فكر وتكتك قبل أن تنطح
2007-11-22
للحياة حيل إحداها المناورة، ربما حرصا منها على أن تكون كالمرأة.. إن فهمتها فقدت اهتمامك بها.ثم هذه الأنثى لا تحب ولا تقبل إلا على المناور الذكي المحترف
فهل تؤهلنا شهاداتنا العلمية أو تربيتنا الدينية والأخلاقية لهذا الشرف وتجنب ضرباتها التكتيكية ؟
هل الحياة فن أم هي علم وأخلاق؟
وإذا كان الفن في تعريفه ليس سوى الإتقان فحتما كلنا يستطيع أن يصنع باقة من الأزهار لكن ليس كلنا يتقن ترتيبها ويبدع في تهذيب أغصانها وأوراقها..
ألهذا درجنا على القول بأن الحياة مدرسة ؟
لتعلمنا ما فاتنا في الصغر من علم يصعب فيما بعد نقشه على حجر!
عادة ما نخرج من المدارس التعليمية إلى مدرسة الحياة الأكبر بحثا عن مفاتيح نجاح لم نسمع عنها أو نصادفها في بطون الكتب وقاعات الدراسة.
الحياة فن، وهذا الفن أهم من فن الرسم والطبخ العزف..
هي لعبة لا يحترف ممارستها إلا من تعلم مهارة اللعب بخيوط عرائس الأيام والأحداث.
هذه حقيقة ..
فكم طبيب للقلب يحتاج إلى من يعالج له أوجاع قلبه العاطفية !
وكم من مهندس يحتاج إلى من يصمم له هندسة علاقاته الاجتماعية !
وكم من حامل لشهادة الدكتوراه يستجدي من الحياة شهادة خبرة !
من منا لم يبحث عن السعادة وهي ليست إلا حرفة ؟
من منا لم ينتظر من الحظ أن يبتسم له وهو ليس إلا خرافة ؟
ببساطة..
لماذا نتجاهل تدريس السعادة كفن وتلقين أساليب الذكاء الاجتماعي كعلم لا يقل أهمية عن باقي العلوم والفنون والخبرات ؟
ومتى ننتبه إلى خطورة الهوة الواسعة التي تفصل ما بين قيمنا وأخلاقنا وبين الواقع الاجتماعي الذي يتلقف أبنائنا حال خروجهم للحياة العملية ؟
في حدث سابق أثارت هذه المسألة اهتمام بعض المدرسين في ألمانيا مما جعلهم يفكرون بطريقة تجعلهم يعلمون الشباب كيفية تحقيق السعادة لذلك اتجهت مدرسة (فيلبي هليباخ) وهي إحدى الكليات الصغيرة في ألمانيا إلى تجربة تعليم الشباب في سن المراهقة ممن يستعدون لاجتياز امتحانات القبول في الجامعة كيفية تحقيق السعادة وصنعها..
مادة السعادة هذه تحولت إلى هدف هلامي يصعب الوصول إليه في حين هي في الأغلب أحد فنون الحياة.
لماذا ؟
لأننا نعلم أبنائنا الصدق ولا نعلمهم كيفية التعامل مع الكذب والكذابين!
نعلمهم الأمانة والإخلاص كقيمة ولا نحصنهم من الغدر والخيانة والخداع؟
نقنعهم بأن لكل مجتهد نصيب مع أن للحياة رأي آخر أحيانا، في مجتمع الواسطة والمحسوبية.
إن سلاح العلم والأخلاق وحده لا يؤمن لنا حظا وافرا من النجاح في علاقاتنا الاجتماعية في مجتمع يعاني من شيزوفرانيا أخلاقيه .
كيف يمكن لمعركة أن تكون متكافئة ما بين معلم وتلميذ في مدرسة الحياة؟
وحده فن الحياة يجنبنا بؤس الأسئلة الغبية من نوع.. لماذا لم يحالفني الحظ ؟
لماذا لم تحبني ؟
لماذا لم أكن يوما سعيدا ؟
لماذا نحن بلا أصدقاء ؟
ولمن لا يعرف فان الحب الحقيقي مثلا هو قي الواقع أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسا!
والحظ هو أيضا ذاك الكائن الزئبقي العجيب القادر على تبرير تفوق الآخرين علينا!
ترى ما الحكمة ؟
ربما لأن جزء من متعتنا يكمن في أن نجرب أن نفعل المستحيل..
"المستحيل " الذي تلوح لنا به الحياة كشريط أحمر في حلبة مصارعة.
أقول ربما...
وأصر على الادعاء بأن الحياة أنثى مشاكسة عنيده لا تقبل بمن هو أقل منها ذكاء واحترافا ومناورة على أمل العثور على ثور ذكي يفكر ويتكتك قبل أن ينطح.
حنان بديع
08-أيار-2021
22-تشرين الثاني-2007 | |
13-تشرين الثاني-2007 | |
29-تشرين الأول-2007 | |
29-أيلول-2007 | |
16-أيار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |