أطلقوا سراح الله
خاص ألف
2011-01-19
يبدو لي أن الله هو المظلوم الوحيد في هذه الحروب الممتدة من الشرق إلى الغرب والتي تتخذ طابع الإرهاب والإسلاموفوبيا, والحروب المضادة لها.
لقد عمل الجميع وكلاء مبيعات حصريين للترويج لمنتجات الله: المحبة والسلام والعدالة والكرامة.... إلى آخر هذه القائمة المنتهكة أصلاً باسم الله وشرائع أنبيائه.
اعتقل الله في أمكنة العبادة, ووُضع تحت الإقامة الجبرية, وخرج وكلاؤه يرتكبون المعاصي تحت حماية ادّعوا أنه منحها لهم, فتحول الجميع إلى دعاة يبيعون صكوك الغفران, ويؤجرون شققاً فاخرة مفروشة في الجنة.
مع تناسل الجوامع والمساجد في كل مكان, ومع كل هذا البذخ اللامعقول في تأثيثها, يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن مجتمعاً فيه كل هذه الأمكنة ( المقدسة ) الداعية لعبادة الله وتنفيذ تعاليمه, وفيه كل هؤلاء العباد ( الصالحين ) ( المؤمنين ) لابد أن يكون مجتمعاً مثالياً متعاضداً على البر والتقوى, أفراده متساوون كأسنان المشط, وكالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو, تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى, وأن مجتمعاً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, لا يؤمن فيه فرد حتى يتمنى لأخيه ما يتمنى لنفسه....... مجتمع كهذا لابد أنه يخلو من الجريمة والفقر والظلم والنفاق والكذب والفساد.... لكن للأسف لا يمت مجتمع كثرة الجوامع وكثرة الملتحين لذاك المجتمع الفاضل بصلة.
تضيق المساجد يوم الجمعة بالمصلين, فتراهم يفرشون الحصر على أرصفة وأرض الشارع كي لا يفوتوا على أنفسهم صلاة يوم الجمعة المباركة, فإن انتهت رجع كل شيء إلى ما كان عليه خارج أوقات الصلاة, وكأن لتلك الصلوات صلاحية منتهية قبل أن تبدأ, لأنها غير قادرة على ردع الملتزم بها عن الإساءة والكذب والنفاق.
ما أستغربه حقاً هذا النحيب والعويل الذي يمارسه أئمة المساجد وهم يلهبون أفئدة الناس بصوت يخترق جدار الصوت, وكأنهم يترأسون فرقاً قتالية تخوض حرباً مقدسة ضد أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
في كل ما يجري يبدو أن الله هو العاجز الوحيد مع كل هذه الممارسات التي يقوم بها مسلموه, فقد تولوا كل صلاحياته, وبقي هو مجرد واجهة أو أيقونة مقدسة تلهب العواطف وتستلزم التبريكات.
لطالما عاش المجتمع العربي الإسلامي مستويين من الحياة ( كما شرح أدونيس في حواراته مع ابنته نينار ): حياة شخصية شهوانية في الخفاء يمارس فيها الأشخاص كل الملذات, وحياة دينية رسمية لا استسرار فيها. واليوم ما زال هذا المجتمع الذي يعاني فصاماً حاداً يعيش هذه الازدواجية: جانب موغل في المتع وهو سري, وجانب آخر ديني معلن.
قال طاعور قديماً:
(عندما اتجهت الشعوب مدفوعة بفطرتها إلى ساحة الدين, وجدته ينادي بوحدة الإنسان مع أخيه الإنسان, رأينا هذه الشعوب تتخذ لنفسها أحد طريقين: إما أن تمسخ الحقيقة الدينية مسخاً يجعلها متفقة مع القالب الشعبوي البدائي,
أيبدو لي أن الله هو المظلوم الوحيد في هذه الحروب الممتدة من الشرق إلى الغرب والتي تتخذ طابع الإرهاب والإسلاموفوبيا, والحروب المضادة لها.
لقد عمل الجميع وكلاء مبيعات حصريين للترويج لمنتجات الله: المحبة والسلام والعدالة والكرامة.... إلى آخر هذه القائمة المنتهكة أصلاً باسم الله وشرائع أنبيائه.
اعتقل الله في أمكنة العبادة, ووُضع تحت الإقامة الجبرية, وخرج وكلاؤه يرتكبون المعاصي تحت حماية ادّعوا أنه منحها لهم, فتحول الجميع إلى دعاة يبيعون صكوك الغفران, ويؤجرون شققاً فاخرة مفروشة في الجنة.
مع تناسل الجوامع والمساجد في كل مكان, ومع كل هذا البذخ اللامعقول في تأثيثها, يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن مجتمعاً فيه كل هذه الأمكنة ( المقدسة ) الداعية لعبادة الله وتنفيذ تعاليمه, وفيه كل هؤلاء العباد ( الصالحين ) ( المؤمنين ) لابد أن يكون مجتمعاً مثالياً متعاضداً على البر والتقوى, أفراده متساوون كأسنان المشط, وكالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو, تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى, وأن مجتمعاً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, لا يؤمن فيه فرد حتى يتمنى لأخيه ما يتمنى لنفسه....... مجتمع كهذا لابد أنه يخلو من الجريمة والفقر والظلم والنفاق والكذب والفساد.... لكن للأسف لا يمت مجتمع كثرة الجوامع وكثرة الملتحين لذاك المجتمع الفاضل بصلة.
تضيق المساجد يوم الجمعة بالمصلين, فتراهم يفرشون الحصر على أرصفة وأرض الشارع كي لا يفوتوا على أنفسهم صلاة يوم الجمعة المباركة, فإن انتهت رجع كل شيء إلى ما كان عليه خارج أوقات الصلاة, وكأن لتلك الصلوات صلاحية منتهية قبل أن تبدأ, لأنها غير قادرة على ردع الملتزم بها عن الإساءة والكذب والنفاق.
ما أستغربه حقاً هذا النحيب والعويل الذي يمارسه أئمة المساجد وهم يلهبون أفئدة الناس بصوت يخترق جدار الصوت, وكأنهم يترأسون فرقاً قتالية تخوض حرباً مقدسة ضد أعداء الله ورسوله والمؤمنين.
في كل ما يجري يبدو أن الله هو العاجز الوحيد مع كل هذه الممارسات التي يقوم بها مسلموه, فقد تولوا كل صلاحياته, وبقي هو مجرد واجهة أو أيقونة مقدسة تلهب العواطف وتستلزم التبريكات.
لطالما عاش المجتمع العربي الإسلامي مستويين من الحياة ( كما شرح أدونيس في حواراته مع ابنته نينار ): حياة شخصية شهوانية في الخفاء يمارس فيها الأشخاص كل الملذات, وحياة دينية رسمية لا استسرار فيها. واليوم ما زال هذا المجتمع الذي يعاني فصاماً حاداً يعيش هذه الازدواجية: جانب موغل في المتع وهو سري, وجانب آخر ديني معلن.
قال طاعور قديماً:
(عندما اتجهت الشعوب مدفوعة بفطرتها إلى ساحة الدين, وجدته ينادي بوحدة الإنسان مع أخيه الإنسان, رأينا هذه الشعوب تتخذ لنفسها أحد طريقين: إما أن تمسخ الحقيقة الدينية مسخاً يجعلها متفقة مع القالب الشعبوي البدائي,
أو أن تحبس الله وراء جدران المعابد وداخل صحائف الكتب المقدسة, ليكون هناك بمأمن من الشعوبية المتناحرة, وبهذا يخلو الميدان خارج تلك الكتب والمعابد للشيطان وعبادته, مهما تنوعت وتعددت الأسماء التي يطلقها الناس على الشيطان هنا وهناك, وبهذا يقف الناس من الله موقف بعض الأمم من ملوكهم, يخلعون عليهم كل علائم التشريف والتكريم شرط أن يظل الملك وراء جدران قصره ولا يتدخل في مجرى الأمور).
ألا توافقونني الرأي أن الله في مجتمعنا يجلس على عرشه بكل كبرياء وتكريم وتقديس ولكن في زنزانة منفردة!
أطلقوا سراح الله لنتحول إلى مجتمع حقيقي صادق, وكفى نرتكب الأسوأ باسم الله الذي جعلناه لا حول ولا قوة له بيننا!
سوزان ابراهيم
[email protected]
أطلقوا سراح الله لنتحول إلى مجتمع حقيقي صادق, وكفى نرتكب الأسوأ باسم الله الذي جعلناه لا حول ولا قوة له بيننا!
سوزان ابراهيم
[email protected]
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |