لـ"رودي" حكايته
خاص ألف
2011-08-19
وللمعتقلين حكايا، يقصونها على أطفالِهم إنْ هم عاشوا "دون عاهةٍ ما جراءَ التعذيبِ الشديدِ الذي يتلقونه" لينجبوا.
ولأهلِ هؤلاء وأصدقائِهم حكايا أُخرى، عذابٌ من نوع آخر. فكم من أمٍ انتظرتْ ابنها ولم يعد، وكم من حبيبةٍ نادتْ باسم حبيبها ليلاً، وكم تكثرُ هذه الكمْ هنا.
لعلّي أكتبُ هذا النص، بسبب أخبارٍ عن أصدقائي، هي ليست الأولى من نوعها، لكنها قد فعلتْ فعلَها بي. حيث أنني كنتُ قد سمعتُ سابقاً عن أحدِ أصدقائي قضى تحتَ التعذيب، وقد رأيتُ بأم عيني أحد الأشخاص الذين أعرف يموتُ تحتَ ضرباتِ العصي في الشارع، وكان قد صُور هذا المشهد وقد شاهده الناس جميعاً في القنوات الإخبارية. لكن كلّ هذا لم يجعلني أحنّ إلى أشخاص مثل الآن. كنت أقول دائماً بأنّه ثمن الحرية التي يجب أن ندفع، وبأننا سنفقدُ أشخاصاً من حياتنا. لكن اليوم ماذا عساني أقول، وأنا أفتقد رودي عثمان؟ ذلك الشاب الجميل، المملوء بالحب والإنسانية. رودي يا ابن أمي كم أفتقدك.
لم يتوقف الأمر عند رودي، فهناك الصحفي عمر الأسعد. لم أذكر أن التقيته يوماً دون أن أرى ابتسامته المفعمة بالحياة. يا عمر اشتقت إليك يا صديقي.
وهل أذكر البقية؟ يا إلهي ما أكثرهم، عاصم ومالك ورامي وليلى ووووووو ولن تنتهي هذه الواو قريباً.
لكن أشد من افتقدهم هو رودي، كان كأخي، فأمام من أبكي الآن؟ ولم أشكي ضعفي؟ كيف يا صديقي أستطيع أن أعمل في مشاريع تطوعية دونك؟ يا أيها العزيز، قلبي معك وروحي معك. أخرج قريباً أرجوك، لنكمل طريق الحرية التي خطونا خطوتنا الأولى على دروبها. أخرج لكي تروي لي ما جرى معك، كما فعلتُ قبلاً.
لمن سأوجه سؤالي؟ لا أعلم. إلى متى يبقون غائبين عنّا؟ وإلى متى سنظل نبكي فراقهم؟ ألا تباً لنظام يعتقل أنبل الشبان، وتباً لشعبٍ لا يثور في وجه مغتصبه.
08-أيار-2021
26-شباط-2014 | |
27-آب-2013 | |
31-تموز-2013 | |
20-أيار-2013 | |
06-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |