صباحيات
خاص ألف
2011-07-06
*1*
الشوارعُ التي غابتْ طويلاً عن الوعي
الشوارعُ التي اغتيلتْ.. خُدّرتْ.. أُخرِستْ.. سُحِقتْ..
الشوارعُ التي لم يبقَ في أفقها غير رغيف خبزٍ تلاحقه
الشوارع التي استفاقتْ الآن
تريدُ أكلنا جميعاً
فهل تكفيها دماؤنا طبقاً رئيساً بعد طولِ جوع؟!
الشوارعُ التي ستأكلُ نفسها
قبلَ أن تصل الأسلاكَ الشائكة المحيطة بحراس التخدير!
*2*
المراتُ الأولى:
صرخةٌ أولى.. صورةٌ أولى.. كلمةٌ أولى.. خطوةٌ أولى..
حرفٌ أول.. سطرٌ أول.. مقعدٌ أول.. صديقٌ أول.. صديقةٌ أولى..
حقيبةٌ أولى.. دفترٌ أول.. كتابٌ أول.. قصةٌ أولى.. روايةٌ أولى..
نظرةٌ أولى.. دقة قلبٍ أولى.. حبٌّ أول.. موعدٌ أول..
فنجان القهوة الأول.. يدٌ بيدٍ للمرة الأولى.. حريقٌ أولُ في غابات القلب..
لمسةٌ أولى.. قبلةٌ أولى.. عناقٌ أول.. احتراقٌ أول.. رعشةٌ أولى..
طفلٌ أول.. شمعةٌ أولى.. عيد ميلادٍ أول.. سنةٌ أولى..
كلُ المراتِ الأولى.. الخبرات الأولى.. الطعم الأول: مغامرات أولى.. اندهاشات أولى..
وكل ما يليها تكرار ممل فقط.
*3*
أي حياةٍ باردةٍ هذه التي لا يتزعزعُ خط السائر فيها عن استقامته؟!
أي حياةٍ مملةٍ هذه التي لا يرتفع خطها البياني ليلتصق بزرقة السماء..
أو ينحدر هابطاً ليمسكَ بأصابع الشيطان؟!
أي حياةٍ هذه التي لا تخضّنا حدّ الرعب.. ولا تبهجنا حدّ الموت؟!
عند خط النهاية.. حين تنظر خلفكَ ما عساكَ ترى؟
سترى سهلاً منبسطاً غبياً ساذجاً.. لا وديان خطرة.. لا جبال صاعقة..
أي حياةٍ هادئةٍ عاقلةٍ هذه التي نعيشها.. حين نضع كل فعلٍ.. كل قولٍ.. كل فكرةٍ في ميزانٍ لمنحها سمة عبور؟!
أي عمرٍ هذا الذي سنقضيه مجندين في كتيبةٍ ميدانية.. كمهندسي ومفككي ألغام؟!
عند خط النهاية ما عساهم يقولون عنك؟
*رحمه الله كان طيباً.. مهذباً... مخلصاً .. عاقلاً..
ولن يتذكر أحد أن يتهمك بالقتل..
لأنك قتلت طفلة روحك.. وخنقتها تحت أكوام الأعراف والتقاليد البالية.
سوزان ابراهيم- خاص ألف
[email protected]
08-أيار-2021
17-آب-2011 | |
10-آب-2011 | |
03-آب-2011 | |
27-تموز-2011 | |
20-تموز-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |