صندوق باندورا / 1
خاص ألف
2011-10-07
ماعاد شيء يورق في الصباح,
ولا شيء يزهر في المساء,
لم يعد هناك طاقة أتصيد منها حفيف هواء
لرئتي,
ولا غيمة أستسقيها زخات مطر
لنباتاتي العطشى وأولادي.
أصص البيت فارغة,
لم تعد هناك نباتات,
لا تلك التي زرعناها سوياً,
ولا تلك الأهديتنيها.
فراغ أبله احتل لوحات منزلنا,
فقد محت الخطوط كل الألوان,
ولبست وسنان الوجع.
من أجل ذلك أرسل لك صندوقاً,
أول رسالة صندوقية مني إليك,
ستعرفها حتماً,ليس من الوزن,
لا من الطابع البريدي,ولا من الخط,
بل من شدة القتامة.
سأحشو فيها شجارات إخوتي وأبنائي
وسخافات جاراتي,
مشاحناتي مع سائقي الباصات والسيارات,
قفزاتي الطالعة النازلة للطابق الأخير
عشرات المرات كل يومٍ,
للذهاب إلى العمل والعودة منه,
لجلب الأشياء الخاصة,
معجون أو فرشاة أسنان,
خبز..شاي..زيتون
حوائج السلطة,
جوانح الدجاج التي يحبها الأصدقاء
حين يلتقون في المساء,
منظفات الغسيل والمعطرات,
الكتب التي استعارها الأصدقاء والجيران,
وما تبقى من قائمة المستلزمات.
.....
سأحشو لك رقصاتي المجنونة الخجلى,
مع ممسحتي أو مكنستي,
هل ذكرت لك قبلاً أن ماعاد
لنا مكان للرقص,
غزا الأغنياء أماكننا,
وصارت للتباهي وكشف المستور
وممارسة الممنوعات.
......
سأحشو فيها قدميّ التعبتين من الركض
في الطرقات القديمة الحديثة
الحفظتها صماً,
وحفظتني,
يديّ المشققتين من الاستعمالات السخيفة
والكتابات العقيمة,
وقلبي المهترئ من الشجارات الساخنة
وكل الجدالات السياسية.
.....
سأحشو فيها كل نسياناتي الجميلة
وكل ذكرياتي القاسية,
كل عشقي للحياة وموتي وانبهاراتي بما جرى,
وكل خيباتي وانكساراتي,
ودهشتي مما يجري.
08-أيار-2021
24-نيسان-2021 | |
13-آذار-2021 | |
19-كانون الأول-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
12-أيلول-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |