شباكها
خاص ألف
2011-09-10
شباكُها المطل ُ كربوة ٍ على صحراء
المفتوح ُ كحقل ٍ أمام الرياح
شباكها الذي يطل ُ على قلبي
المرتسم ُ أمامي كمرآة ٍ وحيدة ٍ
شباكها الذي تنبعث ُ منه ُ روائح ٌ شتى
رائحة ُ طعام ٍ وبَخور ٍ
وعطور ٍ أنثوية ٍ تتسلل ُ من الجسد المهجور
جسد ُ أرملة ٍ تنسى ضحكتها
في قارورة الصمت .
كل يوم ٍ أراها وحيدة ً في كونها الصغير
بيدين حالمتين وأصابع َ أرق ُ من الزهور
تعد ُ الطعام َ للعائلة .
السيدة تقضي حياتها كاملة ً
وصامتة ً خلف شباكها المفتوح
لا أدري كم من الأفكار تشتعل ُ وتخبو
في رأسها في النهار
وآناء الليل ِ
ولا نوع الرغبات التي تضطرم ُ
في جسدها الجميل
فكرت ُ أن أهديها باقة ورد ٍ تليق ُ
بمخلوق ٍ من دمع .
لم أرها ولو مرة ً واحدة ً
وهي جالسة تدخن ُ
أو ترشف بلذة ٍ قهوتها في الصباح
تقرأ لها صديقة ٌ ما طالعها
ربما كانت تقرأ طالعها في مرآة سوداء .
كانت ترتدي ثوبا ً من الدمع أسود
لم أرها تضحك ُ
لكني أتخيل ُ ضحكتها سوداء
في تناقض ٍ تام ٍ مع لون بشرتها الأبيض
أتخيل ُ الثلج يتكوم ُ
عند عتبة بيتها أسود
والهواء ُ الذي ينقر ُ شباكها كذلك َ أسود
أرى الشمس َ لا تشرق ُ إلا من شباكها
والقمر ُ حين يطل ُ
فمن شباك ِ غرفتها
ينظر ُ لي وأنظر ُ اليه ِ
ليس بيننا سوى النظرات ِ
رسائل َ حب ٍ نتبادلها بصمت ٍ .
عندما تنغلق ُ كل ُ الأبواب بوجهي
يظّلم ُ الكون ُ رويدا ً رويدا ً
وتنغلق ُ أفئدة ُ الناس ِ
يظل ُ شباكها وحده ُ
بحذر ٍ مفتوحا ً أمامي
وقتذاك يتسلل ُ عطرُها الأنثوي
بلا حذر ٍ الى غرفتي
حينها لا أدري كم من الأفكار المحيرة ِ
تومض ُ في رأسي الصغير
كم من الشموس تشرق ُ وتنطفىء
في ليلي الطويل
وكم من الرغبات ِ
تحيى وتموت ُ في لحظة ٍ واحدة ؟
شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا
خاص بألف
[email protected]
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |