عزف على الوتر الثامن –7–
2011-08-07
1 - امرأة من عسل
تغزل خيوط العسل على إيقاع غريب, تنسج منها شرنقة, تصبح امرأة داخل شرنقة!!
عند الفجر تطير تسبق ميلاد الشمس, خلفها سرب عصافير البياض, تطلق غناءً بطعم القرنفل..
قبل الظهر تدخل غيمة من شبق الياسمين, تصعد فوق صهد الشمس على بساط ريح بعيده, تأخذ بعض راحة.. حتى إذا زحف العصر تتهادى مثل موج نعاس.. تهجع في وريدي بين الرغبة الاشتهاء.. تهمس:
- هل أدركت السر يا أنتَ؟
- أنت من يمتطي نبضي!!
تضحك.. تصهل.. تطبع بين عيني قرصا من عسل.. تقول:
- هل أدركت معنى القبل؟
حدثتني ذات قبلة, عن جدتها العتيقة, أن شغالات النحل جمعت رحيق أزهار الربيع, وأودعته في بطن صخرة عند خاصرة الجبل.. مرت عليه السنين تلو السنين فصار الرحيق اكسير عسل, ويوم هبطت على الأرض امرأة من مدار الحمل.. وقفت على الصخرة فتفجر تحت قدميها نبع العسل.. قلت:
- هي أنتِ إذن؟
فردت شعرها موج ليل مخملي.. قالت:
- امتطي موجي يا فتى..
وطارت تسبق حلكة الليل برجفة وتر.. هتفت:
- هيا إلى عتبات الرقص..
فرقصنا عند عتبات اللهفة والشوق, وعبرنا رجفة الرغبة قبل الهيام, فانهمر على مساحتي فيض من عسل.. أخذتني بين نهديها ..صهلت:
- هلا ندخل بوابة الوجد يا فتى!!
2 - بوابة الورد
حدثني جدي الأول عن سر الدخول إلى مملكة الورد قال:
يقف عند بوابة الدخول ملاك يرصد الوافدين من أركان الدنيا, ينظر أسفل جلد الكتف الأيسر للرجال وأسفل الكتف الأيمن للنساء, فإذا لاحت له الإشارة يفتح البوابة, وحدثني جدي عن رجل ظل انتظر عند البوابة عدة قرون, وفي يوم سأل الملاك مستعطفا أن يفتح له البوابة, فقال له الملاك:
- لا يدخل البوابة غير الموشومين!!
- وكيف تتعرف عليهم أيها الحارس الأمين؟!
- كل من يجلس القمر على وجهه يكون المسني, وتكون الخزامى موشومة أسفل كتفه الأيسر, وكل من رقدت نجمة بين عينيها تكون الخضراء, ويكون النعناع موشوما أسفل كتفها الأيمن..
ندب الرجل حظه فلا هو عرف الخزامي ولا تذوق طعم النعناع.. فجأة هلل الملاك:
- تُفتح البوابة الآن..
دخل فتى يحمل فتاة على خاصرته. أُغلقت البوابة واختفى الملاك, وهطلت السماء نساءً راغبات, أخذن يرقصن حول الفتى.. رقص الفتى على ايقاع الراقصات.. لهث ولهث.. حتى لهثت في خاصرته امرأة..قالت:
- كلهن أنا!!
- أنت كل النساء!!
- وأنت كل الرجال
وقيل أن الرجل الذي ندب حظه اختفى عشرة قرون وعاد يحمل على خاصرته امرأة من قرنفل, يوشوشها هل يفتح لنا البوابة ملاك الأشواق!!
3 - في سفر الحوت
عثر على سفر قديم جاء فيه:
أن الحوت قبل أن يبتلع يونس بدهور, بلع امرأة يقال أنها رضاب, ورجل يقال أنه المنسي, وانه حملهما في الماء مئة عام, ثم قذفهما على شاطئ يابسة مهجور فصرخا:
- لمن تتركنا يا حوت
- انتظرا.. أعود بعد عام..
وجاء في السفر أن الحوت عاد حاملا على ظهره رجالا ونساء هبطوا عراة فرحين, يهتفون:
- أين أنتَ يا منسي.. أين أنتِ يا رضاب؟؟
- من أنتم؟ ومن أي ارض أتيتم؟
- نحن من نسل آدم وحواء, أتينا من أرض حل فيها الخراب وتفحمت فيها القلوب..
- وماذا تريدون؟
- شكونا أمرنا للحوت فجاء بنا إلى هنا, وقال لنا من لا يزور جزيرة الورد, يقضي العمر يتخيل الحب ولا يعيشه, ويموت على عطش للحياة!!
حمل المنسي رضابا على خاصرته ونظر إلى السماء.. قال:
- ماذا ترون؟
- قمرا يحضن نجمة
- هيا إلى الرقص أذن..
4 - الساكن فيه
جلس المريد بين يدي الحكيم تتقاذفه الرجفة بين الزهو والحسرة.. يشرب دمعته قبل أن تهبط عن جفن العين.. أخذه الحكيم إلى صدره وأرهف السمع لوجيب قلبه.. همس:
- عاشق أنتَ يا فتى؟
- تاه قلبي والغيلان كثر في الطرقات..
- هل نالوا منها؟
- ليس بعد.
- هل أنت على ثقة يا فتى؟
- جئت أسألك حالي!!
- باتت الثقة ندرة في زمن الغيلان يا ولدي!
- ومتى تصبح الثقة يقين؟
- عندما يصدقك الساكن فيكَ
أشرق وجه الفتى وغادر المجلس قبل أن يرى المريدون امرأة ترقص على شفتيه..
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |