هل كانت رموزاً وطنية؟
خاص ألف
2011-02-16
مشهدان جديران بالتوقف عندهما بتمعن وإعادة النظر:
مشهد1 :
بعد احتلال العراق, سارع مواطنون عراقيون إلى تحطيم النصب التذكاري للمخلوع صدام حسين, وقامت رافعة ضخمة بإسقاط ذلك النصب المتعالي ليهوي أرضاً, وسط فرحة عارمة وحفل انتقام مريع من نصب شخص طغى وتجبر ونصّب نفسه إلهاً وحاكماً مطلقاً!
مشهد2 :
بكل هدوء وثقة, وبعد يوم واحد فقط من انتزاع الشعب المصري لإعلان تنحي حسني مبارك عن كرسي الحكم انتزاعاً, وقفت عدسات التلفزيون شاهداً أبدياً على مراسم نزع صورته الجدارية الضخمة عن صدارتها في قاعة مجلس الوزراء, وسط ترحيب شعبي!
كيف يمكن لحاكم أن يختصر في نفسه صورة الإله أو الآمر بأمره, من أعطاه تلك الصلاحية؟ هل هو الشعب حقاً؟ أعتقد أن الانتخابات بكل أشكالها في دنيا العرب غير نزيهة, وقد تمرست الأنظمة بسيركات الانتخابات وربما تعمل على تصدير خبراتها المكتسبة إلى دول أخرى!
لم يبدُ غريباً وساخراً فقط, بل جارحاً وصارخاً ومؤلماً ذلك الكاريكاتير الذي يظهر تواجد حسني مبارك على كرسي عرش مصر, بينما تغير حكام أمريكا فتعاقب على كرسي حكمها كلينتون والبوشّان – الأب وابنه- واوباما وربما غيرهم أيضاً بينما بقي مبارك صامداً مدة ثلاثين عاماً!!
كيف ولماذا صار الحكم في العالم العربي أبدياً, بل وتجاوز كل قواعد المنطق التي تحكم عادة الأنظمة الجمهورية, لتتحول إلى جمهورية ظاهرياً وملكية فعلياً؟!
ما هي الإنجازات غير المسبوقة التي حققها معظم قادة العرب ليكونوا حكاماً أبديين لشعوبهم ومقدراتهم وثرواتهم, بل الحرامية الحصريين لثروات الأوطان, فتحولوا من حماتها إلى ناهبيها!!
لماذا يحكم حسني مبارك شعب مصر ثلاثين عاماً, والقذافي وعلي عبد الله صالح وغيرهم وقبلهم وبعدهم!!!!
تلك مسؤولية الشعوب أولاً, التي نامت طويلاً وحسبنا أن نومها كهفياً وأن لا أفق ولا ضوء في آخر النفق, لكن ما حدث في تونس ومصر وما تحبل به الأوضاع في الجزائر و اليمن والأردن وغيرها قد يقلب الصورة. أما السبب الآخر فهو ديمقراطية الغرب المزعومة التي تدعي على الدوام خوفها على ديمقراطية وحرية شعوب منطقتنا, وهي في حقيقة الأمر وراء بقاء زعماء الديكتاتورية العربية, فوجود ديمقراطية حقيقية, سينهي تواجد مصالحها بل تدخلها في كل تفصيل من حياة هذه الشعوب؟
أعود بعد ذلك إلى صور الرؤساء التي تتحول إلى رموز وطنية إجبارية, لأن أول فرصة للتحرر من ربقة صاحبها ستحولها إلى نفايات.
ليكن العلم الوطني هو الصورة الوحيدة التي ترمز إلى وحدة الشعب ولتكن الحاضن الجامع والوحيد لكل أطيافه وألوانه, فهذا الرمز هو الوحيد القادر على البقاء مهما تغيرت صور الحكام!!
سوزان ابراهيم
[email protected]
خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |