عزف على الوتر الثامن –5 –
خاص ألف
2011-03-06
1 -
مواقيت أخرى
خارج المواعيد يلتقيان, وعلى مدار اللحظة يعيشان الدهشة والفرح.. يصحو من النوم يتصل بها, يشرب النعاس العالق بعينيها, ويسحب الخدر من وجهها, ويغرق في الدهشة.. تدخل هي الحضور, فيسبح هو في غيمة من أريج امرأة.. تسأل كل يوم:
- الحب ما نعيش يا منسي؟!
- هو أبعد الحب يا رضاب
- كيف؟ وأنا لم أعرف الحب يا منسي.
يدخلان طقس العري الجميل, ينفضان عن جلديهما قشورا التصقت بهما آلاف السنين.. يدخل الواحد منهما تحت جلد الآخر, يكتشفان كل يوم جديدا, ويمارسان الرقص.. ترقص على نبض دمه, ويرقص على إيقاع لهاثها, حتى صياح الديك..وفي ذات اللحظة يسألان:
- هلا ننام!!
يطير قبلة تسكن شفتيها قرنفلة.. تصبح امرأة من قرنفل, تأخذه إلى حضنها, لا يعيران انتباها لصياح الديك:
- هيا انهضوا يا نيام
هل يغفر الديك لرجل وامرأة يفصل بينها صحارى وبحار وسهول.. اختارا مواقيت الهيام!؟
2 - سر الخلود
اليوم علمني النحل درسا في الخلود, خرجت الملكة طارت صعدا بجناحين قصيرين وخصر نحيل, تبذل جهدا فائقا, وتحدث طنينا راغبا, فيشهد الكون مارثون لهاث الذكور!! واحد كان على ميعاد.. أخصب الملكة ومات..
شهقت صاحبتي:
- كيف يموت العاشق شوقا؟!!
- لم يمت هو نال الخلود
مرتعدة قالت:
- هل في الموت خلود؟!
- انظري ما يحل بمن هزموا!!
عادت الذكور الخائبة كسيرة, قذفتها الشغالات خارج الخلية قتيلة.. وهذا ما يعرف في عرف النحل بمذبحة الذكور.. قالت:
- ولِمَ القتل والحال في مملكة النحل رحيق وعسل!!
- من لا جدوى منه يموت, أما الذي أودع نطفته سيعود مع النسل وقد نال الخلود.. هكذا قانون الغرائز.
- كيف نعيش العسل دون الذهاب إلى الموت طوعا؟
وغفت على صدري, وصعدنا إلى حيث نشأنا في مجرة الورد على مدار برج الحمل, رجل وامرأة قبل أن يصور الله وجوه البشر..
كان الهواء رحيق,والماء عسل.. وسمعنا صوت ملاك فرحا يردد:
- هذه المرأة الحمل رضاب, أول من علم الكائنات كيف يكون الخلود في بني البشر, فقد أودعها الله سر تحويل الرحيق إلى عسل..
3 - سورة القرنفل
.. والتقينا في بيداء الوقت, كان الوقت جفاف..فقالوا:
- كيف يلتقي عاشقان في زمن الجفاف!!
أعرضوا عنا وأشاحوا بوجوههم بعيدا..وبقينا وحدنا قلت:
- ما العمل حبيبتي؟
رفعت كفكها للسماء وناجت الرب:
- لا تخذلني بحبيبي يا رب القلوب
أنزل الله مطرا من قرنفل, وأودع فينا سر الرغبات قلت:
- وماذا بعد يا رضاب!!
نظرت من حولنا.. مسحت أطراف المدى وأشارت نحو نجمة راقصة وسألت:
- ماذا ترى هناك؟
- هي غزة يا رضاب.
ثم أشارت في الناحية الأخرى نحو نجمة تغني وسألتِ:
- وماذا هناك يا المنسي؟
- هي المستنير..!!
وأخذتني إلى صدرها.. قالت:
- ارضع.
فرضعت حتى الشبع غناءً, فتحولت إلى امرأة قيثارة تعزف لحنا, وجدلت من صوتي وصوتها وترا يمتد بطول المسافة بين غزه والمستنير..
4 - وصيفات الأميرة
كل ليلة يقف بين يديها:
- ماذا تأمرني الأميرة؟
- اكتبني على صفحة صدرك.
كل ليلة يكتبها, فتجد نفسها امرأة جديدة, حتى كانت الليلة الألف صارت ألف امرأة, عاشقة ما عداها..
هذه الليلة فتحت له باب القصر:
- ادخل.
شهق ودخل غيمة الشوق, وشكا للريح:
- ألف امرأة هبطن من صدري يعملن وصيفات في قصر الأميرة
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |