I
ابتهالٌ للجّسد.. صمتٌ لنَفَسُكِ لحظة اختلاطهِ مع القهوة.. حيثُ كنتِ.. كانت أَنايَ تعزفُ لكِ على وترٍ نصفه مقطوع.. تعاريج الإسفلت التي تدلُّ عليكِ.. تدوسها الآن جنازيرُ المدرّعات.. أيُّ فصلٍ من فصولِ السّكون نعيش..؟ لا القِّيامةُ تأتي.. ولا الرِّيحُ تجدُ الاتجاه.. بضعُ قوافل يكسوها الأمل.. تعيدُ الصَّمت إلى لحظةِ الكَّلام.. افتراضٌ عبثيٌّ يُرشدُني إلى حُجرةِ ملابسكِ.. استنشقُ منها.. مايروي ظمأ الذَّاكرة من رائحة تعرُّقكِ.. منتهكاً ما استطعتُ من دروبِ الوقت.. لتتماهى لي لحظةٌ استدراكيَّة.. أُيقنُ أنَّ اللقاء ليس سوى 4X4 = 4.. وعند خلق الافتراض.. صرخَ أحدهم: جميع الطّرق غير سالكة بسبب تراكم الدبَّابات.. وإذ أنَّ الحاضر يتّكأُ على الماضي.. فإنّي أتَّكأُ على ما استطعتُّ سرِقتهُ من حُجرةِ ملابسكِ.. مرَّة ثانية أسقط في حقلِ ثيابكِ والمجاز.. ومرَّة ثانية أسقط في عبثيّة أنوثتكِ.. والموت بطلقة قنَّاصٍ طائشة.. وبعد كلِّ نهوض من السُّقوط.. والعودة إلى الأخبار.. أدركُّ أنَّكِ قيامتي...
II
عدَّلتَ بندقيتكَ وصوبتها إلى حُنجرتكَ، تذكَّرتَ أنَّكَ لن تجرؤ على الانّتحار، عُدْتَ مُهروِلاً إلى وسادتكَ، لتُضمِّدَ جرحك بذيل الثَّعلب، هيَّأتَ لنفسكَ الرَّحيل، وعند أوَّلِ مفرق مرَّت فوق جسدكَ حافلةٌ.. تلاشت.. بعد دهسِكَ.. هكذا صعدتَ إلى الله بثيابٍ ممزقّةٍ.. وأنفٍ كثيرُ السَّيلان.
III
أُسمِّي التَّدوينَ صفة الإنجابِ الحرفيِّ للمعنى، يندَّسُ بين أضلاعِ الحرف.. جسدكِ؛ جسدُ الخطيئة الأولى للخلقِ، أهوي بجسدي على الأرض، وجسدكِ يزيحُ الغيمَ عن الكوكبِ الشَّمسي، صَوَّرَ جسدُكِ الغيم، كانعزالٍ أرعن، لم يستطع الحبرُ يوماً شتمه. وبين الكائنِ كسيدِ التَّناسل المنهوبِ بأسلافِ التخيُّل المتوارثِ، والجَّسد المكبَّلِ بسلاسلِ العفَّة، تسقطُ نيازكُ شهوتكِ على الأريكة، ماكان يجب أنّ يعطى للجَّسدِ، إلا جرار الفضحِ، الاستدراكِ، التَّصحيحِ، التمَّاثلِ، اليقين، وحدهم أسيادُ الإنصافِ الأوَّلِ لجرارِّ الحكمةِ الجسدية، في فضاءِ التَّنامي السَّلبي، للجَّسدِ.. كوريثٍ أزليٍّ للمعصية، قربان الرَّبِ الدَّائم.. إلَّه التَّوثين، والتَّكامل، مهادنُ السَّكينة، سليلُ الانعتاقِ السَّريري، عِصبَّةُ التَّعريصِ.. الانحلالِ.. الفتنة.. الوريثُ الشَّرعي لسلالة الله الكونيَّة، الكونيّ المقيَّد بالتَّوارثِ، والمضمونِ الأوَّل ِلتصريفِ التَّاريخ اللانهائي، الموثَقُ بالسَّلاسل الكونيَّة لميلاد النَّهد، متجاوزاً الشِّفاهَ بغطرسته الشَّبقيَّة. هكذا أمسُّ بشفاهي حلمة نهدكِ الأيسر، وأتركُ للأيمن حرِّيةَّ الانتصاب.. أمسُّ بيدي مساماتَ جسدكِ، وأحلِّلُ كلَّ زاويةٍ منه.. في مختبراتِ التَّكوين الثَّاني للعدمْ، وينفردُ التَّكوين الأوَّل بتدوينِ عدميَّة جسدكِ. إفرازٌ للعزلةِ، والتَّلوي على جدرانِ الشَّهوة، ساقطٌ على منحدراتِ جسدكِ، لألهو بأدقِ تفاصيلهِ، إثارةً، وعفةً، لا علم لي، إلا بمكائدِ الحيرةِ المتحيِّرة بكِ، وإذ أنَّ العدمَ يفترسني حين أصِلُ منكِ.. إليَّ.. أُصبحُ حالماً، بالالتواءات.. والانكسارات، والهزائم.
VI
الطَّريقُ الذي يقودُ الخُطا.. عمَّدتهُ الدِّماء.. سقطَ أحدهم برصاصةٍ خاطئة.. وأثناءَ التشييع سقط شقيقه بالخطأ.. سهواً أُطلقَ النار.. وضحايا التشييع سقطوا بنيران صديقة.. أيُّ مشهدٍ دمويّ يقودنا.. وأيُّ متاهةٍ تنتظرنا.. إننّا نسير على صراط الجحيم.. والدِّماء ترسُّم فانتازيا الأرق..

m.hhloutfi