خبزٌ.. ووردٌ.. وجسور
خاص ألف
2011-03-09
عشرات الآلاف من الناس تجمعوا على الجسور في جميع أنحاء العالم - من جسر الألفية (ميلينيوم) في لندن، وجسر بروكلين في مدينة نيويورك، وجسر البوابة الذهبية في سان فرانسيسكو، إلى جسر غراند باريير الذي يربط رواندا بالكونغو, لإظهار دعمهم لقضايا النساء وللاحتفال بإنجازاتهن.
تجمعات عفوية في اليونان وتظاهرات في ايطاليا واعتصام في الأرجنتين.. وتظاهرت آلاف النساء التركيات للتنديد "بجرائم الشرف"وأعمال العنف التي تتعرض لها المرأة التركية. وفي اليابان استغلت اكبر شركة وساطة مالية "نومورا" فرصة الثامن من آذار للإعلان عن تعيين امرأة في منصب مدير مالي للمرة الأولى في تاريخها.
في الثامن من آذار عام 1908 قامت الآلاف من عاملات النسيج بالتظاهر في شوارع مدينة نيويورك وقد حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية, واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
بعد مرور 100 عام على انطلاقة الحركة النسائية العالمية سأختصر لأقول:
طالما أن الإنسان يوجه جلّ اهتمامه للسماء – المقدس, وينسى الأرض- الشر, وفقاً لتصنيفات البطريركية الحاكمة في الكون, فلن يكون مصير النساء أحسن حالاً من مصير دول العالم الثالث الغني الذي عُمد إلى إبقائه متخلفاً وقاصراً عن إدارة شؤونه, والذي يخضع باستسلام لإرادات العالم الغربي المتسلط السادي والعنصري!!
ما الفرق الكبير بين ما تخضع له النساء من مصادرة لحقوقهن, وما تخضع له البلاد العربية خاصة والشرق عامة من مصادرة لإرادة شعوبها؟! تحت شعارات الوصاية وولاة الأمر, انتهكت حرمة عقل وكيان النسوية, كما انتهكت حقوق الشعوب تحت رايات الاحتلال والانتداب والوصاية.
مازال العرب مغرمون بالأبنية المستقيمة البرجية, ما المغزى من وجود برج خليفة في دبي كأعلى برج في العالم؟ إنها المعركة القائمة والمستمرة- وربما الأزلية الأبدية- بين المستقيم- الذكورة, وبين الدائرة- الأنوثة!
ما الجديد الذي يمكننا الاحتفال به اليوم كنساء عربيات, وسوريات بوجه خاص, بعد مرور 100 عام على نضالات المرأة؟
مازال شرف الرجل العتيد قابل كأي عود ثقاب للاشتعال والإلغاء, ورغم كل ما يمارسه من فوقية على المرأة, يعهد إليها الحفاظ على شرفه المزعوم!!! أي مصادرة تُمارس بحق المرأة التي تُمنع من التصرف بما تملك وحدها, فيدعي الرجل امتلاكه جسدها لاستغلاله وتهميشه!! بينما يتصرف هو بكيانه بحرية لا مسؤولة في كثير من الأحيان.
مازالت جرائم الشرف ترتكب بحق النساء وبوقاحة أمام أعين القانون, وبتسهيل من بنوده الرجعية العنصرية, ما زالت المرأة قاصرة عن منح وليدها جنسيتها كأي مواطن مكتمل المواطنة, ما زال عليها أن تخضع لإرادة أصول الزوج- أب أو أخ أو عم- إن أرادت السفر مع أطفالها, تخيلوا المفارقة الساخرة في أنّ من حملت جنينها بين قلبها وروحها لا يراها القانون أمينة على الخروج به دون إذن وصي!! ما زالت المرأة تخضع لقوانين الميراث التي تراها نصف شخص, وقوانين الزواج التي تراها ربع كائن, وتخضع أيضاً لقانون يجعلها جزء واحداً من أربعين, حين أراد ترضية خواطر الرجال المؤمنين في الآخرة, فصارت بذلك مجرد أداة للمتعة وجائزة ترضية!!
أنتن الخبز أيتها النساء.. أنتن الأرض.. الرحم.. العاطفة.. القلب.. أنتن الورد وكل جمال الحياة.. أنتن جسر عبور الرجال إلى المجد.. أنتن جسر عبورهم إلى الضفاف الأخرى ومع ذلك تبقين تراوحن في المكان..
هل رأيتن ثورة الشباب السلمية في شوارع العديد من البلدان العربية؟ أنتن اليوم بحاجة حقيقية وملحّة لثورات خبز وورد جديدة لفرض إراداتكن التي نسي العالم العربي المهووس بالأبراج العمودية العالية أنها موجودة, ولا أدري ما السبب أو الأسباب التي تلزمكن السكوت عن كل ما هو حق لكن!!!
سوزان ابراهيم
[email protected]
خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |