العقل لا يمكن أن ينطفئ بصورة دائمة، وإذا كان هناك من يعتقد أنه بامكانه اطفاء العقل وسلبه خاصية التفكير الدافعة إلى التغيير المستمر( كالنظام السوري مثلاً )، فإنه مخطئ ولا يسعنا حينها إلا أن نتضرع له إلى الله بالشفاء العاجل. فالتاريخ لم يكتبه إلا التغيير، رغم محاولات كثيرة لايقافه، والتغيير سيكون هو القانون الوحيد الثابت طالما هناك إنسان واحد ينبض بالحياة على وجه الأرض. وهذه حقيقة يعرفها الكثيرون، ويتجاهلها البعض، لأسباب في الغالب تكون شخصية أو مرضّية.

من ممكنات العقل، أنه قد يتعرض للتضليل فترةً من الزمن، أو قد ينحرف عن خطه تفكيراُ في مرحلة زمنية معينة، بحيث يبدو وكأنه ثابت لا يتحرك، ولكن هذا التضليل وهذا الانحراف لا يشكّلان في النهاية سوى وعكة صحية عقلية، تزول بمجرد ظهور الأدوية الفعّالة، فحبةُ( فكرةُ) صغيرة واحدة يمكن لها أن تشفي رأساً ضخماً من مجموعة أمراض دفعةً واحدة.
العقل لا يمكن أن ينطفئ بصورة دائمة، وإذا كان هناك من يعتقد أنه بامكانه اطفاء العقل وسلبه خاصية التفكير الدافعة إلى التغيير المستمر( كالنظام السوري مثلاً )، فإنه مخطئ ولا يسعنا حينها إلا أن نتضرع له إلى الله بالشفاء العاجل. فالتاريخ لم يكتبه إلا التغيير، رغم محاولات كثيرة لايقافه، والتغيير سيكون هو القانون الوحيد الثابت طالما هناك إنسان واحد ينبض بالحياة على وجه الأرض. وهذه حقيقة يعرفها الكثيرون، ويتجاهلها البعض، لأسباب في الغالب تكون شخصية أو مرضّية.

من ممكنات العقل، أنه قد يتعرض للتضليل فترةً من الزمن، أو قد ينحرف عن خطه تفكيراُ في مرحلة زمنية معينة، بحيث يبدو وكأنه ثابت لا يتحرك، ولكن هذا التضليل وهذا الانحراف لا يشكّلان في النهاية سوى وعكة صحية عقلية، تزول بمجرد ظهور الأدوية الفعّالة، فحبةُ( فكرةُ) صغيرة واحدة يمكن لها أن تشفي رأساً ضخماً من مجموعة أمراض دفعةً واحدة.
وأعتقد أنه في مرحلة ماضية كان يمكن لصكوك الغفران أن تخدع الكثير من الناس بمنحهم مزايا سماوية، ولكن خدع هذه الصكوك لم تستمر، لأن العقل كان لا يزال يحمل في داخله بعضاً من الأسئلة، التي لا يمكن لها أن تموت أبداً، مهما كانت الخدعة قوية. لذا، فإن التضليل والإنحراف لا يشيران إلى إطفاء العقل، وانما يشيران إلى حجابٍ مؤقت يوضع عليه، وهذا الحجاب بمجرد أن يصبح قديماً، وغير مواكبٍ لمقتضيات المرحلة، فإنه يُرمى بفعل حركة الشغف بالتغيير الذي يحدث في الطرف الآخر من الواقع، وهذا الطرف قد يكون فرداً أو جماعةً أو دولةً أو مجموعة دول.

وبالطبع ليس المقصود بذلك، أنه لا يمكن للتضليل أن يستمر لزمن طويل، فهناك تضليل يعتمد على الذكاء والوعي بدرجة قادرة على توجيه العقل من دون الاحساس بأي فخ، وفيه يتم توظيف درجة التطور الحاصل في العالم والمتغيرات النفسية لدى المستهدف، وكذلك القدرات العقلية لديه، إضافةً إلى نسبة مدروسة من جرعات الحرية، بحيث لا يظهر التضليل في موقف حرج، أو في موقف مستخفٍّ بالعقل، فتبدو الأمور في نظر المرء وكأنها تسير بصورة صحية وطبيعية، وهذا النموذج قد يلاحظ في الدول المتطورة، خصوصاً تلك التي تلعب فيها الرأسمالية أذكى لعبها. فمثل هذا التضليل يمكن أن يكون طويل الأجل، كونه يستمدّ قوته من قوة توظيفه للقدرات، ومجاراته للتطور، بمعنى أنه تضليل غير ثابت، بل متغير ومتحوّل، ولا يعتمد على مجرد فكرة سياسية أو قومية أو وطنية أو دينية.. الخ، لخدمة مصالح معينة، وإنما على خطط متكاملة ومتشابكة ومدروسة جيداً.
في حين يكون تضليل العقل عن الحقائق مجرد وعكة سريعة الزوال، عندما يتم فيه تهميش تلك القدرات، ويُنظر إلى الفرد فيه بوصفه كائناً سلبياً لا يتلقى معلوماته إلا من المصادر المحددة له من قبل جهاز معين، وبالتالي فإنه كلما تسارعت نبضات التغيير في الطرف الآخر المتطور (فكرياً وتقنياً ورفاهاً)، كلما قصر عمر التضليل الثابت والمعتمد على فكرة ثابتة أو مبدأ ثابت. وهذا ما يمكن ملاحظته في الدول المتخلفة، ودولنا العربية في المقدمة، وبصورة أخص هذا النظام السوري الفاقد للشرعية والانسانية، حيث الحجج نفسها وتناول الأحداث- على اختلافها- بالطريقة نفسها.

بقلم: عبد العزيز حاجي عمر