موعد مؤجل
خاص ألف
2011-04-13
في هذا الصباح وقد أشرقت شمسٌ أبديةٌ تجدد كل يوم موعدها مع الكون .. في هذا الصباح اسمحوا لي أن أكتب رسالة إلى دمشق:
صديقتي الغالية:
أفتقدك هذه الأيام.. كنت أمس في شوارعك وساحاتك.. لكنك لم تأت على الموعد.. احتسيت قهوتي وحيدة أنتظر طلتك في كل لحظة.. لكنك وعلى غير عادة منك.. لم تأتِ!
هل أنت غاضبة مني؟ هل أنت حزينة؟ هل أعلنت إضراباً عن مواعيد الحب.. عن الساحات.. عن الازدحام.. عن الحياة....؟!
كنت في زيارة صديقة وقد خشيت العودة متأخرة, فسبقتُ موعد إسدال ستائر الشمس.. قالت الصديقة: الأفضل ألا تخرجي الآن.. ابقي هنا الليلة.. ثمة من يقول هناك تظاهرة في الطريق إلى بيتك!!
دمشق.. والله لم أعتد الخوف في شوارعك.. ومم عساني أخاف؟ من أهلك!! من فضائك!! من زوارك!!
خرجتُ أتحدى... كانت شوارعك فسيحة على غير عادتها.. سيارات قليلة ولا ازدحام.. لا أبواق تزعق.. لا بشر يتدافعون ويسرعون في كل الاتجاهات.. لا أمهات تمسك أيدي أطفالهن.. لا شباب ولا صبايا يملؤون مقاهي الأرصفة!!!
كل شيء طبيعي.. لا تجمعات ولا تظاهرات... وصلت بيتي بسلام وعند عتبة الباب يخرج صوت صديقتي من الموبايل مطمئناً على سلامتي..
بلى صديقتي أنا بخير.. وكل شيء هادئ أكثر من المعتاد..
يقيناً دمشق.. اشتقت لشوارعك المزدحمة.. للناس الطائشين الذين يتسللون بين السيارات .. للدراجات الهوائية التي تنبثق فجأة وتربك الحركة.. اشتقت أن أستقل التاكسي ولا أصل في الموعد المحدد بسبب زحمة المرور.. اشتقت للفوضى وأبواق السيارات.. وصفارات شرطة السير... اشتقت للشارات الضوئية الحمراء والخضراء.. اشتقت للحياة..
حين دخلت أحد مطاعمك المزدحمة غالباً بكثير من السائحين الأجانب.. صعقني ذلك الفراغ البارد.. كنت وصديقتي رواده الوحيدين!!!
قالت صديقتي مداعبة: هل رأيتِ.. لقد حجزت المطعم كله لضيافتك فقط!!
ضحكنا.. لكن ألماً سرعان ما محا ابتساماتنا..
أحبك دمشق.. اشتقت لك أكثر من أي وقت مضى..
فمتى تعودين؟!
سوزان ابراهيم
[email protected]
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |