هلوسات معتقل
خاص ألف
2011-07-26
ما سرّ هذه التجربة؟ كيف غيّرت طرقَ تفكيري وحياتي؟ أهو الحذاءُ العسكريُ القابعُ فوقَ رأسي من يمتلكُ مثلَ هذهِ السطوة؟
لا أذكرُ عددَ المراتِ التي غبتُ فيها عن الوعي في تلكَ الساعاتِ القليلةِ التي أمضيتُها في ذلكَ المكان؟ لكنني أذكرُ "سطلبن" من الماءِ الباردِ أيقظاني.
كيفَ هو شكل ذلكَ المكان؟ لم أعرف. عيوني مغمّضة، يدايَّ مقيدتان خلفَ ظهري. تآوهاتٌ وصرخاتُ ألمٍ من كلِّ مكانٍ تنخرُ في رأسي، توجعُني أكثرَ من الضرباتِ التي تلقيتُها. كم هو سهلٌ التعذيب مقارنةً بما تسمع، أو ترى.
تلقيتُ الضرباتِ هناك لدرجةٍ لم تعد تعرف بما تُضرب وأين. لاحقاً (بعد أن خرجت) اكتشفت أو تذكرت بأنّهم يضربونَ في كلّ الأماكنِ التي من الممكن أن تخبأ تحت الثياب، كالظهرِ والبطنِ، يضربُونها بالعصي والكبلات والأحزمة وأشدّ ما يوجعُ هو الخصيتين، أيريدون قطعَ نسلي؟
وفي الوجهِ والرأسِ تسلية خاصةٌ لهم، يريدونَك أن تشعرَ بالإهانة، فكم فعسوني تحت أقدامَهم وكم شاطوا رأسي وكأنّه كرةٌ يسهل ضربُها. ومن جملةِ ما أذكر هو اختلاف روائِح أقدامهم. ففي السيارة وهم يضربونَك، تشمُّ رائحةَ العفونةِ من أرجلهم، يا لها من مقرفة. وفي غرفة التعذيب تستطيع شمّ العرقِ والحقد، أما رائحةُ أرجلِ الضابطِ، فهي مختلفة لا عرق ولا عفن ولا شي سوى رائحةِ الدمِ والعذابِ والقهر.
يتسلونَ بطرقِ الضربِ والتعذيب، هي رياضةٌ خاصةٌ، يلكمونكَ ككيسِ الملاكمةِ، ويضربوك بالعصي كما كرة البيسبول يشوطونك كما في كرة القدم، ويتقاذون جسدكَ بين أيديهم ككرةِ السلة.
كلماتُهم هي شتائم، ولا شيء غيرَ الشتائم، يمارسونَ هذه العادة بكل أريحية، ويتفننون بها، كدتُ أن أصدق بأنّني عرص، وبأنّ أمي شرموطة من شدة ما ردّدوها على مسامعي. أيعقلُ يا أمي؟ إنّهم ينجسون طهارتكِ بأفواههم القذرة.
دلير يوسف
Dellair You-ssef
رئيس تحرير مجلة بدنا حل الإلكترونية
08-أيار-2021
26-شباط-2014 | |
27-آب-2013 | |
31-تموز-2013 | |
20-أيار-2013 | |
06-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |