لو.. في عيد الحب
خاص ألف
2011-02-13
صيد
يلفت انتباه الكثيرين أمران حين يتصفحون ال ( نت ) الأول منهما له علاقة بالشكل , والثاني له علاقة بالشكل و المضمون . فكثير ممن يعملون في عالم الأدب و الفن و حصراً أولئك الأشخاص الذين يرسلون صورهم بأنفسهم لمواقع أدبية أو فنية نراها لا تعبر عنهم أبداً و لا تشبههم فمثلاً فنانة في الخمسين ترسل صورة لها وهي في الثلاثين,وشاعرة في الخمسين أيضاً تضع صوراً لها و هي شابة و أدباء كثر يفعلون الشيء نفسه . و بالطبع أنا لا أقصد تلك الصور التي تُؤخذ عشوائياً من الأرشيف مثلاً أومن مصادر أخرى . أو أنهم يُرسلون صوراً لهم حديثة و لكنها منمقة و معالجة فنيا إذ تُصحح كل العيوب الزمنية و الخَلقية .
والحقيقة أقول ما من أحد يعارض تجميل الأشياء والبشر و تحسين المظهر العام , و لكن ليس إلى درجة أننا حين نلتقي ذلك الشخص لا يُمكن أن نطابق شكله مع صورته أبداً .
الأمر الثاني حين تدخل على ال ( فيس بوك ) وتراقب ما يكتبه الناس , كيف يقدمون أنفسهم و كيف يعرضون حالهم و أحوالهم و تشاهد صورهم نوعاً و كمّاً سيدهشك حجم الكذب و الخداع و الزيف وتجميل الأشياء و الأجساد و الأوضاع ليصل الأمر إلى درجة التبشيع و التقبيح الخَلقي و الخُلقي , فتجد شخصاً يقدم نفسه بأنه يحمل شهادات جامعية و هو لم يحصل على الشهادة الإعدادية و آخر يبيع الأعشاب يُطلق على نفسه لقب طبيب أعشاب . وآخر درس سنوات أربع في كلية الطب وترك الجامعة لأسباب تجارية و عائلية و هو في الحقيقة لم يحصل على شهادة البكالوريا أصلاً , و آخر يُقدم نفسه بأنه ضليع باللغات و هو يتكلم ثلاث لغات غير العربية والحقيقة أنه لا يعرف من تلك اللغات حتى أبجديتها .
أقول هنا وبهذا الصدد أنه بالإضافة إلى عقد النقص التي تتملك هؤلاء الأشخاص الذين يعملون جاهدين لتحسين صورتهم الاجتماعية و بيئتهم الثقافية بالكذب وتغيير الصور و البعد عن حقيقتهم الأصلية هناك عملية تخطيط مسبقة و مدروسة لاصطياد أو صيد شيء ما ممثلاً ب ( رجل..إمرأة.. مال.. مكانة..) و هلم جرا !!!
لو.. في عيد الحب
أكثر الناس في بلدنا يتمنون أن تصبح بلدهم افضل البلدان بل أروعها لوقُدم الدعم للموسيقيين لإنتاج الموسيقا الراقية , و لو فُتحت الأبواب للمطربين , و وجدوا من يمولهم لإطلاق أغانيهم و العمل على انتشارهم , ولو استطاع الفنانون التشكيليون و خاصة الصغار منهم والمغمورين أن يجدوا مَن يأخذ بيدهم و يُتاح لهم فرصاً لعرض فنهم في صالات فنية دون وساطات و محاباة , و لو أن الذين يعملون في عالم المسرح والفن السابع حصلوا على أجور تتوافق مع شهرتهم و مع ما يقدمون من جهود و لم تُحتكر بأيدي القلة , ولو أن الكتّاب و الأدباء و الصحافيين و الشعراء حظيوا بحظٍ وافرٍ من المال و الشهرة , ولو توفر للمهندسين المناخ المناسب والإمكانات و التسهيلات , و لو تُرك للأطباء حرية العمل و التصرف في ميداناتهم , و لو سُمح للتجار باستيراد كذا و تصدير كذا ,ولو رُفعت أجور المدرسين و المعلمين و الموظفين و العمال , و لو كُرم الآباء و الأمهات و الشيوخ و ....و لو .... ولو .........لصارت بلدنا جنة .الملفت بالموضوع أن أكثر أولئك يصرّحون علناً بأنهم لم يحققوا شيئاً لذاتهم لأنهم يعملون من أجل الآخر أو من أجل البلد .
تُرى لوتحققت كل تلك ( اللوات ) هل ستختلف عطاءاتهم وسلوكهم.؟!!!!!
من يعمل من أجل البلد واضح وضوح الشمس في عز النهار و لا يحتاج لمرشد يدل عليه ,من يعمل لبلده هو محب و غيْري بطبيعته , مخلص لبلده و ابناء بلده قبل ذاته و قبل عائلته الصغيرة . من يمتنع عن رمي عقب سيجارة في شوارع بلده و من يقف منتظراً إشارة المرور لكي يعبر , ومن يؤدي واجبه على أتمه في أي مجال هو مواطن من الدرجة الأولى عل الأقل في محيطه .
من تربى على أن يرقى بمجتمعه دون أن يقول " لو " بمعناها السلبي أو التسولي و دون أن ينتظر تكريماً و مكافآت و جوائز من هنا و هناك بفعل هذا أو ذاك ,وبوساطة فلان و علاّن , و دون أن ينتظر ليُشار إليه بالبنان يستحق أن يكون مواطناً من الدرجة الأولى و يستحق أن نرسل له باقة من أجمل مشاعرنا في عيد الحب هذا .
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |