حَمامُ المدينة
2011-04-20
تكثر في هذه الآونة اتصالات الاطمئنان على أهل وأقارب وأصدقاء في هذه المدينة السورية أو تلك في ظل ما يجتاح الشوارع من قتل ورصاص طائش واختلاط الحابل بالنابل..
قال صديقي: ثمة سرّ صغير يمكّنني من معرفة ما إذا كان هناك حياة طبيعية في هذا الحي أو ذاك دون الاتصال بأحد.. قالها بثقة أدهشتني, فما ذلك السر؟
قال: يكفي أن أصعد سطح البناء العالي وأنظر إلى السماء..
حين عاد إلى مدينتنا الجميلة حمص.. أرسل لي رسالة قصيرة تقول:
لا حمام فوق كل أحياء المدينة!!
كان ذلك كافياً لأعرف كيف هو حال مدينتي الغالية..
****
في حمص أيضاً قصص قصيرة جداً.. لكن.. ما أطول عمر وعمق دلالاتها!!
في حيّينِ متجاورين ينشبُ عنفٌ وتخريبٌ.. (عمر) في الحي الغاضب خرج يحمل عصا غليظة .. على مسافة قد لا تتجاوز ال 500 متر يقف ( علي ) يحمل عصاً غليظة وقد تتحول كل منهما سلاحاً في وجه الآخر.
في مكان عملٍ واحدٍ يجمع (عمراً) و(علياً)... أبريق من الشاي تتداوله الأيدي و ضحكات تتلألأ..
كم من أمكنة كهذه نحتاج يا مدينتي الغالية!!؟؟
****
خائفاً يخبرُ أبو (عمر) صديقٌه أن ابنه الوحيد الغالي (علي) خرج في التظاهرات.. وقد يتعرض للخطر!
في البيت.. في غرفة مقفلةٍ يُجلَدُ (عليٌّ) بقسوة.
ولكن من يضمن عدم خروجه مرةً أخرى؟
يقرر أبو (علي) تمرير لهب رأس غاز السفاري على مؤخرة وحيده.
****
أبو(عمر) معتقَلٌ سابقٌ لدى أجهزة الأمن بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. بعد خروجه من السجن, تغيرت مرجعياته الفكرية وانحاز إلى اليسار التقدمي. يعمل أبو (عمر) جزاراً في أحد أحياء حمص المختلطة.
في ذلك اليوم وقف أبو (علي) الصديق الحميم لأبي (عمر) قربه عند باب دكانه.. ينظران معاً إلى تظاهرة صغيرة يحتشد أفرادها عند أطراف الحي.. رغم دخان الشواء المنبعث من (منقلٍ) عامرٍ.. تبادل الرجلان نظرات ذات مغزى.. أبو (علي) رجل أمن وعليه الحفاظ على ما هو مؤتمن عليه.. يتفق الصديقان على أمر ما.
ينادي أبو (علي) على زعيم تلك المنطقة التي تشهد التظاهرة.. يأتي الرجل مهرولاً محاولاً تثبيت (الشماخ والعقال) على رأسه, يقول بلهجته المميزة: تامِر أبو (علي) شنو تريد اعمل؟
يقول أبو (عمر) وأبو (علي): حاول تهدئة الحال.. لا نريد الشغب والتخريب.
يعود الرجل أدراجه. يراقب الصديقان مشهداً ساخراً مرّاً:
لقد قام أفراد العشيرة بضرب الرجل ونزع شماخه وعقاله.. فلاذ بالفرار.
****
وما زال في جعبة شهرزاد الحالة الحمصية الكثير من الحكايات الجديدة التي سترويها يوماً.
سوزان ابراهيم
[email protected]
خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |