جاء رأس السنة، و ليس هناك إلاّ رقصٌ على رؤوس الصبر، و انتظار مفاتيح الفرج.
جاء رأس السنة ....الألعاب النارية و ما زال الرصاص يتسلى باختراق أجساد أحبتنا و إخوتنا في كل مكان .....
لا شيء يشرق في رأس السنة غير الألم والانتظار المر ....
لا شيء زيّن المدينة إلاّ الدم الزعاف الذي انتشر في المدن يغني بأعلى صوت
نحو السماء ....
هذا العيد لبست الأشجار اللون الأحمر ....و تدلى السواد بدل جوارب و أكياس سانتا كلوز، وبدل هدايا الأهل الملفوفة بالحب و الألوان اللماعة البراقة ....
******
وقف العيد حزيناً على عتبات بيوت الشهداء ينتظر عودة أولئك الذين ذهبوا قسراً و رحلوا عن الحياة مكللين بالشهادة و الشجاعة و الدم السلسبيل ....
******
نغطّ غارقين في الألم، فلا نسمع إلاّ شخير الأرق بانتظار يقظة الحلم ....
******
هربت أشجار الزينة من شوارع البلد ....احتل الجنود و الحواجز الأماكن ..... ولعلع الرصاص في الأجواء بدل أجراس الكنائس ..... وزحف الأطفال إلى أسرّتهم غطوا رؤوسهم باللحف الثقيلة كيلا يسمعوا الرصاص و نشرات الأخبار و قصص القتل التي لا تنتهي .....
خاف الأطفال من العيد ....خافوا إن غنّوا أو رتّلوا أن يسكت الرصاص صوتهم أو تُقلع حناجرهم بالسكاكين.....
******
يا أيتها السنة الجديدة:
ألم تري كم لعبنا باللغة و تحايلنا على الكلمات كيلا نبكي من الوجع ...!!!
ألم تري كم غطينا عقولنا و قلوبنا و كم هدرنا من رؤوس أحبتنا كيلا نموت غيظاً من كوابيس الخوف .....
يا أيتها الجديدة ...ائتنا بما يليق باتنظارنا الأليم ...!!!!!!!!!!!