سيبقى كلباً
خاص ألف
2011-02-06
سيبقى كلباً
كثير من الكتّاب و الشعراء و الأدباء حين يكونون على منابر ثقافية أو في محافل أدبية من مهرجانات أو حتى جلسات أدبية صغيرة و مغلقة يقول أحدهم : صديقي الكاتب أو السياسي أو الشاعر الكبير أو الأديب فلان .و قد شهدنا هذه الظاهرة كثيراً في الآونة الأخيرة , وقد يكون هذا الشخص قد التقى (فلان) مرةً واحدة في حياته , أو ربما التقى به صدفة و ألقى عليه التحية في مكان ما بمناسبة ما . و قد تكون معرفة ذلك الفلان مجرد ( منفخة ) يتبجح بها أمام الآخرين ليوحي لهم بأنه شخص مهم لأنه يعرف ذلك الفلان .
وحتى لو كان هذا الفلان قد نزل في بيتك وشاركك طعامك و لبس من ثيابك و صار شخصاً حميماً بالنسبة إليك هذا لايعني أنك مثله أو أنك تشبهه في شيء , و إياك أن تعتقد أنه سيزيد من مقامك و لو مليمتراً واحداً , فأنت يا صديقي مخطىء إذا كنت إلى الآن تمشي على هدي المثل الذي حفظونا ونحن صغار ( قل لي من صديقك أقل لك من أنت ) و لا تعتقد و لو لبرهة إن كنت من حاشية أديب ما أو فلان ما أو أمير ما أو محسوباً عليه بأنك ستكبر بمعرفته أو تزداد حضوراً برفقته فشخصية المرء و أعماله تُفصح عن صاحبها وتفضحه إن زَينٌ أو شَينٌ .
و تذكّر يا صديقي دائماً أن كلب الأمير سيبقى كلباً مهما تأنسن !!!!
نخب أول..نخب ثان
أكثر أصدقائي المثقفين وأنصاف المثقفين يستغربون حين يعرفون أنني أقرأ ما أكتب من شعر أو نثر لأناس عاديين أي ( غير مثقفين ) من جيران أو مدرسين أو أناس أتعامل معهم في حياتي اليومية , مثل طلابي ذكورا و إناثا على اختلاف اختصاصاتهم الجامعية , أو حتى طلابي في مراحلهم الثانوية , وفي لهجتهم شبه سخرية من جمهوري البسيط .
وأنا يوماً بعد يوم أُبعد عن فذلكات المثقفين وتعقيداتهم و استعراضاتهم المكشوفة و المملة ,و أهرب باتجاه البساطة و العفوية التي صارت جزءاً من شخصيتي و كتاباتي .
وأنا و بكل الفخر و الاعتزاز لا يفرحني و لا أشعر بسعادة غامرة إلا حين أكون بحضرة أولئك الأشخاص , لأنهم يسمعون و يفكرون ويناقشون و يحسون بكيانهم , هذا أولاً , و الشيء الثاني و الأهم أشعر بأنني أرتقي بهم ولو واحد بالمائة نحو الأعلى , أو كأنني أضع حجر الأساس أو الخطوط الأولى لشخصية كانت تبحث عن طرف خيط و أنا ساعدتها بإيجاده .
لماذا هؤلاء ؟ و لماذا أُمسكُ بالملعقة و أضعها في أفواههم ؟ لأنهم يريدون ذلك بشدة ونهمٍ و عرفان , ليس مثل أولئك الذين يقرأون سطراً ويقفزون سطراً , يفعلون ذلك فقط لأخذ فكرة سريعة أو تأدية واجب ,أوأولئك الذين ينامون وهم يسمعون أو يسخرون ,أو يقفون لك بالمرصاد فقط ليقال عنهم أنهم مثقفون فيجادلون و يستعرضون لمجرد التباهي و الظهور وأنهم كانوا موجودين في محاضرة الكبير فلان فيما لو سئلوا عن ذلك .
ولنفرض جدلاً بأن الكتابة على اختلاف أنواعها يجب أن تكون معقدة و دسمة و محشوة بالإسقاطات التاريخية أو المضامين السياسية أو الميثولوجية فهل سيفهما أولئك الذين افترضنا تسميتهم ( بسطاء ) من الناحية الثقافية فقط و الذين يشكلون أكثر من يسعين بالمائة من ناسنا أو إذا جاز القول من شعبنا ؟؟ طبعاً لا .
الذين يكتبون بنخبوية وللنخبة المثقفة أو المتثاقفة كثر, يوجهون جُلّ كتاباتهم إلى بعضهم بعضاً دون أن يضعوا في حسبانهم أولئك الناس العاديين غير المثقفين . و طبعاً صرنا نعرف أنه حتى الكتابة النخبوية لها درجات و تصنيفات حسب أهلها و مُريديهم و تابعيهم , فهناك نخب أول ..نخب ثان .. نخب ثالث و هلمّ جرّا . وأنا وبكل الصراحة و التواضع لا ولن أكون ضمن أي نخب مُدْرَج مهما كان له من امتيازات آنية أو ربما بعد قرون .
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |