الفتاة صاحبة الحذاء الأحمر
خاص ألف
2012-05-25
منفردة
وحدكَ، وما كنتَ وحدكَ. تغازلُ المعنى، تمضي في محيطكَ، تبحثُ عن فرارٍ داخلي، السّوط يخيط جرح جسدكَ. وحدكَ، تَذكرُ لفافة تبغكَ، موسيقاك، قارئك المفضّل، صوت بائع الخردوات، حين يحثّك على بيع مقتنياتكَ الأثرية. وحدكَ، عاطلٌ عن العمل، تَذكُر: صراخ البقّال، بائع الخضار، الحلاق، السبّاك، موظف الكهرباء، الماء، الهاتف، الكتاب المهمل على الطاولة، صاحب البيت القديم. وحدكَ، خرجت تصرخ، وحدكَ كنتَ بين الجميع.
أبيض
الكفن. صرختُ الأمّ الثكلى، العين المحدّقة في الهدف. ناصية العلم الذي لم ينكّس منذ خمسة عشرَ شهراً، الدّمع الملازم للعين المزروعة في سطرٍ كتب عليه النشيد. الشهيد رحلة في ساحة بيضاء، وطن أبيض، الأبيض يحتضن أرضك.
طوق نجاة
كالمشنقة، نسير مبتوري الأرجل، نقلِّبُ أيامنا على عجل، عائدون في المساء إلى سرير، بلا أقدام. «أبانا الذي في السماء ما بعد السابعة، أنقذنا».
كولاج
صُبِغَ الرصيف بالأحمر، الفتى ينزف من جسده الأحمر، الأحمر على زجاج السيارة، غنى المغني« بالأحمر كفناه»، الجريح يبصق الأحمر، الشهيد تعمد بالأحمر. هل وجدَ أحدكم الحذاء الأحمر بين الركام..؟
صرخة
الكهرباء المقننة. ممدداً على السرير، تحاصرني الذاكرة بكِ. هكذا أَعبثُ معكِ، كيفما أشاء، متأثّراً برائحة شعركِ، تُعجبني رائحة أصابعكِ، وحساسية وجهكِ الزائدة. يومها كانت الصدفة عكس المجاز، والرطوبة أكثر من المتوقع. إعجابي بمجازك يجعلني أكثر خيالاً. مثلاً: كأن تطردني زوجة أمّي من المنزل، أو أصبح سفيراً للنوايا السيّئة، أو أقبِّلكِ من فتحة أنفكِ اليسرى... المجاز معك شرمطةٌ عبثية.
أصوات التكبير تقطع التسلسل الزمني لصورتكِ. آهٍ عليكِ، عليَّ، على بلدي. راكضاً إلى النافذة، الهتاف يتحرش بصمت السماء " الله وأكبر.. حرية" اللاشعور يحثّني على مصادقة الغريزة، هكذا أجد نفسي أردد معهم" سوريا وأكبر.. حرية".
منزل
صورٌ صغيرة بحجم أصبع طفل حديث الولادة. أمٌّ تُعيد ترتيب الوسادة، تُفكِّرُ سراً في وجبة اليوم المسائية. صوتٌ قويٌ يهزُّ المكان، الزجاج يتطاير، الطفل يبكي صمتاً، تلمس الأم بطنها. عند السُّرَّة حركة غريبة، الطفل يرفض الخروج.
حمص
المصادفة. لعنة الملل، الخيط الممدود أسفل القميص، اليد اليمنى، العين ذات الحاجب المجعد، السير على منتصف الطريق، السيّارة ذات اللون الأبيض، إصبعي الذي لا يفارق فمي، الأشخاص المجهولين، الثياب الداكنة، الشاخصات المرورية. على أحد اللوحات الزرقاء كتب: حمص 153 كم.
عادات سيئة
أتعلمين يا أمي..؟
لم يكن الزمان، المكان جباناً أبداً.. لكن الأفعال "خَافَ، صَمَتَ، سَكَتَ، هاجرَ.. إلخ" الموروثة من اللغة، والمستخدمة في الماضي، هي من علمنا هذه العادات السيئة.
08-أيار-2021
31-تشرين الأول-2012 | |
25-أيار-2012 | |
10-أيار-2012 | |
30-أيلول-2011 | |
20-آب-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |