FACE BOOK
خاص ألف
2011-04-17
بعد متابعة المسلسلات التركية التي صارت كالأفيون بالنسبة لمشاهديها و متابعيها ,و هم كثر بل كثر جداً, حتى في خضم الأحداث الأخيرة في البلد, فهم لا يفوتون عليهم أي حدث منها , وإن حصل يتابعونه في وقت الإعادة في اليوم التالي , أو على إحدى الفضائيات , وهم مثابرون في ذلك رغم المطمطة و سخافة الأحداث ولا معقوليتها , و التي تخجل الأفلام الهندية من معالجتها هذه الأيام على سبيل المثال , يأتي تواجد الفيس بوك في حياة الناس , و انتشاره بسرعة مذهلة , فإذا كنت جاهلاً بماهيته و ما عندك حساب فيه و لا تعرف التعامل معه إذن أنت خارج إطار الركب الحضاري
بعض القراءات و الملاحظات
- لعب دوراً هاماً وفعالاً جداً في التواصل السياسي و التحريض للثورة في بلدين عربيين شقيقين , مصر و تونس , و غير وجه التاريخ هناك .
- أداة تواصل اجتماعي فاعلة , فهو رخيص جداً و سريع أيضاً قياساً بكثير من أدوات الإتصال الأخرى .
- نمّا حس التباهي و التفاخر بكم الأصدقاء و كثرتهم لدى البعض , فهذا عنده ثلاثة آلاف صديق وآخر ألفان و هلم جرّا..
- التباهي بنوعية الأشخاص المضافين كأصدقاء , فإذا كان بين أصدقائك أدونيس مثلاً , أو رجال سياسة من تيار ما , أو رجال مال أو أعمال أو أحد مشاهير السينما أو التلفزيون فأنت ( واو ) مهم جداً ..
- أنت مكشوف للعيان و لكل من هبّ و دبّ , يعرفون عنك كل شيء , و ليس هناك من خصوصية إلا فيما ندر .
- يأخذ كثيراً من وقتك إن لم نقل كله , يسرقه في غفلة منك , و ترى أنك لم تنجز شيئاً سوى التنقل بين صفحات االبشر ( الأصدقاء ) لتلتقط خبراً ما أو تمر بصورة لأحد تعرفه , أو تصادف شخصاً لم تره منذ زمن بعيد .
على سبيل المثال , صديق حقيقي و ليس ( فيس بوكي ) قال لي مازحاً جاداً إن زوجته تمضي قرابة عشر ساعات على الفيس بوك , وإنها لولا الجوع و يقصد جوعها هي لما طبخت .
- الشبان الذين تتراوح أعماهم من العشرينات إلى نهاية الثلاثينات تقريباً يتعاملون معه طوال أربع و عشرين ساعة على موبايلاتهم الحديثة ( طبعاً أقصد هنا شرائح معينة من الشبان , مادياً و ثقافياً , و ليس الجميع .
- غالبية الناس المشتركين بالفيس بوك لم يسجلوا أسماءهم الحقيقية , ولم يضعوا صورهم الشخصية , و هذا ما أدى إلى إثارة الفوضى في قبول الصداقات و رفضها . فترى أنك تحذف عشرات الأصدقاء بعد أن تدخل على صفحاتهم و تعرف ميولهم و انتماءاتهم .
شخص علماني اضطر إلى حذف خمسين صديقاً بعد يومين من قبولهم وتجاهل عدداُ مماثلاً في اليومين التاليين . مثله فعل شخص متدين وآخر يعمل في مجال السياسة .
أحدهم قبل شخصاً بإسم آخر , اكتشف أنه طليق زوجته السابق إضافة إلى أنه أحد أكبر خصومه السياسيين .و إحداهن قبلت صديقة , اكتشفت بعد أيام انها المرأة التي خانتها مع زوجها و خربت عليها حياتها .
- في الآونة الأخيرة و في خضم الأحداث كَثُرَ ما يلي : يتصل أحدهم بآخر ليقول له , لماذا قبلت فلاناً صديقاً ؟ احذفه يا رجل , إنه مع السلطة , أو ضد السلطة , أو من جماعة فلان , أو محسوب على علان .أو أنه يعلق تعليقات ساخنة تضر بك و بعائلتك . وشخص آخر أقام الدنيا ولم يقعدها , و أصيب بخيبة أمل كبيرة و كاد أن يتبرأ و يتخلى عن ابنه فقط لأن الولد ( مو طالع لبوه - لأبيه ) فقد كتب ب - الستاتس - على صفحته مقولة تتضمن رأياً لا يتماشى و يتطابق مع مواقفه السياسية .
- أيضاً و ضمن ما حدث مؤخراً , كثُرت البطولات الحقيقية و المزيفة و المرجلة , و التغطية الإعلامية , كل على ليلاه يغني , و كل يريد اثبات وجهة نظره بأي وسيلة كانت و مهما كلف الأمر . و اختلطت الفروسية باللافروسية .
اسودْت صور و ابيضت وجوه , ارتفعت رايات و سقطت أخرى , انثالت شتائم و سباب و سالت دماء و كرامات على الفيس بوك .
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |