العزف على الوتر الثامن – 10 -
خاص ألف
2011-09-26
ــ1 ـ يسبقها العطش
.. والوقت ملتبس بين تبادل المواعيد بين حضور وغياب.. يزحف الوقت نحو ميلاد ليل وموت نهار.. وأنا يا صاحبي محاصرة باليقظة حتى نخاع عقلي المنخول.. مشغولة عنكَ بكَ.. بينما طفلتي نور الأميرة, تتقافز من حولي تحتفي بحذائها الأبيض.. تنهل من وقت طفولتها بلا شبع ولا عطش..
كلما سرت يا صاحبي يسبقني العطش إلى حديقة ارتادها كلما أرهقني البحث عني.. فجأة رأيتك!! على مقعد وحدك تنتظر.. تقرأ بعض وريقات.. اقسم أنه أنت..
هتفت أناجي فرحي وسروري.. "يا إلهي دائما يحضر بلا ميعاد.." واندفعت إليك أضبطك متلبسا.. لكن الرجل فوجئ بي, أم فزع مني لا ادري.. وقف وعلى شفتيه ابتسامة ميتة, ووريقاته الصغيرة انتحرت عند قدميه.. صار المدى بيننا اقصر من شهقة صدر..
كنت أنت.. أقسم!!
لم تكن أنت.. وأقسم!!
ووجدتني الهث وارفع هاتفي..
- آلووووووووووووو.. هل نهضت من النوم
- نعم.. هل عدتِ من السوق.. انتظرك.
وخرجت من الحديقة على عجل.. وسؤال نور التي تعدو خلفي يقرعني:
- لماذا لم تكلمي الرجل الذي وقف لكِ!!
2 - ظلين لرجل واحد
كنت أتسكع وظلي في فلوات الذاكرة, فجأة وجدتني تسمرت مكاني.. ظلي لم يعد يحاذيني, قلت ربما الشمس غيرت اتجاه دورانها فأصبح خلفي, تلفت, لم يكن خلفي ولا كان أمامي.. ووجدتني مسمرا في مكاني, والناس يمرون عني ينظرون في وجهي يتبادلون الابتسامات يمتصون شفاهم ويمضون.. حتى مرت امرأة يتبعها ظلها, أشاح ظلها عني بعيدا.. ضحكت المرأة سالت ظلها:
- هل تعرف عليك؟
- لا.. يبدو انه فقدني من ذاكرته
عادت المرأة حاملة ظلها وراحا يدوران حولي, صرت أدور في مكاني حتى صارت الشمس عمودية تشوي كائنات الأرض وفقدت الكائنات ظلالها.. صفعتني الشمس قالت:
- انظر من حولك.
كانت ظلال الأشياء أمامها إلا أنا, كان على يميني ظل وعلى يساري ظل يتبدلان الموقع ويتهامسان صرت لا أميز من منهما يحمل صوتي ومن منهما يحمل صوت امرأة..
فجأة خضرت سيارة الشرطة وهبط منها جنود مدججين بالسلاح..
***
ذات مساء من ذات يوم شُوهد في المدينة رجلا يسير بظلين داهمته الشرطة قبل ان ينتشر الجنون في المدينة.
3 - عصفور رباب
حطت الزاجلة على نافذتي, هبط من تحت إبطها عصفورا صغيرا, وطارت الحمامة.. لاذ العصفور بصدري.. شرب رحيق عرقي, فتحول صدري إلى صندوق ربابة.. طار العصفور ورجع يرقص على وتر قوس الربابة, صرت والعصفور لحنا ومغني, حملتنا الريح غناء له طعم الياسمين.. قلت:
- أين كنت يا عصفور؟ ولماذا جاءت بك الحمامة إلى نافذتي؟
ضحك العصفور ورفرف:
- ما بك يا منسي تهت عني! فالحمامة أمي وأنا عصفور قلب رضاب
4 - ثلاث نحلات
اعترضت طريقي ثلاث نحلات..
قدمت الأولى لي رحيقها على طبق من قرنفل, وقالت:
- تذوقني يا فتى آخذك إلى سحر عجيب!!
لم افعل, فلسعتني وتركت بقايا زبانتها في جلد خدي الأيمن, وماتت على الفور!!
وقدمت الثانية رحيقها على طبق من ياسمين, وقالت:
- تذوقني يا فتى ترى ما رأت عين!!
لم افعل, فلسعتني وتركت بقايا زبانتها في جلد خدي الأيسر, وماتت على الفور!!
رقصت الثالثة وأخذت تنزع عن وجهي خبث النحلتين وهمست:
- افتح فمك يا فتي.
فعلت.. سكبت على لساني زخة من رحيقها, فامتلأت بامرأة أعرفها.. قالت النحلة:
- ماذا ترى يا فتي؟
طارت النحلة.. وهبطت من الغيم امرأة تنادي في دمي:
- ويحك يا منسي, أنا رضاب..
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |