لم يكن لَيحدث
خاص ألف
2011-08-21
سلْبُكَ حريتك ليس في منعك من الكلام، بل أيضاً في إرغامك عليه .
أنسي الحاج
منذ بداية الإحتجاجات في بلدنا سورية، وخروج المظاهرات المطالبة بالحرية و الناس منقسمون، فأنت تسمع و ترى بالشارع و مكان عملك، في الباص..في الميكرو ..في التاكسي..في السوبر ماركت..في المقاهي ..في البيوت..في أي مكان ترتاده أو تمرّ به نقاشات و جدالات و خصامات، و الجملة القصيرة التي تختصر كل ما يجري ( أنت مع أو ضد ) مع السلطة أو ضد السلطة؟ تسمعها بشكل واضح و جهوري و ليس همساً أو لمزاً، فهذا موالٍ للسلطة و ذاك معارضٌ لها، هذا صامت و ذاك معتدل الرأي، هذا مع الحوار و يؤيده بكل ثقله و يراه السبيل الوحيد لإخراج البلد من أزمته بينما الآخر يرفضه رفضاً باتاً .
ولولا الشهداء الذين يسقطون يومياً وكمية الدماء التي تشرّب تربة الوطن بلونها الأحمر الغالي لكان الأمر يختلف .. فالذي يحدث شيء صحي للغاية و ما كان لَيحدث من قبلُ أبداً، فأنت لم تكن لتجرأ على التحدث بالسياسة إلا ضمن مجموعة أصدقاء صغيرة و مضمونة و بشكلٍ سرّي و بصوتٍ خفيض لأن الخوض بالسياسة و إبداء رأيك كان محظوراً و شبه ممنوع، تماماً مثل التحدث بالجنس و المرأة في مرحلة المراهقة يٌدار خفيةً و همساً خشيةً من آذان و أعين الأهل.
و قد كان للفيس - بوك دوراً فعالاً بالتواصل وإبداء الرأي من الجهتين، وقد امتلأت صفحاته بالآراء و الطروحات والتحريضات و الدعوات للمشاركة و المساندة لكلا الطرفين، و لكن الملفت بالأمر أنه إلى هذه اللحظة لم يقبل أي من الطرفين الرأي الآخر، الرأي الآخر مرفوض تماماً رفضاً قاطعاً، كلٌ يصمّ آذانه لأنه كما يعتقد هو على حق.
وأكثرنا لاحظ تلك الحملات التي تُشن على الفيس - بوك و باستمرار..مع أو ضد..بأن يٌفتح حساب لمجموعة معينة من الأصدقاء تنتقي أسماء محددة بعد أن تكون قد عملت مسحاً سريعاً لما جاء في صفحاتهم، فأنت ترى اسمك وصورتك اليوم مؤيداً،وبعد أيام ترى مجموعة أخرى مؤيدة قد مسحت بك الأرض أنت و عائلتك.و هذا ماحصل معي تماماً ،فقط لأنني أختلف معهم بالرأي ..فقط لأنني أطلب الحرية لأصدقائي و أبناء بلدي وبلدهم على صفحتي ليتحرروا من السجون و الاعتقالات و الإهانات أصبح عدوة و ( معارصة ) أنا و عائلتي، أنا أشفق على مثل أولئك الذين يعتقدون أنهم يصغّرون الآخر بالشتائم و بذيء الكلمات و التشهير به على طريقتهم السوقية ،بفعلهم ذلك يضعون هويتهم الهشة أمام ناظريك،و يصغّرون أحجامهم الضئلية بأيديهم .
أكرر هويتي دائماً و باستمرار : ( أنا سورية..سورية و ضد سفك الدماء ) ....
مديحة المرهش
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |