ثورة تونس ومصر بعض ما هو ثقافي !!
خاص ألف
2011-03-26
الكل ُيراهن على المساحات المعرفية الفارغة في العقل الجمعي العربي , اعداءا كانوا ام اصدقاءا أم متعاطفين . ومن هذه المراهنة تدخل الكثير من البرامج التي يحملها الشيطان . مزاج وسطحية واختلاف في الرؤى والاهداف وقطيعة مع الحاضر بكل ما فيه من أساسيات ونُظم, هذه هي الحواضن الثقافية الموبوءة التي اختفت عن الأعين وابتعدت عن الواجهة في خضم الحضور القوي والباهر للمشاعر والعواطف ,وفي خضم الصراخ الكبير للبطون والانفتاح الواسع للأفواه .
بعد اربعين يوما لهروب بن علي من تونس وسقوط مؤسسته السياسية خرج التونسيون مرة أخرى في مظاهرة حاشدة للإعتراض على تأخر الحكومة في إجراء التغيير السحري , وما يوازيها من ايام تُعد ثمانية عشر يوما احتشد المصريون في ميدان التحرير للمطالب نفسها . بهذا القدر من الفهم يجب ان نعود الى النظام الثقافي العربي ونرقع ما نستطيع قبل أن نتحمل تغييرا ثوريا خرج عن السيطرة .
النظام السياسي ليس مقدسا في الوعي العربي الشعبي, ولانه ليس كذلك فلا تتفرع منه في المفضل والمتناول الجماهيري الفاظ وعبارات مثل المواطنة والانتخاب والتشاور والمفاوضة, ولانه ليس كذلك فان الامور تستقر اخيرا في التغييرات السياسية لمن يملك كل الاوراق او يفهم بها او يستطيع ان يلعب على المفاجآت, لذلك فامكانية المساومة والاستلاب والارتزاق وتغييب الوعي قائمة فيما بعد الثورات وتكاد تكون لازمة من اللوازم . ولايدخل النظام السياسي (تنظيرا ومقاربة لا معارضة ) صلب القناعة والموروث الشعبي والوعي التاريخي الا اذا كان مقدسا, كأن يكون الحاكم جامعا للسلطتين الزمنية والروحية أو قويا جزارا يفرض مع الزمن نوعا من الضرورة شبيهة بالابوة تسبب نوعا من الادمان على الوضع وبرمجة جينية ,
لذلك فالنظام السياسي مشروعا للسقوط كلما ضعف وهو موضع اتهام قبل ان يوجد وهو ايضا ضد الشريعة أما النظام الثقافي فهو تراث الاجداد والسلف المقدس وهو اكبر من الشعب وأكبر من الرغبة وميتافيزيقي لايخضع للمقاييس والاعتبارات الارضية القاصرة وعصّي عن النقد الى درجة تحمله التأويل بما يلغي النص أحيانا عن المدلول الطبيعي . وهو بهذه القدسية يُسقط باقي الانظمة ويعدلها ويقولبها ولا يَسقط .
النظام السياسي حين لايمتلك مؤهلات القداسة والكاريزما والتخدير يسقط , والنظام الثقافي حين يمتلك العقلانية والتنوير وإعادة انتاج المنظومات القيمية القديمة يسقط أيضا او يوضع في عنوان آخر مروق زندقة إرتداد الخ .
لتحليل واقع ما جرى من ثورات في تونس ومصر لابد من المرور على الحاضن الثقافي غير واضح المعالم على اقل تقدير إن لم نقل أن العاطفة الجياشة غيّبته أو انه غائب اصلا عن الحدث . الثورة حالة وعي متقدم لدى الشعوب واستعداد بطولي شجاع لاحقاق الحقوق واسترداد الادمية , وهي موضع فخر للمجتمعات تثبت دينامية واضحة وتطور نوعي في الوعي ,ويجب ان تنطلق من ارضية ثقافية تمنحها بعض الحصانة الفكرية وتجنبها مزالق الارتزاق والاحتواء , هنا لابد من المرور على مؤشرات تعلق كمنارات امام الثورة او اي تغيير كبير كهذا وامام من سيقف بجانب الثورة يحميها .
على الرغم من الفارق الرؤيوي للتغيير في تونس عنه في مصر نحو السلطة والذي اظهر الفارق جليا في الرؤية لصالح التونسي الذي يتقدم بنقطتين على المصري . أحداها : أنه الباديء العفوي المقهور والذي خرج بدون مقدمات ولا ارهاصات تحمله فكرة الانتصار لذاته المهدورة واعيا لها تمام الوعي غير مستعد للمفاوضة , فهي ثورة بوعزيزي خالصة بدون تعلقات, في حين ان المصري استنسخ الثورة بنتائجها ( وهذا لاينفي التطلع نحو التغيير والاصرار عليه ) مع دعم فيسبوكي ملهم بدون ايضاحات ثقافية , وربما غرته الموجة واعطته دفعة قوية لمحاولاته السابقة المتكررة للخروج والمطالبة بالحقوق , لقد بهرته الثورة في تونس واستجاب تماما لاضوائها وحضرته الغيرة من الا يستطيع اللحاق بهذا الشرف واراد ان يغطي على قصوره في الا يكون هو السباق اليها , لذلك نلاحظ الاحاديث الكثيرة للمصريين ثوارا ومتثورين في أنهم علموا العالم كيف يكون التمرد على الظلم وعلموا وعلموا , وفي رأيي المتواضع انهم لازالوا في مظاهرات ليؤكدوا ان الثورة شيء عظيم, وانهم لازالوا داخل مربع العظمة ربما لاستحلاب اكبر قدر من الزهو والفخر, لذلك تستفزهم بسرعة الاجتهادات من الدخلاء وتروج بينهم الاشاعات بسرعة بانهم اسقطوا الرئيس ولم يسقطوا النظام مما يؤجج الوضع اكثر ويرفع سقف مطالبهم اعلى وتتشظى الاتجاهات وتتفرق المطالب وهكذا . ووصلت عملية التفتيش باسم الثورة الى نخب فنية وموسيقية وادبية حوصرت لرأي ما في السلطة وان كان شاذا او منتفعا فالافتراض انها كانت ثورة حرية تكفل للجميع حرية التعبير ,واخذت بذلك تتماهى مع دعوات الثأر والاجتثاث .
وأخراها : أن التونسي غير محقون سلفا بافرازات ثقافية وتصورات ساهم المناخ الثقافي بمصر المشبع بالغيبي والمتخم ببقايا فكرية للصراعات بين الديني والمدني . بل أن التونسي تقولب او كاد مع تصور وميراث مدني بدأه بورقيبة واستمر به بن علي رغم فساده , فهو متآلف بالمران والاعتياد , إن لم يكن بالقناعة مع تقاليد مدنية حديثة عمرها اكثر من خمسين سنة , بخلاف المصري الذي تراءى له المشهد الديني حاضرا لملء الفراغ كلما فرغت جعبته او يئس من النظام السياسي والاقتصادي او شكك فيهما على الاقل . وحتى ان كان المصري لايستسيغ المقاربة الدينية فهو يسمعها في الصراع بين السلطة والمعارضه ويسمعها في الاختلاف بين الاقباط والمسلمين ويسمعها من السلطة حينما تريد التنافس مع الاسلاميين نحو التقوى , ويراها بكثرة في متنفسه الترفيهي ( التلفزيون السينما ) حيث يفسد عليه مزاجه كثرة الملتحين والمعممين الذين تستضيفهم وسائل الاعلام دائما او كلما عَنّ لها طلاء شرعية الدولة والاشخاص . وبعد الثورة فان المصري يستحضر المشهد القادم لسبب او لاخر (والوضع مفتوح على خيارات كثيرة ) ويُمكّن الاخرين للدخول عبر براءته وعفويته من سرقة انجازه وشراء اعتراضاته حسبة لله .
مشكلة تونس كانت مشكلة شعب مع عائلة فاسدة صبغت النظام كله بفسادها وعصابة تحتكر وتسرق الثروة القومية, وطوال ايام الثورة كانت المطالب بهذا التقييد الى ان رحل بن علي , ومنذ ان بدأت الى ان هدأت الامور لم نسمع بمطالب تغيير الدستور او ابطاله ولم تكن هناك مطالب ملحة لالغاء البرلمان وتركزت المطالب بايجاد فرص العمل والسكن ومكافحة الفاسدين . بينما ظهرت في اليوم الثالث في مصر مطالب الغاء الدستور ورفع قانون الطواريء وحل البرلمان بدعوات صريحة ومقصودة وتعيين البرادعي (المدعوم اخوانيا ) لرئاسة الدولة وظهور الوعي الجمعي المشوب بالمزاج والنظرة المبسطة للامور كترشيح احمد زويل الحاصل على نوبل في الكيمياء والبرادعي الحاصل عليها في السلام على الرغم من موقفه السلبي من قضية الاسلحة النووية في العراق , مخيال شعبي خصب وظاهرة إعجاب بالنموذج غير موضوعية , وكأن الممنوح نوبل كائن الهي معصوم , وهذا ما فتح الباب واسعا لميدان التحرير لانتاج نجوم في طريقة تحضير سريعة , ورافقها عدد من الاصطفافات المشبوهة والنزول الى الشارع من بقايا مرتزقة نظام ارادوا ان يحجوا الى ميدان التحرير قبل فوات موسم الحج, لان ميدان التحرير اصبح محاكم تفتيش تُلقى فيها كل القاذورات السياسية للتصفية , بمعنى اعادنا المشهد المقدس لساحة التحرير كونه شهد انطلاق ثورة نحو الحرية , أعادنا بعد ما سُلبت إرادته , الى آفة العقل الجمعي العربي الذي تطربه الشعارات الرنانة ويختصر كل الملفات ويُغلفها بجملة مفرقعات تفريحية , على مستوى الشاب الذي رمى بوش بالحذاء ليختصر كل الجرائم بضربة حذاء وعلى مستوى نصر الله الذي يمطرنا صباح مساء بتفريحات جزء من ثقافة التفاعل مع الحدث بشكل يقنع النفس ويخدرها .
المثقفون كانوا اكثر القطيع انسياقا لمثل هذا التهريج , وان كل الكتاب والمثقفين والمفكرين والالمعيين ممن لمعتهم القنوات الفضائية مدحوا الثورة لكنهم لم ينسوا ان يلعنوا ثورة 52 وما بعدها , ولا ندري هل هو إنحناء امام الدكتاتورية الشعبية ام غناء وتطبيل وتزمير حسب هوى الشارع , كانت الدراسة النقدية للثورة واجبة على الاقل للاستفاقة من الخدر والعواطف الجياشة وحماية للثورة وتسجيل لشهادات تاريخية , الا ان الفضائيات لسبب أو لآخر فوتت على الجميع فرصة الرؤية الصحيحة , فكانت تلك الفضائيات تركز على مسألة تغيير الدستور وحل البرلمان وتستجوب الضيوف حول هذه النقطة, ومع الالمعية الظاهرة للمحررين الا ان احدهم لم يسأل ضيفا ,عن العلاقة بين الخبز والسكن وتحسين الخدمات بتغيير الدستور وحل البرلمان , وهل كانت الدساتير في الدول العربية إلا أدبيات ولو اخلاقية تسد رمق الجائعين والعراة وهل كان الناشطون السياسيون في عرضهم وطلبهم للفضيلة يلتحفون إلا بالدستور .
صورة اخرى من صور الثورة وهي رجوع راشد الغنوشي الى تونس ومع الاستقبال الحاشد له من قبل الاسلاميين الذين ارادوا اثبات الحضور والمباهاة الا انه كان خجولا في الانسياق الى حجم اكبر لمعرفته المسبقة ان تونس ليست تلك الارض الصالحة بعد لزراعة البذور الصفراء لذلك كان حذرا جدا ومتئدا في الاحلام , بخلاف الحفل الساهر الذي اقامه القرضاوي في جمعة النصر في القاهرة وأمّ مليونا من المصلين في محاولة لتعميم الثورة وتلحيتها وتجييرها لصالح الاسلامويين , واعطى اشارات واضحة للمراقبين لكنها غير واضحة لثوار 25 يناير بسبب ازدحام النصائح التي تلقوها وكثرة النجوم المتسلقين وارباك المجلس العسكري لهم , ويعني هذا غياب التصور الثقافي لدى الملايين من الثوار او عدم قدرتهم على الفرز , ويعني ايضا ان المزاج الديني لا زال يعمل وقابلا للانتاج ولا زال مقدسا حيث انسحب أبُ الثورة وائل غنيم مطرودا هو واعضاء من جمعيات قبطية من المنصة .
الواقع انه لم يحصل انقطاع بين الموروث الثقافي ديني او اجتماعي ملبس بالغيبي وبين المجتمع العربي حتى في فترة المد الوطني والقومي وابان مروره بالعلمانية والحركات اليسارية , وان خطوطا لازالت قائمة غذتها الحركات الاسلامية في حين غفلة من الزمن , مما أعادها الى الحياة بزخم وأسقط خيار العلمانية والليبرالية او خففها او بهتها او همشها لاسباب منها تخلي الدولة القومية عنها في معركتها مع الاسلاميين . وهو ما أغرى مفكريين كبار كانوا رواد التحديث والعصرنة الى الارتداد والانحناء لدكتاتورية شعبية جديدة , وأعطى اشارات خاطئة مربكة لاولئك الذين يريدون ان يفكروا , وهذا ما يجعلنا غير مطمئنين لظهر الثورة الثقافي والوعي .
مصر ذات 84 مليون نسمة أخرجتها البطالة والفقر والافتقار الى السكن الصحي و وسوء الخدمات والفساد وسوء التوزيع الى الثورة على النظام القائم, وهي أمراض ساهم النظام السياسي في قسط منها , ولكن ماذا عن النظام الثقافي ولماذا لم يحسب ولم يدرج في قائمة المطلوبين , ومتى يتنبه المجتمع الى هذا العامل ورجاله ومنتجوه كي تكمل الانتفاضة اهدافها ولا تتكرر المآسي , وماذا عن الجهات التي حَمّلت الشعب هذا الفايروس وذهبت الجموع الى الحاكم تطلب العلاج من هذا المرض .
مسالة الزيادة السكانية الرهيبة والتضخم السكاني في مصر كانت موضع اهتمام منذ حكم الرئيس عبد الناصر وجرت عدة دعوات وحملات للحد من الانجاب , وتكررت المحاولة في عهد مبارك مع حملة توعية رسمية للسيطرة على الانجاب والولادات .ومن البدهي أن فرص المواطن في الحصول على عمل وسكن ورفاهية مرهون بقلة عدد السكان او تناسبهم مع موارد الدولة , وان الدولة مع التناسب السكاني تستطيع توفير ما يلائم العدد من مدارس ومستشفيات وجامعات ووظائف ومرافق ترفيهية وخدمات افضل في النقل , ويساعدها كذلك على تقديم فائض تصرفه في خدمات ترفيهية مكملة , الا ان القيادات الروحية الدينية في مصر لم تتجاهل هذه الدعوات فحسب بل حاربتها ودعت الى حملات مضادة لزيادة الانجاب , مما اوصل عدد نفوس مصر الى هذا العدد فأفقر الجميع بحساب اقتصادي , وهنا أكل التخلف التنمية المفترضة والممكنة, وهنا اصبح التخلف عبئا على الاقتصاد شأنه شأن الحروب التي تستنفذ الموارد والاشخاص , وفي مفارقة اخرى تتعلق بنفس التوجه وتعزز مقولة الثقافي الهدام , يوجد في مصر 100000 مسجد على مساحة 46 مليون متر , وتتواصل المعارك الادارية والطلبات لاضافة 52 الف مسجد لتصل المساحة الى 72 مليون متر , في حين لاتوجد اكثر من الفي مستشفى في مصر , وموضوعات اخرى كختان البنات الذي يودي بحياة الكثيرات ويكلف الدولة أموالا طائلة .
فالحمولة الثقافية الثقيلة عبر هذه الفتاوي والتوجهات هي التي أفقرت المواطن وشردته وأفقدته السيطرة على العائلة وعلى ما تبقى من الفضيلة التي يحتكم اليها وقت الازمات , كما ان هناك عسر حياتي اخر يتمثل في عدم حصوله على الجنس لوقت متأخر نتيجة هذه الاسباب و تداعياتها مما يفقده ضاغط أخلاقي آخر. مع كل هذه الحمولات والامراض ذهب الى الدولة لتعالجه ويطلب منها المستحيل , وهي بدورها قد استجابت لرأي الدكتاتورية الشعبية وكي لا تظهر الدولة بمظهر المحارب لله ورسوله عبر هذه التوجهات المدنية العصرية , فمات القرار وماتت الحملات .
عليه فمن يخطب في ميدان التحرير في المصلين ويدعوهم الى تقوى الله ماهو إلا وجهً ثانٍ للظلم والفساد وشريك فاعل مع الحاكم في الاستلاب والسرقة ويجب ان يرجم قبل الحاكم , لان من يتدخل من رجال الدين في سوق العمل سلبا كمنع وتحريم بعض المهن او ايجابا بالوصاية على التبرعات والجمعيات الخيرية لتشكيل مافيات دينية او بنوك اسلامية تسرق النشاط الاقتصادي الوطني وتنافسه من وضع مترف , هو من يقنن إنتاج العطالة , ومع الثقافة المتوحدة سيعيد انتاج مشاكل اخرى تنتج عطالة اقتصادية واجتماعية, لان جمهور العاطلين في مجتمع مزدحم متراصف في الطرقات يخلق اناس يعملون في المشاكل الاجتماعية يشرحونها ويفسرونها ويعقدونها وينقلب هذا الجيش الى مراقب للاداء الحياتي والسلوكي ومعطل له , ويعمل في التناقضات الاجتماعية مما يجعل المجتمع ينغلق ويختفي اكثر وتختفي كل الحريات امام مراصد هذا الجيش العاطل ومن هنا تكون الجريمة والشذوذ ومشاكل اجتماعية اخرى . هذه العطالة شكلت وتشكل مادة للتوظيف وضرب المجتمع. كما تخلق حالة تقليد سلوكي نراه بوضوح في المجتمع المصري وهو ظاهرة التجمهر والتظاهر وكثرة الاجتماعات والالتمام حول المواضيع . وهو ما بدا واضحا في الحشود التي ظلت متجمهرة في الساحات حتى بعد تنحي الرئيس والاستجابة للمطالب , وان وهج اللحظة التاريخية لم يفقد نشوته الى الان والخوف من ان يستمريء العرب التظاهر ويدمنوا عليه كعمل جديد يجلب الفخر والزهو وقد لايجلب الخبز , وفي هذا دلالة على ان الثورة في بعض اوجهها كانت ضد التهميش والقهر .
اوضح صورة تؤخذ عن قصر النظر والبراءة والسطحية التي شابت البعض ممن شاركوا بالثورة هو الاعتقاد ان النظام الجديد سيُمطر السماء ذهبا وان عصاه السحرية ستقلب الارض ,
نعم هناك خطأ في النظام السياسي الحاكم وخطأ كبير وفساد وسرقة وتكابر وليكن الاعتراض بحجم المسؤولية التي تجنب المجتمع من الذهاب الى المجهول , وهو ليس بحجم الخطأ الذي ستجلبه ثورة فيها من ترسبات الجرثوم القديم الذي سبب المرض حينذاك سنعيد انتاج المرض بتسمية ثانية مع احتياطات نظام سياسي اكثر يقظة واستغفالا. يجب ان يتحمل الثقافي بعض اوزار الفساد والارباك ومصارعة المدنية والتوجه الصحيح . الفساد مشكلة الانظمة وقبلها فهي مشكلة الثقافة والمناخ العام , وان الحاكم منتج ثقافي للمجتمع والبيئة وبامكان الثقافة ان تضبط فيه بعضا من السيستمات , كما ان الثقافة لديها العديد مما تعطيه للتغيير.
الثقافة بمعني الافرازات السلوكية والاجتماعية والعادات والتقاليد تعطي للحدث والتغيير نوعيته وثقله , ففي مصر حيث التاريخ له حساباته والجغرافية والثقافة والمرجعيات وتصفية الحسابات وحيث المترسب الديني المحمول بالتفسيرات والمعطيات والمحتقن والمفعل ل 60 سنة مضت له ثقله واثره , بخلاف دول صغيرة مثل قطر لاتزال الخامة الثقافية غير مغرية للتأصيل والتفصيل , ويؤثر في تونس حيث العيون كثيرة منذ زمن لاغتيال التجربة التونسية وهي ثرية وآخر ما تبقى في الشرق الاوسط بعدما استلبت تجربة اتاتورك في تركيا .
أنا كعربي افخر بالثورة وادعو الى تغيير الواقع الفاسد واربأ بنفسي ان أثور وفي كل مرة يُطِل الشيطان من جيبي ولا أراه .
أسامة غاندي
08-أيار-2021
26-آذار-2011 | |
02-نيسان-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |