يا وطني لك الله
خاص ألف
2011-05-22
أفديك سورية
منذ بداية الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات وكل الأحداث في بلدي سورية، وفي كل مرة يسقط فيها أي شهيد شاب أو شيخ طفل امرأة ضابط جندي أو أي من أبناء الوطن مقصودا أو بالصدفة ، أسأل نفسي : لماذا يتطلب الأمر كل هذا القتل والدمار والذعر والحزن ؟!
إن كان من أجل الحرية والحوار والإصلاحات التغيير، لماذا لا يلتقون، يتحاورون، يتناقشون، ويتضاربون بالأيدي ويتعاركون ندا بند، وجها لوجه، كلمة مقابل كلمة، رأيا مقابل رأي، يسوون الأمور ثم يتوصلون إلى حلول ناجعة، لأنها بالتأكيد ليست أمورهم الخاصة،و ليست أمورا شخصية، إنه مستقبل بلد بحاله، وطننا سورية.
أسمع نقاشات وجالات الناس في كل مكان، وحين أتدخل كأنني أسمع لسان حالهم يقول: كم أنت غبية! إنها السياسة وأنت لا تفهمين فيها، ولا تعرفين دهاليزها. نعم هذا صحيح. لم أكن سياسية في يوم ما، ولم أتعامل مع السياسيين وجها لوجه، ولم أنتسب إلى أي حزب طوال عمري، ولكني ابنة هذا الوطن المعطاء الجميل،وجزء فاعل فيه مذ ولدت.
أتساءل دائما: ماذا يمكنني أن أفعل لأوقف شلال الدماء الذي يسيل كل يوم بغزارة؟ هل ألف جسدي بعلم بلادي وأتسلق إلى أعلى جبل قاسيون وأرمي نفسي لأتدحرج أمام مرأى الأعين واستقر في قاع دمشق عند موطئ أقدامهم؟ أو أتسلق خلسة سارية علم بلادي المرفرف دائما في ساحة الأمويين ثم أرمي نفسي من أعلاها؟ أو أحرق نفسي في ساحة المرجة كما فعل بوعزيزي في تونس؟
أنا هنا لا أتمرجل ولا أبيع بطولات وهمية بل جادة. ماذا يمكنني أن أفعل لأنقذ أبناء بلدي؟ لأن الكلمات لم تعد كافية، ولأن المزاودات الإعلامية في كل الأقنية والمناخات فاح منها العفن، وبدأت تثير الإشمئزاز، فالآخرون غير آبهين بنا وبما يجري يفعلون كلَّ ذلك بدم بارد ودماؤنا تغلي وتفور على التراب.
يا وطني لك الله
كل ما فتحت سلة المهملات لأرمي فيها شيئا تذكرت حادثة صغيرة وغير مهمة من وجهة نظر الكثيرين ولكنها مهمة جدا في نظري منذ سنوات أجريت لي عملية ما وطلب مني الطبيب أن أتابع العلاج في المنزل الذي كان عبارة عن إبر عضلية واقترح اسم امرأة تسكن قريبا من منزلي وبعدما أعطتني المرأة الإبرة أخرجت كيسا ورقيا كرتونيا لفت به الإبرة مرات عديدة ثم وضعتها في كيس آخر وربطته بمطاطة. وقد كررت ذلك في كل المرات التي زارتني بها. استغربت الأمر وسألتها عن سبب ذلك؟ قالت حتى لا تؤذي الإبرة أحدا قلت: تؤذي من؟ قالت: أؤلئك الذين يدخلون حاويات القمامة ويفتشون بها وقالت إنها تفعل الشيء نفسه مع علب السردين والتونة والزجاجات المكسورة وكل مايمكن أن يؤذي هؤلاء.
أحسست بالضآلة تجاه تلك المرأة متواضعة المعرفة والتي لم ترتد أي مدرسة وعجبت من أمرنا نحن الذين نسمس أنفسنا مثقفين نتعامل مع الكلمة وننثر مقولاتنا المنتقاة من أبراج عالية، نتفاخر بمعرفتنا، أراهن أن لا واحد منا يعمل كما فعلت هذه المرأة. هي تخشى أن يُجرح أحد يفتش في حاوية القمامة ومتثاقفون وسياسيون وحكام وأصحاب سلطة ونفوذ وأموال وكراس ورجال دين..... كل من موقعه يوقع أبناء البلد عامدا متعمدا رميا..
بالرصاص
أو بالإهانات والضرب
أو بالمقالات التحريضية الساخنة
أو بالمهاترات والخزعبلات
أو بالكذب الإعلامي والتلفيق والفبركة..
أو .. أو .. أو ..
يا وطني لك الله !!!!!
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |