إلى سيادة الدكتور بشار الأسد / المحترم
2011-03-27
سيدي رئيس الجمهورية العربية السورية المحترم ..
بعد التحية والسلام على سيادتكم وتمنياتي لكم بمفور الصحة والسعادة، أرجو أن تسمح لي سيادة الرئيس أن أتحدث إليكم بعيداً عن أية حواجز، أن أخاطبكم مباشرة.. لأن ما يدفعني اليوم لكسر الحواجز والتوجه إلي شخصكم الكريم مباشرة هو اقتناعي أن البعض من هم في مركز المسؤولية قد صمّوا آذانهم وأغمضوا أعينهم عمّا يعانيه المواطن السوري، وما يتطلبه الحفاظ على موقف سورية الوطني، وانشغل البعض منهم في تحقيق مصالحه الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمواطن.وهو ما أوصل الحالة في البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
وإن ما يدفعني أيضاً هو ذلك المزيج من الخوف الذي أخذ يتسلل إلى قلبي وقلوب السوريات والسوريين على حال بلادنا.. لاسيما بعد أن سالت دماء العديد من السوريين على امتداد ساحة الوطن، هذه الدماء الغالية التي سُفكت خلافاً لتوجيهاتكم وتعليماتكم .. والأمل بقدرتكم يا سيادة الرئيس على تضميد الجراح وتصحيح رؤية المسؤولين عن الأمن تجاه شعبنا بصفتكم طبيب عيون، وبقدرتكم أيضاً واعتماداً على محبة السوريين لكم على تجاوز الصعاب، وقيادة عملية الإصلاح والتغيير بشكل مباشر في هذه اللحظات المصيرية التي تمرُّ بها سورية. التي نريد لها أن تبقى صخرة قوية ومنيعة في مواجهة الأعداء.. ورائدة في إحداث الإصلاح والتغيير المرتجى بأقل الخسائر وأخف الآلام، إصلاح وتغيير بلا دماء .. تغيير يُحتذى به في دنيا العرب.
سيدي الرئيس.. لن أنكر أهمية القرارات التي اتخذتها القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والمراسيم الرئاسية التي أصدرتموها في المساعدة على تنفيس حالة الاحتقان التي تعيشها بلادنا ، إلا أن الأمور الآن باتت تتطلب شيئاً أكبر وأوسع.. تتطلب اتخاذ قرارات تاريخية من شأنها إنقاذ البلاد ومنعها من الانزلاق أكثر فأكثر في مسالك ودروب مظلمة.. وأسمح لي سيدي الرئيس أن أشير هنا إلى بعض تلك الإجراءات التي من شأنها أن تضع حداً لما يجري في البلاد والتي يأتي في مقدمها بلا شك رفع حالة الطوارئ التي لا تحتاج إلى لجان، بل إلى مجرد قرار، وثانياً إطلاق سراح جميع المعتقلين الجدد منهم والقدامي، وثالثاً تشكيل لجنة مستقلة من شخصيات معروفة بالنزاهة والاستقامة للتحقيق في هذه الأحداث التي ألمّت بنا جميعاً.. ومحاكمة كل من تثبت إدانته بأن له علاقة بالشهداء الذين سقطوا على امتداد الوطن في محاكمة علنية وشفافة..
سيدي الرئيس.. أعتقد أن تحقيق ذلك سيساهم فوراً في تنفيس حالة الاحتقان التي نعيشها، وسيسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بأمن سورية وأمانها، وسيفسح المجال أمام السوريات والسوريين في إطلاق حوار جاد وبنّاء حول مستقبل سورية المشرق.. ويأخذون وقتهم في دراسة وإصدار قانون عصري للأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات ينظم الحياة السياسة والمدنية والنقابية في البلاد على أسس قانونية منظمة تسود فيها لغة الحوار المشبعة بروح قبول الآخر، تنبذ العنف وتخوض حوارات سلمية تنمي روح المنافسة الشريفة نحو مستقبل أفضل لبناتنا وأبنائنا، وتشارك بقسطها في عملية الانفتاح الديمقراطي وفي التصدي لمهام البناء والتنمية ومواجهة ما يتعرض له الوطن من أخطار وتحدّيات، وبناء الوطن بحرية وديمقراطية على قاعدة مبدأ المواطنة بصرف النظر عن السياسة والدين والمذهب والجنس واللون والعرق..ومحاربة الفساد والفاسدين من خلال إصدار قانون يفرض على كل موظف أو مسؤول مهما كان شأنه أن يقدم عند تعيينه أو انتخابه أو تركه الوظيفة إقراراً عن ذمته المالية وذمة زوجه وأولاده القصر، وبيان مصدر الثروة أو الزيادة فيها حسب الحال. وإصدار قانون للإعلام يتيح وضمن الحريات الإعلامية، وضمان استقلال القضاء ورفده بعناصر حيادية ونزيهة وكفوءة... وكل ما يرى فيه الشعب السوري مفيداً في بناء سورية وتطويرها..
سيدي الرئيس . شعبنا في سوريا يتطلع إليكم بأمل كبير في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها بلادنا والتي نعتقد أنها لا تحتمل تشكيل لجان لدراسة بعض ما قررتموه، بل تحتاج إلى تداخل جراحي سريع من طبيب ماهر، ومن غير سيادتكم يستطيع إجراء هذا التداخل الجراحي السريع والحاسم في هذا الوقت العصيب.!؟
لكم منّا عاطر التحيات والأماني لما فيه خير سورية والسوريين..
المحامي ميشال شماس
عن كلنا شركاء مرسلة للموقع من الكاتب
دمشق 25/3/2011
08-أيار-2021
09-أيار-2011 | |
09-نيسان-2011 | |
27-آذار-2011 | |
07-آب-2010 | |
21-أيلول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |