحلة أفول.
و لعله لهذا السبب لم تنمحه لجنة تحكيم نوبل الجائزة لهذا العام ، و ذهبت إلى البيروفي ( ماريو ليوسا ).
أخيرا ، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الرواية الهامة لموراكامي هي عتبة جديدة يضعها أمام بيته ، و بها يتجاوز تراثه السابق و عمله الآخر المعروف ( الغابة النروجية ) . و قد صدرت ترجمتها العربية و الإنكليزية في ( 505 ) صفحات.
رواية جديدة و مؤثرة و تضع سيرة الكاتب و فن الرواية على المحك ، و ينصح بقراءتها للتعرف على الوجه الآخر لليابان ، في مرحلة ما بعد الحداثة و الابتعاد عن الاستشراق ، لماذا لا نقول الوجه الشرقي الذي له مكياج من الغرب.
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |