عزف على الوتر الثامن –6–
خاص ألف
2011-03-20
1 - الضحك
.....
قالت له يوما:
- لن أسمح لأحد استلابها مثلي, سأجعل من طفلتي امرأة حقيقية تعيش أنوثتها
وقي يوم اتصلت به وكانت قلقة:
- نور تشاغب معلمتها أغثنني يا منسي..
- هل نور على خطأ؟
- نور اكبر ن عمرها.. ربما هذا يحرج المعلمة!!
واقترح امتصاص طاق نور بأن يسند لها دور معلمة لمجموعة من أطفال الفصل تظهر عليهم تميزها..
ومرت الأيام, وانشغلت نور بتعليم مجموعتها, وفي يوم اصطحبتها إلى محل الألعاب.. اشترت نور دمى تشبه تلاميذها, أما هي فقد أعجبتها دمية طفل رضيع يضحك ويكركر, فاشترته, فاعترضت نور:
- هذا لا يوجد عندي في الفصل!
- هذا المنسي خذيه وعلميه..
وفي البيت أجلست التلاميذ على المقاعد, وانهمكت في الدرس.. تكافئ المتعاونين, وتوبخ الكسالى, بينما الطفل يضحك ويكركر..صرخت نور:
- قولي لطفلك المدلل أن يتوقف عن الضحك وإلا عاقبته!!
- ما به المنسي؟
- أحمله يضحك.. أقبله يضحك.. أعضه يضحك..
- خذيه إلى صدرك ينام..
- جربت نام لحظة, ثم صحا ليضحك!!
قبلته وحذرته ألا يضايق نور.. نطق الطفل لأول مرة:
- أخبري نور أني أُحب من يحبني أكثر
وكركر ضاحكا..
....
2 - سر قارورة العطر
.....
صوت خفي هتف داخلي بينما كنت في السوق أتفرج على حاجات النساء.. الصوت يعود بإلحاح:
- هي من تنتظرك!!
قارورة عطر على هيئة النصف العلوي لامرأة عارية, ترقد بين السلاسل والعقود والخواتم الأساور والدبابيس.. الصوت يعود:
- هي أنتِ يا أميرة عاشقات العطر
ضممت القارورة بكفي, خرج مني دمي..صار بخارا أو قل هواءً مريحا.. سكبت قطرة من عطر القارورة على كفي اليسرى وضغطت عليها بكفي اليمنى, فتحولت إلى امرأة من قرنفل يمشي في أذيالها طيفا من روح الليمون.. قالت القارورة:
- أنا من يحتفظ بسر روح العطر.. خذيني تكوني أنتِ.
ووضعت خلف أذني اليسرى قطر وخلف اليمنى قطرة, وعلقت القارورة أيقونة على صدري.. واليوم أدركت انكَ الوحيد من بين الرجال من يعرف سري.. هل تخبرني عن سر عطري
- كل ما اعرفه أني منذ عرفتك أدركني خدر القرنفل الغمس بالليمون!!
- ومنذ عرفتكَ تفتحت فيَّ شهوة القرنفل, وكلما أخذت قطرة من القارورة يتكاثر العطر فيها ويزيد..
لاذ بها وتعلق مع الأيقونة في صدرها وهتف؛:
- هي روح العطر أنتِ..
......
3 - عندما رقصتِ على كفي!!
.....
رجفة رجت بدني..
أدركت أنك في الطريق إلى ضفافي, فصرتُ نهرا حفر مجراه بين ضفتي قلبي.. دلقت في النهر آهاتي.. وقطعت الرحلة إلى مدن الأشواق..هاتف عبرني مع ذيول اللهفة:
- هي عند ناصية الشوق منذ بواكير الاشتياق؟؟
ووصلت مع نهري.. كنتِ تنتظرين.. هتفتِ :
- إني هنا لا تبتعد..
فردت كفي, فهبطتِ على كفي عارية مثل قرنفلة شقت جلد البرعم للتو..رقصتِ على كفي امرأة من قرنفل ففاض نهري طوفان اشتياق.. وهبطت عن كفي إلى حضني.. عبثت بشعيرات صدري.. صار صدري حديقة.. سألتِ:
- كيف يكون الاشتياق؟؟
أخذتني الرجفة من جديد, فدخلت في بلبلة المعاني.. هل أعاني الشوق؟! أم تراني عبرت بوابة الاشتياق..؟؟
ضحكتِ وعدتِ للرقص على كفي.. نبتت بعد خطاكِ غابة أقحوان.. نثر الأقحوان رحيقا من عسل, اندلق في مجرى نهري سار حتى المصب في البحيرة..
وصحوت.. كنتِ تحدثيني عن بحيرة ماءها عسل يقصدها, العشاق كلما استبد بهم الشوق وأكلتهم نار الاشتياق!!
.....
4 - شرود
حدقتُ في صورتها, خرجت من شرودها وصرخت:
- لا تتلصص عليَّ
لذت بخيبتي, فقفزت من إطار الصورة.. جلست أمامي امرأة من لحم ودم وحزن غضوب.. صامتة عادت إلى الشرود.. مسحتُ دمعة انزلقت على خدها.. انقضت عليّ, واستلت من بين عينيها سكينا من أثير وذبحتني فانتابني الضحك.. قطعتني إربا.. إربا وذرتني مع الريح في أركان المعمورة.. صارت الريح زوبعة ضاحكة, هطلت مطرا انبتت أجزائي آلاف الكائنات الضاحكة..
وصحوت..
ما زالت صاحبتي محاصرة في إطار الصورة, وما زلت أحدق في عينيها ابحث في سر الشرود..
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |