الجِمالُ.. والخيول
خاص ألف
2011-05-18
يقول الخيميائي للشاب:
( بِعْ جَملكَ غداً, واشترِ حصاناً.. فالجِمالُ غدّارةٌ لأنها تقطع آلاف الخطوات دون أن تدعكَ ترى أي دلالةٍ على أنها مُتعبة, وفجأةً تخرُ على ركبها وتموت.. أمّا الخيول فإنها تتعبُ تدريجياً وستعرفُ دائماً الحدّ الذي يمكنك أن تطالبها به, واللحظة التي ستموت فيها)
من رواية الرائع باولو كويلو – الخيميائي-.
سأقول إن قطيعاً ضخماً من الجِمال كان يقود سفينة سورية في مراحل عدة, وقليلاً كان عدد الخيول الأصيلة.
للجمل رقبة طويلة, وثمة من يمتدح أو يشجع الصبر بتمثيل الصابر على عدم الكلام بأن له رقبة جمل ( مع كل طولها فإنها تتألف من سبع فقرات رقبية كما أي رقبة عادية ) أنا لا أنتقد الصبر بل المنافقين اللابسين رداء الصبر.
أولئك الجِمال الذين ساروا في القافلة السورية صمتوا (لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها هنا )
رغم أن التعب والوهن والضعف والتهرؤ قد اغتصب مفاصلهم, فظلوا يمشون دون إبداء أي دلائل تحيط القافلة علماً بأنها تكاد تخر أرضاً..
في القافلة المنطلقة مجدداً نحتاج إلى خيولٍ أصيلةٍ صادقة الدلالة, تعترف بمدى قدرتها على المسير المتواصل فلا تخدع ولا تنخدع.
أتذكر هنا حكاية البراغيث والقطرميز: فقد حبست براغيث في قطرميز محكم الإغلاق لفترة زمنية, ثم رفع الغطاء, لكن البراغيث ظلت تقفز إلى مستوى السقف الذي كان قد حدده الغطاء لها, ولم يشجع رفعه هذه البراغيث على الانطلاق أعلى أو الخروج.
التغيير عنوان رائع ومثير ومطلوب في كل شيء, إلا في المبادئ, لكن من سيقوم به؟ ما آلياته التنفيذية؟
التغيير ليس مجرد قرارات وقوانين.. التغيير إيمان وقناعة وضمير ومسؤولية. التغيير هو آلية تفكير.
مرةً أخرى: نحتاج خيولاً أصيلة تقود العربة ... نحتاج كفاءات لا ترضخ لسقفِ أي قطرميز.
سوزان ابراهيم- خاص ألف
[email protected]
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |