معارك
خاص ألف
2012-01-06
عالمٌ يحيا بدونِك، وجعٌ لا يحبُّ إلا الزمنَ الفاصلَ بين الفجرِ والقدَر، منشرةُ غسيلٍ لا تنشفُ الدماءَ على بياضِ صفحتِك، جدرانٌ مكتومة.. لا لن أسلّمَ روحي بدونِ مقابل، لن أمنحَ حفارَ قبري مفتاحَ تابوتي، لن أجتازَ كلَّ الحواجزِ الفاصلةِ بين الموتِ والحياة، سأحطّمُ ليلتي الظلماء بمصابيحِ الغد.
***
هنا في هذا الفراغِ الأبديّ، ووسطَ هذا السكونِ اللامتناهيّ، وبين تلك الجدرانِ الخرساء، وتحت السقفِ المذعور، وُلِدتُ مع أوراقي ومحبرتي وطاولتي، وُلِدتُ علّني أتذكّرُ بعضَ الكلماتِ لأبدأَ بها قصّتي، قصّة معركتي مع الزمن...
معركتي مع الزمنِ هي أنَّ محنَه تُقصمُ ظهري وتُكسرُ سيفي، لاستلَّ سيفَ الوقت، وأتفاجأَ بأنَّ الساعات تطعنُني في قلبي والدقائقَ تقهقهُ ساخرةً من سيلانِ دمي، أما الثواني فتلوّحُ بيديْها لوداعي، فيما الأيامُ والشهورُ والسنونُ تقبضُ على روحي التي تنادي: يالعداوةَ الوقتِ وحقدِ الدهر.
***
حين أحطمُ ليلتي الظلماء، أجوبُ الشوارعَ المنيرةَ وأنا محبطٌ للحياة، لتبدأَ مشادّةٌ كلاميةٌ بيني وبين الزمن، وفي إيابي لغرفتي المشؤومةِ أبحثُ عن سكبةِ نورٍ أسكبُها على روحي وأغسلُ بها دمي من آثارِ الكآبةِ وقلبي من الحزنِ العميق.
***
زورقُ الأيام يسبحُ في دمي بكلّ طمأنينة، ونيرانُ الثأرِ – كجهنّم - تلتهبُ وتخرجُ من شقوقِ شفتيّ قبيْلَ كلِّ غروبٍ على ضجيجِ الحياةِ وصخبِها وطعمِها.
***
هي تلكَ اللحظاتُ الآثمة، الأصابعُ التي تنزف، قارورةُ الكحولِ المنسكبةِ على جرحٍ لا يزالُ غضّاً، سماءٌ تمطرُ حجارة، أخوك الصغير الذي تعشقه تدهسه إحدى تقنيات جنونِ العصرِ المسمّاة بالسيارة، أقدارٌ حلّتْ في غيرِ ميعادها، موتٌ كرهتُ الحياةَ لأنه ينتظركَ بعدها، مصادفاتٌ قذرةٌ تجمعُك بغريمك، سكينٌ تطعنك متخذةً صورةً آدمية، موسيقى تسيرُ بك إلى حيث الألم.
آلجي حسين
[email protected]
08-أيار-2021
31-آذار-2013 | |
05-كانون الثاني-2013 | |
11-أيلول-2012 | |
06-كانون الثاني-2012 | |
16-أيلول-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |