السهول الفسيحة قصة : إيليا كاري ترجمة :
خاص ألف
2011-01-26
انتقلنا إلى شقة من غرفة واحدة في وسط ديس مونيس. واحد منا ، أنا أو زوجي ، كانت له علاقة غير شرعية. و لن أقول من هو بالتحديد ، و مع ذلك ، كما يقول المرشد الاجتماعي ، لا مكان للخطأ و اللوم أثناء شفاء الجروح.
عندما فتحت العلاقة الجانبية أبواب الجحيم ، وجدت نفسي مع ألان في أرض غائمة و ملتهبة. بلا مأوى . من غير استقرار. من غير أسلحة. لا شيء من أساسيات الزواج !. و لكن العاشق ، الذي كان من فترة بسيطة مقداما ، قادرا على الحب بلا حساب ، تبخر سريعا في المعمعة . و عاد الطرفان الأساسيان إلى العزلة الموحشة : إثنان فقط ، مع الماضي الشخصي الذي يتلاشى و ينبض ، و المستقبل الغامض.
و في هذه الحالة بدأنا لأول مرة نعلن عن رغباتنا المجردة ، و كأن العناق الأعمى و الأحمق ، الذي مضت عليه سنوات ، كان جزءا من الأكذوبة الفاضحة التي تتساوى مع الخيانة.
قلت إنني أنوي على الابتعاد لستة شهور. و وافق ألان أن يعتني بابننا ، أندرو. ابننا الغاضب و القلق. لقد أصبح صامتا و منغلقا. و بدأ يقضم أظافره بإسراف. و في الحمام شرع يؤدي طقوسا رديئة أو يتصرف بقلة أدب أو كلا الأمرين. حتى أن أطراف الموكيت حول المغاسل كانت تتقشر من فوق الأرض..
قلت بصوت مرتفع في الليلة التي سبقت رحيلي : " تعال إلى هنا و نظف هذا ". جاء إلى الحمام ، و شعره ينهمر فوق عينيه. و قال : " لقد فعلت ذلك من قبل ".
" و ما هذا بحق الجحيم ؟". و أشرت إلى بركة ماء فوق الأرض.
" ذلك ؟. آه ، لا شك أنه ماء ".
قلت : " آه ، نعم. إلحسه إذا ".
أنا و ألان نعمل في حقل الاقتصاد. هو في الجامعة. و أنا في معهد الاقتصاد المحلي. ( توجد لافتة مثبتة على ماكينة القهوة في الصالون مكتوب عليها : نبذل ما في وسعنا لنغني حقل العلم الشائك ، بعون من الله ! ). كنا نعيش في كلايف ، و هي مدينة صغيرة خارج ديس مونيس. كانت تبدو بصورة منطقة ريفية عندما انتقلنا إليها قبل ثماني عشرة سنة مضت. و كنا نبعد بمقدار نصف ساعة عن مركز المدينة ، و كان القمر هو النور الوحيد الذي يضيء في الليل.
و الآن أصبحت الحالة بشكل عام : مزارع منبسطة لا يحدها عائق غير الطرقات السريعة ، و فيها قطاعات مزروعة بمحاصيل تجارية جديدة و مبتكرة : قهوة الكاريبو التي تنافس الستار باك. بيست باي أمام سيركيت سيتي. تارغيت وال مارت – سوبير وال مارت – كوستكو. كل يوم شيء جديد و غريب. و كانت معظم الأراضي مجهزة للبناء و في الوقت الراهن تبدو في حالة فوضى عارمة – حالة رعب و تمزق و تردد.
نحن إقتصاديان ، و لكننا لا نرى شيئا من ذلك ؟. وراء سورنا الخلفي يوجد مقاول يبني مدينة جديدة من العدم. و سوف تتكون من عمارات ذات ثلاثة طوابق ، طابقان للبيوت المخصصة من أجل العوائل المستقلة ، و طابق لشقق خاصة بكبار السن ، إنه مركز رعاية ، حيث بمقدورك أن تضغط على الزر لتحضر إليك ممرضة ، بيت للمتقاعدين ، حيث تتوفر الممرضة سواء رغبت بها أو لم ترغب ، و مثوى ، حيث تصل إلى النهاية و تموت. إنهم يسمونه ليفنغستون. و نحن نعتقد أن هذا اسم لا تنقصه الفكاهة ، و كان لدي أنا و ألان اسم بديل : إن – إفيتيبيليتي - فيل ( المسكن المحتّم ).
انتقلنا إلى هنا من بيركلي ، بعد النهاية من الدراسة مباشرة ، و في أول حياتنا الزوجية ، ملاءات جديدة و معها صحون بلون متناسق ، نتبادل السخرية قليلا و غالبا نرفع أنوفنا باعتزاز أمام زملائنا الساحليين محدودي الأفق. كانت تحدونا الرغبة للسفر إلى وسط أمريكا لنتأكد من حقيقة الواقع فيها ، بينما هم كانوا من طرف النظريات الجامدة. كنا تقدميين و موفوري النشاط الفكري حيثما استدعى الأمر ذلك. أضف لذلك ، كنا نفكر بإنشاء عائلة متماسكة في مكان ما ، بعيدا عن الصراعات السياسية و الاجتماعية. و عندما نقلنا أنا و ألان أرض زواجنا المتداعية إلى نيويورك في هذا الربيع لحضور مؤتمر ( من المدهش أن تلاحظ كم يمكنك إنجازه حينما تكون حياتك تنهار ، و كم من الأمور تتحقق و تأخذ مجراها )، شاركت زوجا من زملاء الدراسة الشراب ، و هما كيت و تينا. يا إلهي ، كانتا على أتم ما يرام. كنت للتو قد غادرت الطائرة ، خط ديس مونيس – شيكاغو - العاصمة ، و هبطت من الحافلة ، و كنت في تنورة رقيقة و مريحة و بحذاء ناعم. بروتستانتية من غير شكالة شعر. بينما كانت كيت و تينا مع التيار ، في حالة تناغم و سرعة ، فقط لإثبات مقدار المسؤوليات المناطة بهما. و كانتا متباعدتين لفترة من الوقت و لذلك لديهما الكثير من الذكريات : البحث البائس عن عمل في الإدارات الجديدة و غير الودودة. و تحدثتا بلغة كواليس العاصمة - السيناتور ، العضو المرشح ، الموظف. كانت كيت معاونة رئيس مديرية اقتصاديات التبغ. و كنت قد أرسلت لها رسالة إلكترونية عن علاقتي الغرامية ، و أنا أعلم بماذا تفكر الآن : من هو الذي تشاطرينه الفراش في ديس مونيس ؟. و عندمت ذهبت تينا إلى الحمامات ، همست تقول : " كيف حال ابنك ؟". و بالصدفة لم أكن أحمل صورة لأندرو في محفظتي. و رغبت لو تسأل عن صورة ، و في نفس الوقت لم أحب ذلك. غير أنها لم تسأل. قلت : " بحالة ممتازة . معافى و متماسك ". و لدى عودة تينا تبادلتا الحديث عن المدارس الداخلية. و لم يكن لدي ما أدلي به ، فجلست بصمت ، و أنا أفكر ، من زاوية مستقلة ، كم هو صعب التعرف على الفرق بين مدرسة أندرو و سجن الولاية. لكليهما أسوار مرتفعة ، و جدران خشبية ، و باحات رياضية متعددة النشاطات ، و أجهزة مراقبة مصورة. ألم ألاحظ كل ذلك ؟.
يقسم نهر ديس مونيس المدينة من وسطها إلى قسمين. على الضفة الأولى أبنية مكتبية و تجارية ملونة بالأزرق و الفضي ، مع فنادق و مطاعم و مركز اجتماعات حيث يعلن كل أربع سنوات المرشح الرئاسي كيف ستكون الأمور لاحقا. و على الضفة الأخرى من النهر الإدارة المركزية. القبة بلون البصل الذهبي ، فوق كتلة من المباني القديمة و المنخفضة. و هناك زوج من المعارض الفنية المحدودة ، و مشارب سريعة ، و مقر جيش الخلاص. و في هذا المجمع تجد مكانا لتأوي إليه ، غرفة بنافذة تشرف على الغرب.
و لأنني كنت أكتب مقالة ( الأثر بعيد الأجل للتضخم في بورتوريكو بعد أزمة عام 1988 ) ، كنت أذهب إلى المكتب لمرة واحدة في الأسبوع. لدي إلمام بسيط ببورتوريكو ، و بمقدوري أن أصورها بالصورة التي أريد. كنت في سان خوان عام 1987 في رحلة نظمتها لجنة الاقتصاد في المدرسة. و كانت كيت و تينا هناك. لم نكن نعرف شيئا ، و لم نكن مهتمات بمعرفة أي شيء ، و لكن عندما كنا نشرب عصير الفاكهة العاطفية و الشامبانيا الرخيصة و نحاول أن نتساءل هل هنا أي رجل طويل القامة ، كانت الحكومة تنشط تجارتها السرية مع الدولار ، إلى أن سقطت الجزيرة على ركبتيها. " شقوق في الأساس " ، هل هذا هو العنوان الذي قمت باختياره للمقدمة.
كنت أجلس و هذه المقالة أمامي كل صباح ، و ألقي نظرة من النافذة الغربية على عدة أسطحة سوداء داكنة ، تعلو باحات قذرة و مهجورة ، ثم رأيت الطريق السريع و المطار ، و فكرت ، هل هذا هو المكان الذي أود أن أصل له ؟. بسبب ما جنته يداي حتى الآن و أنا هنا.
" مرحبا؟". كان صوته نائما. و عمدت إلى إيقاظه فقلت : " هيا ، أنت هناك ".
" هيا. هل أنت على ما يرام يا ليزا؟. إثنان – لا أستطيع أن أقرأ ذلك".
" إثنان في ثمانية و عشرين بالمقلوب . أنا بحالة رائعة. و لكن ليس معي أية وسادة صالحة".
" ليس لديك – ".
" أشعر كأن الوسائد الجيدة عندك ".
" انتظري لحظة يا ليز ، هلا فعلت". و غاب صوت الهاتف ، و خيل لي أن فمه يحتك بالملاءات. كانت السماء المنخفضة تعكس الأنوار الكهرمانية للشوارع. و اقترب منبه سيارة شرطة ، آه – آه – آه !. كأن أحدهم يحرك أصبعه للتحذير. و من الواضح أن الصوت كان مرتفعا حتى أن ألان سمعه من خلال الهاتف.
" من كل قلبي أتمنى أنك في منطقة محترمة".
" هذه منطقة أمينة. الوضع مريح تماما. حتى أنه لا يوجد جيران في الواقع".
" أقصد ذلك. لا يوجد أحد معك. ماذا لو وقع لك مكروه".
كان صوته أشد استقامة و استعدادا ، و سمعت صوت زر المصباح القريب من الفراش.
و كنت على وشك أن أقول : " ماذا سوف يجري لو تعرضت لنوبة قلبية ؟" ، و لكن كلمة نوبة قلبية كانت تبدو لي مفرطة ببساطتها و حزينة أيضا. لنفترض " أنني تعرضت لنوبة قلبية " ، و لكن قلت : " و هل يهم لو أنه لا يوجد أحد هنا ؟".
لم يرد. هناك لحظات صامتة في أي زواج. و يمكن أن تستنتج أنه تجميع لكل اللحظات الصامتة. و أخيرا قلت : " كيف الحال ؟".
" كيف أنا ؟ ". و مرت لحظة صمت طويلة ثم قال : " زوجتي المغتربة تتصل في الثانية و النصف صباحا لتخبرني أن الوسائد الجيدة معي هنا".
" كيف حال الوسائد إذا ؟".
" الوسائد ممتازة. و ليس عليها أن تقفز من السرير صباحا. أنا... ماذا أنا الآن. أنا- ".
" مرهق".
" من فضلك لا تخمني مجددا. أسوأ من الإرهاق. هذا هو ما يسبق الإرهاق. و أعلم سوف أشعر بالتعب المفرط طوال يوم الغد. هذا استعداد لحالة التعب".
" نعم. فكرت بذلك".
" و مع ذلك تخابرينني ".
" حسنا ". و أعقب ذلك لحظة صمت متطاولة.
في السراء و الضراء. في المرض و في موفور الصحة. تسعة عشر عاما. كل ليلة ننام بنفس الوضع : على الجنب اليسار ، أنا ألفه و قدمي اليمنى بين قدميه. تسعة عشر عاما. ثلث المدة نائمان.
قال ألان : " حسنا. نلتقي ".
" نعم. عمت مساء. نلتقي".
كل يوم سبت كنت أحمل أندرو ليلهو قليلا. كنا نلهو معا. ليس كما كانت عليه الحال من قبل – مثل واجب ، الواجب و ليس المرح. كنت : أطهو شيئا لا يحبه ، و أقوده إلى أمكنة لا يرغب بها ، أو أرفض أن أقوده إلى أمكنة يفكر بها.
كنت أجبره على أن يأوي إلى فراشه مبكرا ، و أن يستيقظ مبكرا. حينما كان طفلا ، طبعا ، كان الأمر يختلف. كان يتطلب العناق ، و كان يحب الأشياء الناعمة الملونة. و كنت أقدم له وجبة واحدة فقط ، و أحضرها حتى من غير أي مجهود – لم أحاول أن أكون صبورة !. و كان يأخذها إلى زاوية ، و أنا أنظف الزاوية المقابلة له. ثم تعقدت الأمور. لم أكن أول شخص يخطر له ذلك.
سبت شتوي. في الرابعة. ليس الساعة الرابعة و لكن بدرجة حرارة أربعة. و الثلج يتجمد و يتحول إلى جليد يغطي ما تبقى من اللون الأحمر للبيت. كان الثلج عموما يغطي كل مساكن - إن – إيفيتبيليتي . و كنت أحمل عدة تزلج أندرو إلى البلدة. و هو يجلس في المقعد الخلفي و يباشر بحك يديه العاريتين معا.
" أنت بحاجة لبعض القفازات يا عزيزي".
لا توجد إستجابة.
" عزيزي – ".
" سمعتك". كيف كان يفرقع بكلماته من غير حرف السين و لا الباء؟. استدرت لأنظر إليه. كان هذا صعبا بوجود كل تلك الطبقات فوقه – معطف طويل ، جينز ، بذتان ، دراعة ، و لفاحة.
كان ينظر من النافذة إلى والده ، و يحاول أن لا يسمح لي أو لوالده بملاحظة أنه يبكي. آه ، كم كان فشلنا ذريعا !. كيف يمكن لصبي في مقتبل العمر أن يكون جريحا و منكسرا لهذه الدرجة؟.
كيف يمكن لشخص صغير لم يكتمل نموه و لم يتجاوز الصف الخامس أن يمتص كل هذه الخصال المريعة لشخصين كبيرين حاصلين على درجة الماجستر نهائيا؟. رغبت أن أقول ، انس موضوع القفازات ، يا أندرو !. و غادر السيارة ، و اقفز من فوق الأسلاك الشائكة لأسوار أيوا ، و اعثر على مدرسة داخلية مناسبة ، و اعثر على أبوين اكثر ملاءمة و لطفا و أكثر تكاتفا !. اذهب الآن ، مادام هذا بمقدورك !.
" ستحتاج لقفازات يا عزيزي. الحرارة أربع درجات في الخارج".
" هل بمقدورنا أن نبتعد فقط؟. لدي قفازات. من فضلك هلا ابتعدت ؟".
" مرحبا ؟". كان صوته نائما.
قلت له : " أنت يا من هناك ".
نظف حنجرته و قال : " ليزا. أعتقد أنهم يستعملون هذا التكنيك في غوانتانامو". و قبل أن أتمكن من التعليق قال ألان : " أنت. لا بأس. انتظري". و عندما سمعت صوت زر المصباح ، تخيلت كأس الماء قرب صيوان السرير. كان يحب أن يضع كأسا ممتلئة من الماء قرب صيوان السرير كل ليلة ، و لكن لنصف الوقت ، كلا ، لما ينوف على نصف الوقت ، كان ينسى ملء كوب الماء ، و عندما أصحو للتبول لآخر مرة قبل أن أغط في النوم ، كان ألان يقول : " آه !. هلا ملأت لي كوب الماء من فضلك؟". آه.
و هكذا في منتصف الليل قلت له : " من يملأ لك كوب الماء في هذه الأيام ؟". و على الفور شعرت بالندم لما قلت. يا له من موضوع مرير و فارغ و أحمق . " ماذا تقصدين ؟". و سمعته و هو يستند على الوسادة بشكل أفضل ، و في نفس اللحظة تمالكت نفسي. لقد كنا كأننا في غرفة واحدة..
" أنا – أنا لا أقصد يا ألان. أقصد ... كنت بحاجة ماسة دائما للماء ...".
" ليس دائما ".
" آسفة يا ألان ".
" ليس لديك فكرة عما أريد دائما ".
لحظة صمت ثم " آسفة". لم أسمع صوت زر المصباح ، و لا صوت منبه سيارة الشرطة ، و لم أتخيل كوب ماء على المنضدة. " آسفة".
" الآن الثانية و النصف صباحا ، اللعنة ".
" هل بمقدوري أن أعبر عن شدة أسفي ؟".
" يمكن أن تقولي ما تشائين".
ثم ، عندما توجب عليه ان يقول هذا يكفي ياليزا. لقد طفح الكيل. لقد حطمنا قلبينا ، و أتلفنا بيتنا. لقد أصبنا بالتلف بأعز ما نملك. لم يتبق بين أيدينا شيء. نحن نبحث بأيد فارغة فيما حولنا في أسرة نصف فارغة. انظري إلى هذا التفكك الذي وصلنا إليه. لم يتبق هنا أي شيء. و حان الوقت لأنصرف ، غير أنه قال : " تعالي إلى بيتك يا ليزا ".
كان هادئا و لكنه يبكي ، و هو ما استطعت أن أخمنه بحاسة السمع المشحوذة. لم يحاول أن يتستر على ذلك. كان عبارة عن نوبة بكاء ، مثل جدول ماء صغير لن يتجمد أو يتوقف عن الجريان. و كان طيبا منه أن يسمعني صوت بكائه بهذا الشكل ، البكاء طبيعة بشرية مثل التنفس. كان البكاء أفضل فكرة سمعتها خلال الشوط الأخير الطويل من الحياة.
" هل قلت تعالي إلى البيت ؟".
" قلت تعالي إلى بيتك يا ليزا ، من فضلك يا ليز تعالي إلى البيت".
" أعود إلى البيت ؟".
" من فضلك. إلى البيت ".
ثم انخرطت بدوري في البكاء. و لم أتمكن أن أقول : " أعود إلى بيت مسكن إن – إفيت... إن - إيفيتيبيلـ ... " و حاول هو أن يقول " مسكن – إن – إيفيتيبيلتي " حينما كان يبكي.
و هنا قال ألان : " إن – إيفيتيبيلتي – فيل ؟ إن – إيفيتا – اللعنة – بيليتي فيل؟. عزيزتي ، كل شيء هو مسكن - إن – إيفيتيبيل".
ثم تبادلنا الضحك معا. نوع من الضحك يأتي مباشرة بعد البكاء بلا فواصل. كما فعلنا عندما كنا نضحك و نبكي في نفس الوقت في ذلك السرير نفسه في أفضل ليالي حياتنا. في الليلة التي ولد فيها أندرو.
عندما انتقلنا إلى كلايف كان لدينا جارة وحيدة هي قابلة قانونية تعمل لدى مديرية صحة الهنود. كانت في حوالي السبعين من العمر ، و كانت واضحة و عصبية المزاج. و ليلة جلست على الكنبة قرب سريري ، و هي تحضن بيديها كأس ويسكي أسكوتلاندي ، حتى بدأ الأم ينتقل من رأسي إلى قمة رأس الطفل. إنها الحياة : أنت تبدأ معها برغبة ، ثم تفلت من بين يديك و لا تستطيع التحكم بها. تعكزت على قفا يدي ، و اقتربت من الملاءات المدعوكة بينما القابلة تمط نفسها من تحت أحد الذراعين و من تحت الذراع الأخرى يمر ألان. يا لتلك المشاعر كلها – الحياة ، الضحك ، البكاء – أنت لا تستطيع ان تتحكم بها. هي التي تتحكم بك. أنت تحت سيطرتها ، و هي سوف تفعل كل ما تشاء و كل ما تخطط له.
إيليا كاري : كاتبة أمريكية ولدت و عاشت في ممفيس بولاية تينيسي. حائزة على إجازة جامعية في الأدب الإبداعي من جامعة سان فرانسيسكو الحكومية ، و حائزة على الماجستير في نفس الاختصاص من جامعة المحيط الهادئ اللوثرية . تقطن حاليا في ريف واشنطن مع زوجها و طفليها.
المصدر :
Great Plains , story by : Elea Carey, Narrative magazine. 2010.
الترجمة بإذن من الناشر
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |