كهنة الحرائق
خاص ألف
2011-06-01
**نقل ابن الجوزية في كتابه ( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) عن ابن أبي الدنيا حديثاً يرويه هذا بدوره في كتابه ( مكائد الشيطان) مرفوعاً إلى أبي أمامة عن الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله: إن إبليس بعد خلقه خاطب الحق فقال: " يا رب أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيماً فاجعل لي بيتاً.. فقال: الحمّام, قال: فاجعل لي مجلساً.. قال: الأسواق ومجامع الطرقات.. قال: فاجعل لي طعاماً.. قال: كل ما لم يذكر اسم الله عليه.. قال: فاجعل لي شراباً.. قال: كل مسكر.. قال فاجعل لي مؤذناً.. قال: المزمار.. قال: فاجعل لي قرآناً.. قال: الشعر.. قال: فاجعل لي كتاباً.. قال: الوشم... قال: فاجعل لي حديثاً.. قال: الكذب.. قال: فاجعل لي رسلاً.. قال: الكهنة.. قال: فاجعل لي مصائد.. قال: النساء!!**
اخترت هذا المقطع من كتاب وقع بيدي مصادفة وهو بعنوان " شرائع إبليس في شعر أدونيس" لصالح عضيمة والذي منع من النشر في سورية.
من وحي ذلك أقول: نفاخر نحن المسلمين بتاريخ ناصع وأمجاد لا تضارع.. وبإرث مازال يحكم قبضته الحديدية حول رقبة حياتنا اليومية.. ولكن هل لي أن أسأل: في ظل هذا الحكم الإسلامي المنير لماذا قضى ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلاً؟!
ولا أعلم طبعاً عدد القتلى الآخرين في حروب طاحنة هنا وهناك ما زلنا حتى اليوم ندفع فاتورة الدم الذي أريق فيها!
هل كان ذلك كله اقتتالاً في سبيل رسالة الإسلام؟ أم أنه كان صراعاً على السلطة؟
من أجمل ما قيل في تعريف الغرب للدين: إنه طريقة في التفكير
وأذكر أن أحد السوريين- ما عدت أذكر اسمه- دعا إلى اعتبار الطوائف الدينية مدارس فكرية.
أليس في الفلسفة والنقد والفن والأدب والموسيقا مدارس.. كالسريالية أو البنيوية أو التجريدية أو ...... فلماذا لا تكون هذه الطوائف مدراس فكرية تتعامل مع الدين أو لنقل مع القرآن بطرق مختلفة.. تفسر وتجتهد وتحلل وتحرم بناء على طريقتها في دراسة النص.
كيف لأي شخص فينا أن ينتمي إلى ما يسمونه أقلية وهو سوري!!
من اخترع هذا المصطلح؟ هل الأمر مرهون بعدد أتباع هذه الطائفة أو تلك؟
إن الفسيفساء السورية الرائعة تحتاج وبقوة لكل لون فيها, لكل قطعة مهما بلغ حجمها وأبعادها وشكلها.. إن أي خلل بسيط سيودي بجمال اللوحة المكتملة, ولا فائز في نهاية المطاف إلا اللوحة الكاملة.
أحمّل مسؤولية ما حصل وما قد يحصل لهذه اللوحة الجميلة- سورية, لكل صاحب قلم متشنج.. لكل عدسة متشنجة.. لكل متظاهر متشنج.. لكل عنصر أمن أو جندي متشنج.. لكل سياسي متشنج.. لكل مواطن متشنج.. وقبل كل ذلك لكل رجل دين متشنج يوزع علينا الفتاوى وهو قابع خلف لحية ورداء ومسبحة...
كي تبقى سورية وطناً جميلاً سالماً ومسالماً.. ينبغي على قباطنة المرحلة القادمة أن يؤسسوا للدولة المدنية الحقيقية.. وأن يفصلوا الدين عن السياسة... وأن يكون القانون سيد الجميع..
أحترم وأجّل وأقدر كل صاحب إيمان مهما كان طالما هو ينبذ التفرقة والتكفير.. أحترم وأقدر أي دين ينادي بالمحبة والإخاء..
وأرفض قطعياً كل من ينصّب نفسه أو طائفته وكيلاً حصرياً لتوزيع صكوك الغفران ومنازل الجنة.. لقد تطاول البعض حتى على الله حين ادعوا لأنفسهم ما ليس لها.. فإن كان اليوم الآخر والقيامة والحساب والصراط المستقيم والجنة والنار حقيقة, فأعتقد أن الله لم يولِّ أحداً علينا ليكون الحاكم بكفرنا أو بإيماننا.
الدين في عمقه علاقة فردية حميمة وخاصة جداً بين عبد ومعبود.. فمن أين طلع علينا أصحاب التكفير والتفريق والانقسام.. كهنة الحرائق؟!
سوزان ابراهيم- خاص ألف
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |