لأرى كيف يفكر وبماذا يفكر بعض الشباب من أبناء بلدنا، وما هو هاجسهم طلبت من بعض المقربين مني وأكثرهم من طلابي، تتراوح أعمارهم بين 18 و 20 عاما أن يكتبوا ما يشبه اليوميات ولم أحدد لهم لا الكمية ولا النوعية. قَبِل بعضهم وبشق النفس أن يكتب. ولم أغير بصياغة النصوص الصغيرة إلا بتعديل بعض الجمل وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية والنحوية. وهذه بعض منها:

محمد:

دائرة مغلقة، جمعة سبت، وسبت وجمعة.
الجمعة مظاهرة احتجاج، انتشار رجال الأمن و شبيحة قبل ساعات تحسبا، اعتقال وقتل واستشهاد.
السبت تشييع شهداء ترافقها مظاهرة يلحقها قتل واعتقال.
من ينادي بالحرية لا يتعب ولكنني أتساءل ألم يتعب رجال الأمن من هذا الواجب المقيت.

رهام:

كنت أتناول الآيس كريم مع صديقتي هبة حينما سمعت عن مجاعة الصومال كنت اعرف أن هناك مجاعات في العالم ولكن حينما رأيت هياكل عظمية لا تستطيع الحراك والتنقل، ولا تقدر أن تكش حتى ذبابة عنها انفجرت ببكاء وتشنج جسدي، وأفرعت كل ما في معدتي.

إبراهيم:

يتمسك كل طرف بموقفه ويتقاتل الفريقان كل يدافع عن رأيه، سألت والدي لماذا هذا الكرسي مهم؟ قال والدي إنها السلطة ونفوذها، إنه إغراء قوي لا يمكن التخلي عنه بسهولة. تساءلت بيني وبين نفسي ماذا يعني ذلك هل يبيدون الشعب ويبقون في السلطة ويظل الكرسي.

هبة:

لماذا يريد المصريون محاكمة حسني مبارك في هذا العمر؟ ألا يكفي أنه اعتقل مع أسرته وأعوانه وحرم من أمواله وأملاكه؟ القتال على محاكمته لن يفيد شيئا برأيي إلا إذا كان درسا لمن تسول له نفسه باللعب بأموال وحريات الشعوب.
أظن أن على الشباب الثوار المحتجين والمتجمعين بالساحات أن يتوقفوا عن النزاعات ويبدأوا ببناء بلد ما بعد الثورة.

نوار:

الربيع العربي مشبع بالأحمر
الربيع العربي ينبت كل أنواع الورود
والأزهار الجديدة
وشقائق النعمان تحتل المرتبة الأولى.

سامر

لا أفهم لماذا يتمسك معمر القذافي بعنجهيته وصراخه الذي يبثه على شاشات القنوات الليبية لماذا لا يرحل؟ ولو فرضنا وهذا من سابع المستحيلات أنه أمسك بزمام الحكم من جديد كيف له أن يحكم كل أولئك البشر الذين قالوا له ارحل " ارحل " أي أنه غير مرغوب فيه من قبل الملايين فليرحل..... ماهذا العناد !!!!!

منار

فجأة نشعر بأنفسنا مقحمين بالسياسة إقحاما، عمري عشرون عاما، وجدت نفسي وللمرة الأولى أحاور وأناقش وأدافع عن مواقف لم أكن أجرؤ على التحدث بها بينما أمي خائفة تقول لي : سوف تذهبين بنا وبنفسك للمجهول.

آلاء:

لم أكتب يوميات في حياتي ولكنني كتبت للمرة الأولى في دفتري الصغير:
أحلم بجزيرة بعيدة كل البعد عن الدم الذي يراق في كل بلداننا العربية ظلما. أريد أن ابتعد عن الظلم والقهر والسجن والقيود، أنا جبانة ولا أفهم بالسياسة ولكنني أعشق الحرية لي ولغيري.

**********
ما كتب هنا كان فقط بإيعاز مني وطلب دون الإيحاء لأي منهم بأية فكرة