اللهجة السورية ..عار على أهلها
خاص ألف
2011-01-30
حينما كنا صغاراً لم ينجُ منّا فيلم مصري إلا و حضرناه . بعد أن نخرج من السينما نظل نقلّد البطل أو البطلة طول الطريق ,ونتحدث باللهجة المصرية , ولكن كل ذلك ينتهي حالما نصل البيت. والتحدث بالمصرية ليس اختراع ( ذرّة ) إذ أغلب الناس الذين كانوا يحضرون تلك الأفلام وبتلك الكثافة كانوا يتغندرون ويتزينون ببعض الكلمات المصرية فيما بينهم وكان ذلك طبيعي في تلك الفترة .
الآن وقد غزت الفضائيات العالم , و كثُرت الأفلام و المسلسلات العربية بكل لهجاتها من الخليج إلى المحيط وتنوعت الإنتاجات و تفرّعت بات كل شيء مباحاً , لكن هناك أشياء تُثير التساؤل في مجتمعنا السوري , الإعلامي الخفيف والفني مثلاً . قبل فترة كنت أتابع مقابلة لممثل سوري قام بإحدى أدوار البطولة لمسلسل سوري وكان معظم حوار ( السيناريو ) الذي أدّاه بالمصرية وقد أجاد دوره وقتها . ولكن ما لفت انتباهي أن هذا الممثل تابع حواره كاملاً باللهجة المصرية دون تلكؤ أو تلعثم وكأنه واجب محتوم عليه وإذا حاد عن الطريق وانسلت إلى شفتيه ولسانه كلمة سورية سينال علامة ( الصفر ) . و مثله فعل زميل نجم من نجومنا السوريين في مقابلة أيضاً على إحدى الفضائيات ولم تصدر بحقه أي إساءة فيما يخص اللهجة المصرية وكان قد أدى دور بطولة أول لمساسل مصري و بلهجة صعبٌ أداؤها ونال استحساناً من كل الذين تابعوا أداءه . و أنا لا أتحدث هنا عن فنانينا السوريين الذين يُطعّمون حوارهم و مقابلاتهم ببضع كلمات خليجية أو مغربية أو مصرية على سبيل المزاح أو التنوع ,بل عن أولئك الذين يغيرون موجة لسانهم كلياً حتى لينتابنا شعور أو شك بأن الجهة المسؤولة هي التي أجبرتهم على ذلك , أو أنهم إذا تكلموا باللهجة السورية لن يفهم المشاهد , أو فعل ذلك سيقلل من شأن المقابلة أو من شأنهم !! طبعاً الأمثلة كثيرة لفنانين و فنانات ساروا على هدى زملائهم .
هناك نوع آخر من استخدام لمفردات تخص بلد ما كا التي يستخدمها أحد كبار فنانينا العريقين الذي يلوّن مقابلاته كلها بكلمة ( يا قلبي ....) و ( برضو ) , الكلمة الأولى يقولها باللبناني الصرف وتكون بين كل جملة وأخرى, و الثانية يلفظها باللهجة الأردنية , لماذا ؟ يسأل الناس الذين يحبونه و يقدرون تاريخه العريق .
والأنكى من كل ذلك , منذ سنوات قليلة وقت سُمح بانتشار الإذاعات و تسابق أصحابها ليقدموا الأكثر تميزاً ..ماذا فعلوا ليكونوا متميزين ؟ طبعاً نحن لسنا بصدد البرامج و لا النوعية نحن نتحدث عن اللهجات وتقمص السوريين للهجات الآخرين . فأنت تستغرب الهجوم الفاضح و المكشوف لأكثر الشباب والشابات السوريين العاملين في تلك الإذاعات والتي تُقدم برامج خفيفة على اللهجة اللبنانية , إنهم يقلدون اللبنانيين حتى بنبرة الصوت و مخارج الحروف وحتى بإدخال المفردات الإنكليزية - الفرنسية لإظهار عضلاتهم وأنهم ليسوا أقل من جيرانهم اللبانيين المتحضرين .
كلما كنت في السيارة مع أحد أتقصد أن أستمع إلى واحدة من تلك الإذاعات لأرى فيما إذا كان هناك أي تغيير . منذ شهر تقريباً كنت في السيارة مع ابنتي عزة وكنا نستمع إلى إحدى المذيعات االسوريات الشابات التي كانت تتقن اللبنانية أكثر من أهلها والتي كانت تتواصل مع مستمعيها على الهواء مباشرة بكل الأُنس والدلال و الضحك ( هذا عادي ) إلى أن قالت لإحدى المستمعات : ( وشايفة ما أحلى ها المورننغ ) هنا طاش حجري وبدأت أسب و ألعن و أنا أقول : مورننغ العمى شو هي مورننغ ؟ شو صار للعالم ؟ هل يعني إذا قالت ( هالصباح الحلو ) مثلاً ستقل قيمتها وتسقط من عيون المستمعين معجبيها ؟
حين رأت ابنتي عزة كم انفعلت والغيظ يأكلني قالت : ماما أنت ليش حاملة السلم بالعرض . لا تتضايقي ماما هدول المذيعات بيعملوا هيك مشان يبينوا ( كول ) !!
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |