كلُّ شهيدٍ وأنتم بخير
خاص ألف
2011-12-28
ملاحظة: إلى الصامتين
كلُّ يومٍ في سوريا هو عيدٌ جديدٌ، عيدٌ للحرية وللشهداء، لا عيدٌ للعبيد. عشرات الأبطال يغادروننا بأجسادهم كلَّ نهارٍ، ولا يظهر منهم على الشاشة إلا الأرقام.، نحن لسنا أرقاماً نحن مشروع حياة. نعم لقد قلناها مراراً تكراراً، نحنُ لسنا أرقاماً، وسنعيدها مطولاً، شهداؤنا أحياء، ماتوا ليحيا فينا الوطن، لا لمجرد حبهم بالموت.
في التاريخ إن بحثت فسترى بأن لكلِّ ثورةٍ رمزها وشهيدها، وإن كنت متابعاُ للشأن السوري فستجد بأن لكلِّ شهيد ثورته، فلسوريا ثوراتٌ وليست "ثورة". فكمْ من رمزٍ لنا وكم من منارةٍ صنعها شهداؤنا، فمن حمزة الخطيب إلى هلا المنجد مروراً بالقاشوش وهادي الجندي وغياث مطر وإبراهيم عثمان وأكثر من خمسة آلاف آخرين، شعلٌ تضيء ليلنا المعتم.
كيف تقبل وأنت تشاهد نشرات الأخبار أن تعدّهم؟ تعدّ أجسادهم؟ وهل هم مجرد أعداد؟ كيف ترضى لنفسك أن تراهم، هم أخوتك، يموتون؟ لمَ لا يشارك دمك في سقي تراب هذه الأرض؟ أوليس هو دمٌ واحد يسري في عروقكَ وعروقهم؟ ولماذا تصمت؟ أتخاف؟ مِمَ؟ لِمَ؟ مِمنْ؟ أولئك الشهداء ألم يكن لهم أمهات تبكيهم؟ أو أخوات ترثيهم؟ وزوجات وأطفال يناجونهم ليلاً؟ أأنت أفضل منهم في شيء؟ ألسنا كلنا أولاد آدم وآدم من تراب؟
استيقظ يا أخي وأفتح عينيك، قد شرقت الشمس وزال الظلام، وما هذا الذي تراه إلا ضباب سينقشع قريباً. فلا تفوت على نفسك الفرصة، وتعال ابنِ مستقبلك معي، ضع يدِّكَ في يديَّ، ولا تشارك بقتلي.
أنا ابن أمك ألا تذكر؟ ألا تذكر سهراتك مع الشهيد وكؤوس الشاي التي شربتموها سوية؟ كيف لك أن تنسى أخوتك؟
أرجوك، قمْ، ولا تقتلني.
08-أيار-2021
26-شباط-2014 | |
27-آب-2013 | |
31-تموز-2013 | |
20-أيار-2013 | |
06-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |