لمحة عن الموسيقا والغناء والرقص الأفغاني
خاص ألف
2011-12-05
راقصة أفغانية
هل كان لدى الشعب الأفغاني حياة طبيعية وموسيقا ورقصات فولكلورية مثل باقي البشر؟ سؤال قد يبدو ساذجا لكن الأسباب التي دعت إلبه غير ذلك. فهل شاهد أحد ومنذ مايزيد على الثلاثين عاما صورة أو سمع شيئا عن أفغانستان غير صور الحرب الأهلية والدمار والقتل ومزارع الأفيون ومصانع المخدرات وقطع أصابع النساء المشاركات في الإنتخابات. والفضائع التي ترتكب بحق المرأة. بصورة أخرى هل لدى الأفغان فولكلور شعبي؟ هل لدى الشعب الأفغاني, وهم مجموعة من القوميات يصل عددها إلى 16 قومية, رقصات وأغاني للفرح ولمواسم الحصاد وجني المحاصيل كباقي خلق الله أم إنهم خارج حدود الزمان والمكان البشريين؟. بالتأكيد كان لدى الأفغان موسيقاهم وآلاتهم ورقصاتهم وأغانيهم. تقسّم الأغاني الأفغانية إلى أربعة انماط: الرباعي, والدوبيت, والمدائح النبوية, والمقابلة (مع الكورس). ومن الجدير بالذكر أن هناك طريقتان لأداء الأغاني الشعبية, الأولى تكون بالاداء المنفرد ويسمى (لندي) حيث يؤديه مغني واحد, والثانية تؤديه مجموعة وقد يقف رجلان من هذه المجموعة يناجي أحدهما الآخر بشعر رقيق ونغم سريع الإيقاع. الرباعي هو نوع من الأغاني الخفيفة ذات الأربع أبيات وهو واسع الانتشار في أنحاء افغانستان وأكثر أغراضه الغزل. الدوبيت يتألف كل معنى من بيتين مستقلين ويكون فيه النصف الأول من البيت الثاني مخالفا للأشطر الباقية في القافية والثلاثة الأخرى على قافية واحدة. المدائح النبوية وهي مشابهة للدوبيت وغرضها الوحيد توحيد الله ونعت الرسول وهناك نوع من المدائح يقرؤه شخص واحد ويردد وراءه مجموعة الحاضرين. المقابلة: في هذا النوع من الغناء يتقابل شخصان يغني أحدهما بيتا من الشعر فيعارضه الشخص الثاني أو يجيب عليه, وهكذا تتوالى الأبيات إلى آخر القصيدة ويكثر هذا النوع من الغناء بين النساء ويستعملن معه آلة موسيقية تسمى (دايره). أما الآلات الموسيقية الأكثر استعمالا في الحفلات والمناسبات في عموم افغانستان فهي ( الطبل المزدوج, الدربكه, الطنبور, الهارمونية). ويصنع الطبل عادة من الفخار أو الخشب بارتفاع قدم أو قدمين ويغلق بجلد تسنده حبال مشدودة شدّا محكما من الجوانب المطلية باللون الأحمر غالبا أو المزخرفة ببعض النقوش أحيانا. وكثيراً مايلصق إلى جانب هذا الطبل طبل أصغر ويضرب عليها عازف واحد. أما الدربكه فهي عبارة عن طبلة على شكل مخروطي له فتحتان تغلق فتحته الكبيرة بجلد ملائم للنغم الذي يبعثه كجلد الغزال, ويختلف شكل الطنبور وتتعدد أنواعه وأحجامه تبعا للمناطق المختلفة وهو يحتوي على ئلاثة أوتار وفي بعض الأحيان يكون فيه وتران فقط ويصنع من خشب التوت أو الخشب الأسود (العناب). أما الهارمونية فهي آلة أقرب ماتكون إلى الاوكرديون حيث تعتمد على نفخ الهواء من 24 عظما لها نغم خاص وهي صناعة هندية وهي رخيصة الثمن, تصنع من الخشب وفي داخلها ستارة لدفع الهواء. وبسبب نغماتها الجميلة لا يكاد يخلو بيت من بيوت الأفغان منها. وهناك آلات موسيقية كثيرة قد نجدها تستعمل في منطقة ولا تستعمل في أخرى منها:1- الرباب وهي آلة صغيرة تصنع من الخشب وفيها ثمانية أوتار وغالبا ماتستعمل منفردة ولا تشاركها آلة أخرى. ويكون الضرب عليها بأصابع اليد أو بآلة حديدية تسمى (شاه باز) كما هو الحال في ولاية "ننكَر هاد" Nangarhad وولاية كنر. 2- الطبل الكبير ويسمى (دهل), ويصنع من الخشب على شكل اسطواني, ويكون محدّبا من الوسط وفي طرفيه فتحتان كبيرتان مغلقتان بالجلد وله حمالة طويلة لكي يعلقه العازف على رقبته. وتستعمل للضرب عليه عصاتان. 3- الدف ويسمى "دايره" يصنع من الخشب على شكل دائرة مفتوحة الطرفين يغطى أحد طرفيها بجلد الغزال وتثبت على محيط الدائرة أقراص من الحديد الرقيق.4- الناي ويسمى (توانه) ويصنع محليا من الخشب المجوّف وفي وسطه أربعة ثقوب أو سبعة ويستعمله بعض القرويين لصيد الأفاعي التي يسحرها صوته فتخرج من مكامنها. 5- أجراس اليد وتسمى (زنك دستي) وهي عبارة عن مقبض خشبي ينتهي بحلقات حديدية تحمل عددا كبيرا من الأجراس الصغيرة ولا يستعمل منفردا وإنما يدخل ضمن آلات الجوقة. 6- غجلت : Gajlet هذه الآلة واسعة الانتشار في ولاية هرات وبروان وهي أشبه ما تكون بالكمان وتختلف عن الطنبور في كونها تصنع من الخشب المجوف الخفيف وأوتارها من الشعر يعزف عليها بواسطة قوس ذي وتر. 7- سرنا: وهي آلة تشبه المزمار وتصنع من المعدن أو الخشب يكون أحد طرفيها ضيقا ومناسبا للنفخ أما الطرف الثاني فيكون عريضا. 8- الساز: وهو نوع آخر من أنواع المزامير إلا أنه يمتاز بصوته الرفيع وهو أقصر من السرنا. وهناك أنواع من الآلات الموسيقية نادرة الاستعمال كالبنجو والشبيلي والداريا والقانون والشبة والجنك والسيتار. كذلك ثمة أنواع عديدة من الرقص الشعبي لدى الأفغان تنحصر أشهرها في عشرة أنواع. ثلاثة منها تسمى (ملي أتن) أي الرقص الوطني, ويكون بقيام شخص واحد برقص منفرد على أنغام الطبلة أو (الهارمونية), بينما يتحلق المتفرجون حوله. وقد يقوم عدة أشخاص بتشكيل دائرة يدورون حولها او يقفون صفا يضربون بأرجلهم الأرض ويصفقون بأيديهم. أما النوع الرابع فتستعمل فيه فرقة موسيقية متكاملة ويرقص المتبارون بالرقص الواحد تلو الآخر. والنوع الخامس من الرقص تستعمل فيه العصا فيتقدم رجلان وكل واحد منهما يمسك بعصا متوسطة الطول أو بعصاتين ويضرب الأول عصا الآخر حسبما تقتضيه حركة الرقص. وهناك نوع سادس يسمى (كورتي) أي رقصة الشيوخ ويشترط فيها أن يكون الراقص كبير السن طويل اللحية يرافقه مجموعة تغني بعض الإبتهالات والمناجات الصوفية. أما النوع السابع من الرقص فإنه يتمثل برقصة المنديل الخاصة بالأعراس وحفلات الزواج. كما يوجد نوعان من الرقص خاصان بالنساء أحدهما يسمى ( ميده بازي) أي الرقص الثلاثي أو مايسمى برقصة الأجراس حيث تشترك ثلاث راقصات وفي أرجلهن أجراس كثيرة تهتز فتخرج أنغاما طبقا لحركة أرجل الراقصة. أما النوع العاشر فيتمثل في الرقص الحديث أو الغربي حيث يشترك فيه الرجال والنساء تحركهم أنغام الجاز والكمان والطبول, وهو ما كان ينتشر عادة في المدن الكبرى. كما إن هناك رقصات خاصة ببعض القوميات كالرقص الأوزبكي والتركي والبلوشي والهندي. كما يوجد رقص خاص بالغلمان الصغار يسمى (سازنده) يؤدونه في الميادين العامة والمتنزهات حيث يتجمع الناس أيام العطل والمناسبات.
08-أيار-2021
21-تشرين الثاني-2013 | |
16-تشرين الثاني-2013 | |
05-تشرين الثاني-2013 | |
26-تشرين الأول-2013 | |
15-تشرين الأول-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |