يغلقون بابا ً تركه الله مفتوحا ً
خاص ألف
2012-02-28
يريدون أن يخنقوا الهواء هؤلاء الذين لا يطيقون الحرية ولا يودون أن يسمعوا سوى أصواتهم ولا يدركوا بأن النهار مختلف ٌ عن الليل وأن الدين محبة والإسلام رسالة سماوية جاء يتمم مكارم الأخلاق .
نجحت مساعي المتطرفين في المملكة العربية السعودية في مطاردة وإعتقال الشاعر السعودي الشاب حمزة كاشغري في ماليزيا حيث فر الى هناك خوفا ً من الموت رجما ً بالحجارة في ظل صمت وتواطؤ النخب الثقافية والإعلامية وانبطاحها أمام دنانير السلطان الملوثة بالدم . يريدون أن يقيموا الحد عليه وهذا يعني الرجم حتى الموت لشاعر لم يغادر طفولته بعد، خاطب الرسول الكريم كمن يخاطب صديقا ً ودودا ً بكلمات ٍ تحتمل أكثر من تأويل . يودون هندسة أرواح البشر وصياغة عقولهم على وفق ما يفكر به القطيع، لا أحد يشذ من القاعدة يظن أغلبهم بأن الرسول على شاكلة ملكهم، صاحب الجلالة والعظمة وما كان الرسول إلا بشرا ً يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويحب النساء والعطر والجمال . لا أدري ماذا خطر ببال حمزة كاشغري حين رفع الكلفة مع الرسول الكريم وخاطبه بنوع من المناجاة، على الأرجح إنه رأى فيه ذلك النبي الدمث الشفاف المختلفة صورته عن صورة الملك السعودي المستبد المتعالي، ذلك المخلوق الذي منح نفسه لقب صاحب الجلالة وجلس على العرش كإله جبار هو الأحق بالمحاكمة . فر الرجل إلى ماليزيا كي ينجو برأسه لكن مذكرة التوقيف كانت قد سبقته عبر الإنتربول الدولي . السلطات الماليزية سوف لن تكون أكثر رحمة به من أهل جلدته، على الأرجح وأمام ضغط وسطوة آل سعود يسلم الرجل الى سلطات بلده وأمام محاكم صورية تنزل به أشد العقاب سيكون مصيره مرعبا ً . تغافل هؤلاء الغوغاء عن باب التوبة، يريدون غلقه وقد تركه الله مفتوحا ً للناس . أخذوا من الدين قشرته وتركوا الجوهر، نسوا بأن الدين سلام وعدل ومحبة وغفران لا دين إرهاب وكراهية ولا انتقام . لنفرض بأن الرجل تجرأ فعلا على الرسول الكريم وخاطبه بما لا يليق من الكلام، ألم يتراجع عن موقفه ويعلن التوبة ؟ ألستم مسلمين كما تدعون ودين الإسلام ترك باب التوبة مفتوحا ً فلماذا الإصرار على هدر دم الرجل وكأن الدين هو الإكراه، أتريدون محاكمة الناس على هواجسهم وكأننا أمام محاكم التفتيش سيئة السمعة ؟ كيف ينجذب الناس الى الدين الإسلامي وسيوف الغوغاء مسلطة ً فوق رقابهم ؟ كشاعر أومن بحق الناس في التفكير الحر، حقهم في أن يكونوا مؤمنين او ملاحدة فأمرهم متروك لله، أدعو كل صاحب ضمير حي من حملة الأقلام أن يرفعوا أصواتهم عاليا. ً منددين لا لكم الأفواه، ومطالبين بالحرية للشاعر حمزة كاشغري
خاص بألف
كاتب من العراق
08-أيار-2021
16-آذار-2014 | |
07-كانون الثاني-2014 | |
14-حزيران-2012 | |
20-أيار-2012 | |
30-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |